في تأمّل تجربة الكتابة.. هواجس من ميدان الترجمة

يمتدّ مشوار الكتابة بي على مساحة زمنية تعدت الثلاثين عاما وتمددت في حقول متنوعة، على الرغم من كل هذا بقيت الترجمة حلما.
فراس حج محمد
فلسطين

إنّه أمر بالغ الأهميّة أن يجد الكاتب من يفاجئه بحدث ثقافيّ يرضي فيه نزعة الأنانية وتقدير الذات، كأن يفوز بجائزة، أو النشر في موقع مهمّ أو مجلّة، ولعلّ ما هو أهم من الجائزة ومن النشر، وأشد إرضاء لنزعة الذات الممسوسة بالهوس الشخصي، هو "حدث الترجمة". ولكن لماذا الترجمة هي الأهم مما عداها؟

لأنها ببساطة تنقلك من سياق إلى سياق آخر، تنقلك من ثقافة إلى ثقافة أخرى، توسّع من مقروءيتك لتحجز لك بوصة صغيرة في عقول الآخرين الذين هم على طرف العالم النائي عنك جغرافياً، والغرباء عنك لغة وثقافة، والأجانب بالنسبة إليك، فلا هم معارف ولا هم أصدقاء، ليصبح النص المعول عليه أولا وأخيرا، ولا يصعد الكاتب إلى الذاكرة إلا بهذا النصّ. وتنمّ الترجمة في مثل هذه الحالة عن تقدير ما، موجّهٍ في الدرجة الأولى إلى النصّ.

صديقة شاعرة، تفرح لترجمة أشعارها إلى عدة لغات: الألمانية والإيطالية والفرنسية، وتعتبر اقتحامها هذه اللغات اختراقا ثقافياً مهماً، نظرا لأسباب موضوعية ذات بعد استعماري، فوجود شعرها ضمن تلك السياقات هو اختراق فعلي، كون تلك الدول بأوساطها الثقافية الرسمية لم تنحز إلى "الحق الفلسطيني" في هذه المقتلة الشرسة. هذا أمر شديد الحساسية والذكاء في سياق ترجمة أشعارها، لذلك سعدتُ بإنجازها هذا، وما أسعدني أكثر مشاركتي إياها هذه "الفرحة" المسكونة بين علامتي تنصيص، لأنه لا فرح في مثل هذه الظروف التي نعيش كثافتها العاطفية السوداء.

هذا سياق مختلف عن السياق الذي جاءت فيه ترجمة قصيدة "متى سيتجلى الله يا جبريل؟"، إنه عند مَنْ يتضامنون معنا، وليس لديهم غير أن يدعمونا نفسيّاً، ويترجموا لنا أشعارنا، على قاعدة المتنبي "لا خيل عندك تهديها ولا مالُ، فليسعدِ القولُ إن لم يسعدِ الحالُ"، وعلى أية حال تفرّق هذه الصديقة بين السياقين بقولها في وصف الترجمة: "هي اختراق لدى من يكرهنا، وفعل تضامن لدى من يحبنا". فقد استطاعت الثقافة أن تحقق ما عجزت عنه السياسة.

يمتدّ مشوار الكتابة بي على مساحة زمنية تعدت الثلاثين عاماً، وتمددت في حقول متنوعة، بل إنني مارست كل أنواع الكتابة، وقاربت الرواية ولمّا أقعْ فيها، ونشرت في صحف ومجلات حول العالم تعدت المائة مطبوعة، وصدر لي 35 كتابا، لقد أشبعتني هذه الرحلة الطويلة، واكتفيت ولم أعد أتحمّس اليوم لنشر أي نصّ أو مقالة لمجرد النشر لأرى اسمي مكتوباً. على الرغم من أنني أكتب أكثر واعتزلت العالم من أجل أن أكتب وأقرأ وأتأمل، ولا أحبّ أن أخرج من غرفة نومي التي حولتها إلى مكتب ومكتبة، تزخر بالكتب، وتعمها الفوضى أيضاً. إنني أعيش حالة بوهيمية نوعا ما سببها الانحياز إلى الذات وإلى ما تبقى لديّ من لغة ومعنى ووجود. ربما كنتُ أحتجّ على بؤس العالم بهذه الطريقة التي لم أحقق فيها شيئاً من "نصر شخصي" في المسألة العامة، الوطنية، شاعراً بالضياع أكثر، لأجد الكتابة حبل النجاة الأخير المتاح.

