قادة انقلاب مالي يطلقون سراح كيتا المعزول

فرنسا تدعو لانتقال السلطة في مالي إلى المدنيين، فيما يتمسك الجيش بحكومة انتقالية عسكرية لثلاث سنوات.
مقتل أربعة جنود ماليين في هجوم نُسب إلى إسلاميين متطرفين

باماكو – أعلن قادة الانقلاب في مالي الخميس إطلاق سراح الرئيس المعزول إبراهيم أبو بكر كيتا بعد نحو عشرة أيام على اعتقاله من قبل الجيش إثر عملية الانقلاب العسكرية.

وقال جبريلا مايجا المتحدث باسم المجلس العسكري في مالي، إن "قادة الانقلاب أطلقوا سراح الرئيس المعزول إبراهيم أبو بكر كيتا".

وتسيطر مجموعة من ضباط الجيش يطلقون على أنفسهم اسم (اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب) على مقاليد الأمور في مالي منذ 18 أغسطس/آب عندما احتجز جنود متمردون كيتا تحت تهديد السلاح وأجبروه على الاستقالة.

وذكر مايجا "أطلق سراحه هذا الصباح وأعيد إلى منزله"، دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

ولم يتسن التأكد من مكان وجود كيتا. وقال أحد السكان الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن منزل كيتا في باماكو بدا مهجورا ظهر اليوم دون أي مؤشر على الوجود الأمني المعتاد بالخارج.

والإفراج عن كيتا هو أحد مطالب شركاء مالي الدوليين، بما في ذلك فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي أرسلت وفدا إلى باماكو مطلع الأسبوع للتفاوض مع قادة الانقلاب

وقال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان الخميس، إن "عملية انتقال السلطة في مالي يجب أن تكون سريعة"، مضيفا أن "الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد لن يوقف العمليات العسكرية الفرنسية التي تستهدف الإسلاميين المتشددين هناك".

وكان قادة الانقلاب الذي أطاح بالرئيس كيتا في 18 أغسطس/آب، قد أخبروا وفدا من الوسطاء من دول غرب أفريقيا أنهم يرغبون في البقاء في السلطة لفترة انتقالية تستمر ثلاث سنوات، حسبما ذكرت نيجيريا أمس الأربعاء.

وقال لو دريان لإذاعة (آر.تي.إل) "يجب أن يتم الانتقال بسرعة، وأن تعاد السلطة إلى المدنيين مع وضع برنامج سياسي يسمح لهذا البلد بتحقيق استقرار سياسي".

وأضاف أن وساطة دول غرب أفريقيا يجب أن تنتهي بسرعة لاستعادة بعض الاستقرار، الذي لا غنى عنه في مواصلة القتال ضد الإسلاميين المتشددين.

وبالتزامن مع الإعلان الفرنسي أعلن الجيش المالي مقتل أربعة جنود وإصابة 12 آخرون الخميس في كمين نُسب إلى مسلحين إسلاميين متطرفين بين كونا ودوينتزا بالقرب من موبتي وسط البلاد.

وقال الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي إن وحدة متخصصة في مكافحة الصيد الجائر تعرضت لكمين نصبه "إرهابيون"، مستخدمًا المصطلح الذي يشير به عمومًا إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وتعرض الجيش أيضا لأضرار مادية كبيرة وفق المصدر الذي قال إنه غير قادر على تحديد الخسائر لدى من شنوا الهجوم، وهي المرة الثانية التي تتكبد فيها قوات الأمن المالية مثل هذه الخسائر الفادحة منذ استحواذ الجيش على السلطة.

فلقي أربعة جنود ماليين حتفهم السبت في انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور عربتهم في منطقة بوسط البلاد تعد إحدى بؤر العنف الرئيسية حيث قُتل آلاف الجنود والمدنيين منذ عام 2012 في مالي.

وامتد العنف منذ عام 2015 على غرار إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

وتنشر فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في مالي، نحو 5100 من جنودها في منطقة الساحل مع وجود نسبة كبيرة من تلك القوات في مالي، حيث تدخلت هناك عام 2013 لوقف تقدم المتشددين الإسلاميين نحو عاصمة البلاد باماكو.

وقال لو دريان "(العمليات الفرنسية) ستستمر، هذه المعركة ستستمر، وقادة المجلس العسكري يقولون ذلك أيضا."