في يوم واحد.. مكالمة هاتفية ورسالة خطية من تبون إلى سعيد
تونس- التقى الرئيس التونسي قيس سعيد يوم الاثنين بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي سلّم للرئيس التونسي قيس سعيّد رسالة من نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، في زيارة تطرح أسئلة عن علاقة تبون بسعيد وخفايا الزيارات المتواترة لعمامرة إلى الجارة الشرقية للجزائر.
وتعد هذه الزيارة الثالثة لوزير الخارجية الجزائري إلى تونس خلال أقل من شهر، إذ أجرى الأولى في 27 يوليو، والثانية في 2 أغسطس، التقى خلالهما الرئيس قيس سعيد، ونظيره التونسي عثمان الجرندي، وبحث معهما تعزيز التعاون بين البلدين وقضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك، دون تفاصيل أكثر.
وأكد قيس سعيد خلال اللقاء مع لعمامرة على عمق علاقات الأخوة المتينة بين تونس والجزائر، مجددا الحرص الراسخ على مواصلة التنسيق والتشاور مع الجزائر بخصوص الملفات الثنائية والإقليمية تعزيزا لأمن واستقرار البلدين وللتصدي لكل التهديدات التي تستهدف المنطقة.
وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى أن المرحلة التاريخية الحساسة التي تشهدها المنطقة وتعدد التحديات يتطلب مزيد ترسيخ سنة التنسيق المستمر بين تونس والجزائر خدمة للمصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وسبق لقاء لعمامرة مع سعيّد، اتصال هاتفي أجراه الرئيس التونسي مع نظيره الجزائري. وأوضح بيان للرئاسة نقله التلفزيون الجزائري، أن الاتصال تناول تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وأكد خلاله تبون لنظيره سعيد، تضامن الجزائر مع تونس في هذه "المرحلة الدقيقة".
وتكثّف التنسيق الجزائري – التونسي بشكل لافت بعد التغييرات التي التغييرات التي تعيش على وقعها تونس منذ يوم الخامس والعشرين من يوليو حين استجاب الرئيس التونسي قيس سعيد لصوت الشارع وأعلن تجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة، ثم اتخذ تباعا مجموعة هامة من التدابير والقرارات.
ومنذ اليوم الأول، كان الاهتمام الجزائري واضح بما يجري في تونس رغم أن موقفها في السابق كان أقرب إلى الإسلاميين بشكل يحقق التوازن الإقليمي خاصة مع حكومة الإسلاميين في ليبيا.
ويقول مراقبون إن الجزائر حريصة على "تحصين" نفسها من أي مفاجأت يمكن أن يحملها التغيير في تونس خاصة على مستوى السياسة والتحالفات الخارجية؛ وهي بحاجة إلى متنفس لها مع حدودها المغلقة مع المغرب والوضع الأمني المضطرب مع حدودها مع ليبيا.
وكان الرئيس الجزائري قد أكد، قبل أيام في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، أن الجزائر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية لتونس أو أي ضغط خارجي عليها، وأن التونسيين قادرين على تجاوز أزمتهم.
وقال لعمامة إثر لقائه قيس سعيد إن "الرئيس حملني بأفكار قيمة وبمعلومات دقيقة وتحاليل غاية في الأهمية سأتقاسمها مع الرئيس عبد المجيد تبون بمجرد ما أصل إلى الجزائر".