في اليمن الرواتب صدقة لا استحقاق

تتفنن الحكومة اليمنية في تأخير دفع الرواتب والحرص على الاستقطاعات.
السلطات اليمنية ترى الـ100 دولار راتبا كبيرا جدا
راتب الموظف اليمني يتعرض للخصم المزاجي بمبررات مختلفة

يتأخر صرف راتب الموظف اليمني، الذي لا يكفي لشراء بدلة ملابس محترمة لطفل، ويتعرض للخصم المزاجي بمبررات مختلفة، كأجور نقل وحماية السيولة النقدية، وربما في القريب العاجل، سيفرض على راتب الموظف ضرائب، تختلف باختلاف فئة العملة التي يستلم بها الراتب. فمن يستلم راتبه فئة مائة ريال أو مائتين، فضريبة نقل راتبه أكبر من الضريبة المفروضة على راتب من يستلم راتبه من فئة الخمسمائة أو الألف.

في اليمن تصرف السلطات للموظفين راتبا، يتراوح بين خمسين دولار ومائة دولار، والذين جلهم يعولون أسرة مكونة على الأقل من ستة أفراد، أي نصيب كل فرد من الأسرة طوال الشهر من راتب من يعولهم، تتأرجح بين ثمانية دولارات وستة عشر دولار. هذا المبلغ الضئيل جدا، تترتب عليه التزامات مختلفة للموظف تجاه أفراد أسرته، كدفع إيجار المسكن وتأمين المأكل والمشرب والملبس والعلاج، ومتطلبات الدراسة، ناهيك عن الحصول على الغاز المنزلي، الذي تكرمت الحكومة اليمنية بمناسبة عودتها لأرض الوطن، بفرض جرعة سعرية جديدة عليه تصل لضعف قيمته السابقة.

في الوقت الذي أصبح راتب الموظف اليمني، لا يفي بالمتطلبات المعيشية بحدها الأدنى له ولأسرته ليوم واحد فقط، ترى السلطات اليمنية أن الراتب كبير جدا، فتتفنن في تبويب الاستقطاع والخصم منه بمبررات وحجج مختلفة، وكأن الراتب في نظرها صدقة تهبها للموظفين لا استحقاقا دستوريا وقانونيا يجب عليها إعطاؤه للموظفين، وبما يضمن لهم العيش الكريم لهم ولمن يعولون.