على الرغم من كل هذا، بقيت الترجمة حلماً، ضاعت عليَّ فرص كثيرة، لأترجَم إلى الإنكليزية، والماليزية، والفارسية، والعبرية! هل أنا مقروء باللغة العبرية؟ لا أدري، على الرغم أن مجموعة من كتبي موجودة في مكتبة جامعة القدس (الجامعة العبرية)، وأخرى موجودة في "المكتبة الوطنية" للاحتلال. حاولت مرة الصديقة الشاعرة هند زيتوني أن أكون مترجماً بالإنكليزية والفرنسية في كتاب قصصي، وأضعت الفرصة، وكتب الشاعر والكاتب السوري الكردي ماهر حسن مقالة عني باللغة الكردية، وترجمت إلى اللغة الإنكليزية مقدمتي لرواية بطن الحوت للكاتبة اللبنانية صونيا عامر. على أية حال كتبت عن ذلك قبلا فلا داعي لأعيد فيه القول أكثر من هذا.

طالبة إيرانية، تُدعى "زهراء فاضلي"، ظهرت في حياتي، ثم اختفت فجأة، علمت أنها تعمل على ترجمة قصائد عن القدس، بعثت لها عدة قصائد بوساطة صديقي حسن عبادي، لأنها قطعت علاقتها معي نهائيا، ولا أدري ما سبب تلك القطيعة، هذا كان قبل الحرب، ربما عام 2022، أيعقل أن المشروع لم ينجز إلى الآن؟ لم يعد هناك أخبار عنه، ولم أعد أسأل حسن عن ذلك، آخر ما كان من ذلك أنها تعد ترجمة فارسية لقصائد عن القدس ربما تصل إلى ثلاثة مجلدات.

مساء السابع من يونيو/حزيران عام 2025 تأتيني المفاجأة، ترجمة قصيدة "متى سيتجلى الله يا جبريل؟" إلى اللغة الإسبانية مع تعريف بي بفقرتين قصيرتين بعناية ومتابعة وترجمة الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزال، ونشرت في الموقع الإلكتروني https://con-versandorevistaiberoamericana.mx/ المجلة الأيبيرية للشعر والمقالات، هكذا اقترح الترجمة موقع غوغل، وتختص بالأدب الإسباني أو الترجمة إلى الإسبانية.

والقصيدة تتحدث عن بعض مشاهد الحرب الأخيرة على غزة، (2023- 2025)، نشرت أولاً في الذكرى السنوية الأولى للحرب بتاريخ: 31/10/2024، في الموقع الإلكتروني لصحيفة الحدث الفلسطيني (يُنظر: https://tadween.alhadath.ps/article/167514)

هذه الحرب جعلتني أكره "اليهود الإسرائيليين" كما لم أكرههم من قبل، فقد أظهروا فينا كل فواحش الوحوش الآدمية منذ قابيل وحتى الآن، جمعوا بشاعة هولاكو، والنازية، والفاشية، والحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش، وفظاعات الحروب الأهلية، لقد انهارت مع هذه الحرب منظومة قيمية، كنتُ أحيانا أصدقها وأدافع عنها في لحظات غباء مطلق، وإذ بها تتحول إلى هباء منثور، لم تكن إلا للضحك علينا والاستهزاء بنا والتوغل فينا أكثر لاستعمارنا، نحن الشعوب المستضعفة التي تجترّ أعشابها منذ أكثر من مائة سنة!

والقصيدة فعل إدانة بشرية، والسؤال الذي في العنوان يناظر سؤال القرآن الكريم "متى نصر الله؟" في قوله تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم، مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" (البقرة، 2014). إنه استبطاء وعد الله الذي لم يخل منه عهد، حتى مع الرسل أنفسهم "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا، جاءهم نصرنا". الرسل يمرون بحالة شبيهة بهذه الحالة، فما بالكم نحن البشر غير المعصومين، وليس لنا سبب من وحي أو سماء؟ لقد تركت الحرب بعضنا على شفير الإلحاد، كما مرّ سابقا بهذه الحالة السوريون الذي كانوا يخاطبون السماء: أينك يا ألله؟ لقد دفعت الحرب في سوريا بواحدة من صديقاتي الشاعرات إلى إعلان الإلحاد التام، بعد أن كان لها شأن في دينها، قاطعت وانقطعت بلا رجعة، وبلا ندم، بل إنها ندمت على كل تلك الأيام التي قضتها في رحاب الربّ، مرنمة مصلية!

