قاسم سليماني مع التفاوض اذا خففت واشنطن الضغوط

تصريحات قائد فيلق القدس تأتي وسط تراجع حاد في المؤشرات الاقتصادية وفي أجواء من التوتر الشديد بين واشنطن وطهران.
معدل التضخم يصل الى 40 بالمئة
ايران تفتش في الدفاتر القديمة مع أبابيل

دبي – ألمح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الاثنين إلى إمكانية القبول بالتفاوض مع الولايات المتحدة اذا خففت ضغوطها الاقتصادية التي اشتدت في الآونة الأخيرة على ايران، وسط تصاعد التوتر والتهديدات المتبادلة.
وأعادت واشنطن فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وطالبت الشهر الحالي مشتري النفط الإيراني بوقف مشترياتهم بحلول مايو/أيار أو مواجهة عقوبات منهية بذلك إعفاءات لمدة ستة أشهر أتاحت لإيران مواصلة تصدير كميات محدودة لثمانية من أكبر عملائها.
ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية عن سليماني قوله "من خلال الضغط الاقتصادي على إيران تريد أميركا إجبارنا على الدخول في محادثات معها. أي مفاوضات تحت هذه الظروف هي استسلام لأميركا ولن يحدث ذلك أبدا".
ويقود سليماني فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الايراني المتمثلة خصوصا بدعم ميليشيات وجماعات في الشرق الاوسط، على غرار حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في الثامن من نيسان/ابريل إدراج الحرس الثوري على "لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وردا على ذلك، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في اليوم نفسه أنه بات يعتبر القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى "مجموعات إرهابية".

النفط الايراني يخسر 10 مليارات دولار في سنة
النفط الايراني يخسر 10 مليارات دولار في سنة

ويشكل التمويل الذي تقدمه ايران للجماعات الموالية لها في المنطقة دعما حيويا للسياسة الخارجية الايرانية، كما يثير احتجاجات بين الايرانيين الذي باتوا يعانون اوضاعا اقتصادية صعبة.
وفقدت العملة الإيرانية أكثر من 60 بالمئة من قيمتها العام الماضي ما أضر بالتجارة الخارجية ورفع معدل التضخم السنوي.
وسعر الصرف الرسمي في إيران يبلغ 42 ألف ريال مقابل الدولار ولكن السعر في السوق حام حول نحو 144 ألف ريال مقابل الدولار الأحد حسب موقع بونباست دوت كوم.

إعادة فرض العقوبات وإلغاء الإعفاءات سيكون لهما تأثير سلبي أكبر على اقتصاد إيران من حيث النمو والتضخم

وقال مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي إن من المتوقع انكماش اقتصاد إيران للعام الثاني على التوالي وأن يصل معدل التضخم إلى 40 بالمئة.
وانكمش اقتصاد إيران 3.9 بالمئة العام الماضي بحسب تقديرات صندوق النقد، وقال جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطي في الصندوق إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد ستة بالمئة في عام 2019 ولكن هذه التقديرات سبقت أحدث إلغاء للإعفاءات.
وقال لوكالة رويترز للأنباء "من الواضح أن إعادة فرض العقوبات وإلغاء الإعفاءات سيكون لهما تأثير سلبي أكبر على اقتصاد إيران من حيث النمو والتضخم، وقد تصل نسبة التضخم إلى 40 بالمئة أو حتى أكثر هذا العام".
وقال مسؤول أميركي هذا الشهر إن العقوبات الأميركية بحق إيران حرمت الحكومة من إيرادات نفطية تزيد عن عشرة مليارات دولار.
وأدى هبوط العملة من مستويات قريبة من نحو 43 ألفا في نهاية العام الماضي إلى تأكل قيمة مدخرات المواطن الإيراني العادي وحالة من الهلع والاقبال على شراء الدولار.
من جهة ثانية، أعلنت البحرية الاميركية الاثنين أن الصور التي التقطتها طائرة عسكرية إيرانية بدون طيار حلقت فوق حاملة طائرات أميركية تبحر في الخليج "تعود لاعوام خلت".
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" شريط فيديو على موقعها الاحد تظهر طائرة بلا طيار زرقاء كتب عليها "أبابيل 3" بالأحرف الفارسية واللاتينية وهي تقلع من مدرج صحراوي قريب من شاطئ البحر.
وكتبت تسنيم أن التسجيل الذي ترافقه موسيقى فيلم أشبه بأفلام التشويق، صورته القوة البحرية للحرس الثوري.

صورة 'تعود لأعوام خلت'
صورة 'تعود لأعوام خلت'

لكن الضابط كلوي مورغان، المتحدثة باسم القيادة المركزية للقوات البحرية قالت لوكالة الصحافة الفرنسية في رسالة بالبريد الالكتروني "يبدو ان الصور التي بثها الايرانيون مؤخرا تعود لاعوام خلت اثناء عملية الانتشار الاخير لحاملة الطائرات يو اس اس دوايت ايزنهاور (سي في ان 69)".
وبعد إقلاع الطائرة المسيرة، تظهر لقطات من الجو لسفينتين حربيتين في البحر تابعتين كما يبدو لحاملة طائرات اقتربت منها الكاميرا. ويظهر على سارية حاملة الطائرات رقم 69 مكتوبا بالأحرف الكبيرة.
وبعد ذلك يعرض التسجيل بشكل معلومات مضافة إلى الصورة تفاصيل عن أرقام عدة طائرات متوقفة على متن السفينة وبعضها يرى بالعين المجردة، ولا سيما أرقام طائرتي استطلاع أميركيتين من طراز "أواكس" وبعض المقاتلات "اف 18".