قائد افريكوم في ليبيا وسط مخاوف من نزاع اقليمي

قائد القيادة الأميركية في افريقيا يجري مباحثات مع رئيس حكومة الوفاق الليبية في مدينة زوارة، في تطور يأتي على وقع تلويح مصر بالتدخل العسكري إذا واصلت ميليشات تركيا التقدم نحو سرت والجفرة.
ألمانيا تحذّر من تصاعد المعارك في ليبيا
المفوضية الأوروبية تدعو لتهدئة عاجلة في ليبيا
واشنطن ترفض أي شكل من أشكال التصعيد العسكري في ليبيا
مجلس الأمن القومي الأميركي يطالب بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات
أول تحرك اميركي لافت في ليبيا منذ اعتقال أبوختالة

زوارة (ليبيا) - دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة الليبية، وسط تحذيرات أوروبية من تصاعد النزاع واتساعه إقليميا مع تلويح مصر بالتدخل بشكل مباشر في حال واصلت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا التقدم باتجاه مدينة سرت الساحلية الإستراتيجية.

وبحسب بيان صادر عن مكتب حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تسيطر على غرب البلاد، أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج مباحثات مع قائد القوات القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) الجنرال ستيفن تاونسند.

وسبق لواشنطن أن شنت في السنوات الماضية غارات جوية على مواقع لجماعات متطرفة كما قامت بعملية إنزال جوي تم على إثرها اعتقال أحمد أبو ختالة قائد كتيبة 'عبدة بن الجراح' الإسلامية المتشددة في يونيو/حزيران 2014، لتورطه في مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز في 2012.

وذكرت بوابة إفريقيا الإخبارية نقلا عن موقع 'إيتاميل رادار' الإيطالي أنه تم تسجيل نشاط غير معتاد لسلاح الجو الأميركي حول وداخل المجال الجوي الليبي بالتزامن مع وصول قائد افريكوم لمدينة زوارة اين التقى السراج ومسؤولين عسكريين.

لكن اللقاء بين السراج وتاونسند في مدينة زوارة (غرب طرابلس) يأتي في ظروف مختلفة وأكثر تعقيدا بسبب التدخل العسكري التركي دعما لميليشيات إسلامية متشددة منضوية تحت قوات حكومة الوفاق وفي ظل تنافس روسي أميركي على النفوذ في المنطقة وعلى ضوء تزاحم فرنسي تركي وايطالي في الساحة الليبية.

وقالت حكومة الوفاق إن الاجتماع بحث سبل التنسيق المشترك في محاربة الإرهاب وضرب فلوله، ضمن التعاون الاستراتيجي بين ليبيا والولايات المتحدة، مضيفة أن "المباحثات بين الطرفين تمت بحضور السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ووفد مرافق له في إطار التشاور وبحث تطورات الأوضاع".

وأضاف مكتب السراج أن اللقاء استعرض أحدث المستجدات العسكرية والأمنية في ليبيا والجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار في البلد الغني بالنفط، حيث سبق للإدارة الأميركية أن دعت إلى وقف إطلاق النار والتركيز على حل سياسي للأزمة.

وحضر اللقاء من الجانب الليبي كلا من وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا ووكيل وزارة الدفاع صلاح النمروش ورئيس الأركان العامة الفريق ركن محمد الشريف وآمر غرفة العمليات المشتركة اللواء أسامة الجويلي إلى جانب قيادات عسكرية أخرى.

وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين معارضتها لأي شكل من أشكال التصعيد العسكري في ليبيا، مطالبة بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات.

وجاء في بيان لمجلس الأمن القومي الأميركي نشر على تويتر "تعارض واشنطن بشدة التصعيد العسكري في ليبيا على كل الجوانب وتطالب الأطراف بوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات فورا".

كما أشار البيان إلى ضرورة استكمال التقدم الذي تم إحرازه من خلال محادثات الأمم المتحدة ضمن مسار 5+5 وإعلان القاهرة ومؤتمر برلين.

وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الاثنين من تصاعد المعارك في ليبيا، داعيا أطراف النزاع إلى العودة لطاولة المفاوضات، فيما طالبت دعت المفوضية الأوروبية بخفض التوتر بشكل عاجل.

وقال ماس عقب لقاء مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو في روما "بعدما أعلن الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) أنه لم يعد من الممكن استبعاد ردود فعل عسكرية من جانب مصر، أصبح تصاعد النزاع يمثل تهديدا".

وكان الرئيس المصري قد ألقى كلمة أول أمس السبت حول الشأن الليبي، حذّر فيها قوات الوفاق من تجاوز مدينتي سرت والجفرة. وقال "إن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب".

وكانت ألمانيا عقدت قمة في برلين في يناير/كانون الثاني الماضي للعمل على حظر توريد أسلحة لليبيا أو إرسال مقاتلين إلى هناك. وتعهد المشاركون في القمة بالامتثال لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا، إلا أنه لا تزال هناك دول تخرق الحظر.

 وطالب الوزير الألماني بالمزيد من الاهتمام من دول الاتحاد الأوروبي بمهمة "إيريني" البحرية التابعة للاتحاد لمكافحة تهريب أسلحة إلى ليبيا.

وقال إن المهمة يتعين أن تكون أكثر استقرارا، مضيفا "لذلك يتعين أن تقدم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المزيد من الإسهامات لأن انتهاكات حظر توريد أسلحة إلى ليبيا لا تزال مستمرة للأسف".

وجددت المفوضية الأوروبية دعوتها الأطراف في ليبيا لإنهاء العنف هناك وإيقاف الأنشطة العسكرية. وقال بيتر ستانو المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي إن تصريحات الأطراف الخارجية مؤخرا حول ليبيا والعنف المتزايد هناك، مثير للقلق.. "يتوجّب خفض التوتر بشكل عاجل في ليبيا."

وشدد على ضرورة تركيز الأطراف الخارجية، على خفض التوتر في ليبيا بدلاً من تصعيده، موضحا أن الخيار الوحيد لتحقيق استقرار الشعب الليبي والمنطقة هو التوصل إلى حلّ عبر مباحثات على صعيد الأمم المتحدة.