المشكلة في هذا المنطق الذي انطلقت منه الشاعرة فاطمة نزال في تعليقها على القصيدة هو قياس الموازين الإلهية بالموازين البشرية، وهي على أية حال تمثّل اتجاها صارخا نسمع أمثاله في غزة والضفة من أناس ذاقوا ويلات الحرب أو شاهدوا فظائعها على التلفاز. فمن حق الناس المؤمنين أن يسائلوا الله في حالة ضعفهم، فهو ربهم، كالطفل الصغير الذي يستجير بأبيه عندما يعتدي عليه وحش كاسر! لكن ليس الله أباً عاطفياً تستفزه كل تلك المشاهد، لأنه يعلم وقوعها قبل أن تقع، ومقدرة قبل ذلك، ولكن "ليمحص الله ما في قلوبكم"، وليؤدي المؤمنون دورهم، والعالم دوره في نصرة الضعيف، لكنهم لم يفعلوا، فالمسلمون في سبات، والعالم في صمت وتآمر، والأنظمة العربية في تواطؤ كامل.

هل لهذه الحرب من فائدة عقدية إذاً؟ لقد حدث في المسلمين أكثر من هذا على مر التاريخ، وفي العصور الحاضرة، فنحن أيضاً خذلنا العراقيين، والسوريين، والأكراد الذين ضربوا بالكيماوي، كنا نعيّد وهم تحت القصف، فذقنا ما ذاقوه، هذه عبرة التاريخ التي لا ترحم، لو لم تفرقنا أنظمة مهووسة بعبادة الغرب لما تفرقنا مشاعريا وسياسيا، فالحق ليس على الله، بل علينا أولا أنْ رضينا بالفرقة منذ أكثر من مائة عام. هل هذا سبب كافٍ لنموت ونرضى بهذه المقتلة؟ بالطبع لا، لكنها نتيجة لمقدمة، شاهدنا شيئا منها في البوسنة والهرسك، وفي الهند، وفي بورما، وفي الصين، وفي روسيا، وفي كل بلد فيه مسلمون.

تعاملنا مع أنفسنا كياناتٍ منفصلة، فصارت غزة عنوانا عريضا خاصا بالفلسطينيين وشيئا فشيئاً صارت كيانا خاصا بالغزيين وحدهم، كما كانت العراق وسوريا وكشمير وبورما وغيرها كيانات خاصة بهم وحدهم؛ كلُّ على حدة، لم نعد أمة واحدة، والله سبحانه هو للأمة الواحدة، وليس لينصر شعبا هنا وشعبا هناك، ويتدخل برجفته وقوته، ليظلوا فِرَقاً؛ كل حزب بما لديهم فرحون، فما أصابنا للأسف كان نتيجة هذه الفرقة التي دافعنا عنها وانتمينا إليها ورفعنا أعلامها وأنشدنا نشيدها الوطني الصنميّ، والآن نقول: أينك يا ألله؟ لن يسمعنا الله، ولن يستجيب لنا لأننا اتخذنا تعاليمه وراءنا ظهريا وسخرنا منها، ولم ننصره لينصرنا. هل هذه مشاعر تشفٍ وانتقام؟ حاشا لله، أيشتفي المرء بقتل نفسه؟ لكنها وصف لحالتنا المريضة التي ستظل كما هي ويزداد فيها القتل حتى نذهب إلى الله، أما إذا حاربنا الله، ونطلب منه إعانتنا فنحن نضحك على أنفسنا ونضحك على الله، فالسنن الكونية يجب أن تأخذ مجراها، وينتصر القوي صاحب العدة والعتاد، فالله ليس "رصيدا احتياطيا" في بنوكنا العاطفية، أو "بطاقة ATM" نستعملها كلما احتجنا للمصروف.

شخصياً، لم تفقدني الحرب إيماني بالله، بل زادت قناعتي أننا نحن المسؤولون عن هزيمة أنفسنا، لأنني أفهم هذا الإيمان المبني على الأسباب والنتائج التي وضعها الله، ورأيتها على الأقل في صمود المقاومة منذ أول الحرب وإلى الآن وفي كل حرب سابقة، وإلى أن يشاء الله، وهم يثخنون في العدو، وعبرت عن ذلك في قصيدة "هل رأيت الله" (ديوان مزاج غزة العاصف، رام الله، 2015، ص 106- 108).

لكنّ هذا العدو مجرم شرس لا تحجّمه مقاومة ولا تردعه مجموعة من قتلى جنوده، إنه يحتاج الأمة بمجموعها للتخلص من ظلم العالم، فمن يحاربنا ليسوا هؤلاء؛ الشرذمة المارقة من شذّاذ الآفاق، بل من يحاربنا هو العالم أجمع إلا اليمن!

