قاتل خطير يقيم تحت المحيطات يهدد البشر بالاختناق

البلاستيك تحت المياه يضر بنوع وحيد من البكتيريا يحول الطاقة من الشمس والماء إلى أكسجين قابل للتنفس.
بكتيريا زرقاء تنتج عُشر الأكسجين المستنشق
نوع فريد من البكتيريا هيأت الأرض للعيش
التلوث البلاستيكي وباء بيئي يفتك بالحياة على الأرض

لندن - ربطت دراسة أسترالية بين ارتفاع نسبة البلاستيك في المحيطات وإصابة البشر بالاختناق، لإضرار التلوث البلاستيكي بالبكتيريا التي تساعد الناس على التنفس.
أفاد باحثون من جامعة ماكوراي الاسترالية أن البلاستيك الموجود في أعماق المياه يحد من نمو نوع من البكتيريا تنتج عُشر الأكسجين المستنشق عبر عملية التمثيل الضوئي.
وأوضحت الدراسة أن مركبات كيميائية سامة تتسرب من المخلفات البلاستيك إلى هذا النوع الوحيد الذي يطلق الأكسجين فتعيق عمله وربما تقتله.
وتعد نتيجة الدراسة صادمة وخطيرة خاصة وأن الأمم المتحدة أعلنت مؤخرا انه بحلول 2050 ستكون المواد البلاستيكية في البحار أكثر من السمك ليؤثر على البكتيريا الحيوية والضرورية لانتاج الاكسجين.
ووفقا لموقع "روسيا اليوم" قالت الدكتورة ليزا مور، المعدة المشاركة في الدراسة "إن هذه الكائنات الدقيقة بالغة الأهمية لشبكة الأغذية البحرية، ويُعتقد أنها مسؤولة عن زهاء 10% من إجمالي إنتاج الأكسجين العالمي. ولكن كيفية استجابة البكتيريا البحرية للملوثات البشرية غير واضحة".
وأشارت الدكتورة ساشا تيتو: "تشير بياناتنا إلى أن التلوث البلاستيكي قد تكون له آثار واسعة على النظام البيئي، تتجاوز التأثيرات المعروفة على الكائنات الحية الكبيرة، مثل الطيور البحرية والسلاحف".

التلوث البلاستيكي
واحدة من الآفات الخطيرة

ويرجح العلماء أن أن البكتيريا الزرقاء ساهمت في جعل الأرض صالحة للحياة الحيوانية والبشرية، وذلك باستخدام التمثيل الضوئي لتحويل الطاقة من الشمس والماء إلى أكسجين قابل للتنفس.
ويعتبر التلوث البلاستيكي من أبرز المخاطر البيئية التي تهدد البشر والنبات والحيوان، فالعالم ينتج أكثر من ثلاثمئة مليون طن من البلاستيك سنويا يصب جزء منها في المحيطات.
وبحسب تقييمات علمية، ثمة حوالي 5 آلاف مليار قطعة بلاستيك تزن أكثر من 250 ألف طن تطفو على سطح المحيطات، وتتفكك هذه المواد إلى جزيئات مجهرية تنزل إلى عمق البحار.
وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية الحرب على التلوث بالمواد البلاستيكية في محاولة للحد من التلوث من المصدر مع التصدي لثقافة استخدام المواد غير القابلة للتدوير في كل المجالات.
إلا أن الأمل بتطهير المحيطات من كميات النفايات البلاستيكية الهائلة التي تفتك فيها، ضئيل للغاية، رغم أن التحالف العالمي لإنهاء النفايات البلاستيكية خصص مبلغ 1.5 مليار دولار لتنظيف البيئة.
وللتصدّي لهذه المشكلة، تقوم البلدان تدريجيا بحظر الأكياس البلاستيكية التي تستخدم سنويا بمعدلّ خمسة مليارات وحدة، ثم قصبات الشرب فعيدان تنظيف الأذن.