تذكروا أيها الواقفون على تخوم الله: ماذا صنع الله لهابيل وقد قتله قابيل؟ وماذا صنع الله لأصحاب الأخدود؟ لقد ماتوا حرقاً، ولم يتدخل الله لينقذهم، وفيهم النساء والأطفال وهم المؤمنون الوحيدون به، وماذا صنع الله ليحيى النبي الذي قتله قومه، وهو نبيّ؟ وماذا صنع الله لسحرة فرعون الذين قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وصُلّبوا في جذوع النخل؟ تذكروا مذابح سبرينتشا، وكل المذابح في العالم، تذكروا هيروشيما ونجازاكي أليسو هؤلاء من خلق الله، ولم ينقذهم من خلقهم؟ فلا تقيسوا الله إلى قناعاتكم البشرية.

كل هذه المقدمة لأوضّح أن تعليق الشاعرة فاطمة نزال على قصيدة "متى سيتجلى الله يا جبريل؟" كان مبنياً على هذا التأثر العاطفي والحزن الكبير الذي تغرق فيه الشاعرة، وأنا أعرف مدى تأثرها بأحدث فردية فكيف بهذه المقتلة التي لم تبق ولم تذر. إنها أكبر من أن يظل الإنسان العاطفي المرهف الحس عاقلاً، لذلك كان تعليقها على القصيدة غارقا في لجة الغضب المحموم مما يجري.

كتبت فاطمة نزال في هذا التقديم واصفة النص: "قصيدة  تنزف وجعًا وجوديًا في وجه الخراب الجماعي، وفيها يسائِل فراس حج محمد الغياب الإلهي في زمن تتحوّل فيه آلة الحرب إلى إله جديد. يمتزج في هذا النص الحسي بالميتافيزيقي، حيث الموت لم يعد حدثًا فرديًا، بل طقسًا يوميًا بلا ملامح. يدين الصمت: صمت البشر، وصمت السموات، ويصرخ بأسئلة لا تبحث عن أجوبة بل عن معنى للبقاء. النص كثيف، رمزي، يحمل لغة عالية دون تكلّف، ويمثّل صرخة شعرية ضد انعدام المعنى في حضرة المجازر".

وأعادت فكرته باللغة الإسبانية: "Este poema no es solo un clamor poético, sino un testimonio del sentimiento en una época en la que el ser humano árabe, y el palestino en particular, ha perdido la capacidad de creer que el cielo aún ve.

Es una oración de otro tipo, una súplica que desafía el silencio divino y exige que el milagro se manifieste, aunque sea por última vez".

لم يزعجني التعليق، وأتفهمه بناء على ما شرحته آنفاً، وسبق أن كتبت شبيها بذلك في كتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين. يُنظر: الكتاب، الدعاء مخ العبادة ووهم من أوهام البلادة أيضاً، ص 25- 28".

وعندما نشرت القصيدة على موقع المجلة في الأنستغرام تم التعريف بها بهذه الفقرة: "القصيدة تمزّق واعٍ: دعاء بلا إجابة، صلاة في خضم المجزرة. يَكتب فراس حج محمد من الهاوية، وجسده ما زال ممسوساً بالغبار والخوف. تتسلسل الأسئلة كالحطام، واللغة- بين فواصل وفراغات- تكشف ما لا يستطيع أي منطق تفسيره: قسوة الموت مرات عديدة، بلا صلاة، بلا حداد، بلا عالم. هذه القصيدة هي ابتهال يتردد صداه حيث لا توجد طقوس بعد الآن، بل مجرد انتظار." (ترجمة بالذكاء الاصطناعي مع بعض التحرير) لهذا النص:

 El poema es un desgarramiento lúcido: una invocación sin respuesta, una plegaria a mitad de una masacre.

Firas Haj Mohammad escribe desde el abismo, con el cuerpo aún tibio de polvo y miedo. Las preguntas se encadenan como escombros, y el lenguaje —entre comas y vacíos— revela lo que ninguna lógica puede explicar: la crudeza de morir muchas veces, sin oración, sin duelo, sin mundo.

Este poema es una súplica que resuena donde ya no hay ritual, solo espera.

وأخيراً، أقدّر هذه اللفتة المهمة من الشاعرة فاطمة نزال والقائمين على المجلة/ الموقع، وخاصة (Carmen Nozal)، واهتمامهما بنشر النص وترجمته والتعليق عليه والتعريف بي لأصحاب اللسان الأسباني، أقدّر ذلك إلى درجة الامتنان، والشعور بالعجز عن الشكر، فلا شيء يمكن أن يكافئ عملاً كهذا العمل. فلتتقبلا تحياتي وخشبيّة اللغة التي تخون صاحبها في موقف يجب ألا تخونه فيه!