قبول تركيا عضوية السويد بالناتو يحرك صفقات يوروفايتر واف35

واشنطن تقول إن عودة أنقرة إلى برنامج مقاتلات اف35 ممكن، بينما تسعى تركيا لتحريك صفقة شراء 40 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون.

أنقرة/واشنطن - قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن أنقرة لا تزال ترغب في شراء 40 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون بعد أن حققت الولايات المتحدة تقدما بشأن صفقة بقيمة 23 مليار دولار لبيع مقاتلات من طراز إف-16 إلى تركيا، في وقت أطلقت فيه واشنطن أيضا إشارات حول إمكانية عودة تركيا إلى برنامج طائرات الشبح اف 35.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أبدت أنقر ليونة حيال انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد اعتراضات واشتراطات وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها ابتزاز بينما دعا مسؤولون أوروبيون الى عدم الخضوع لممارسات الابتزاز التي مارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت تركيا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنها تجري محادثات مع بريطانيا وإسبانيا لشراء طائرات تايفون رغم اعتراض ألمانيا على الفكرة. وفي الوقت ذاته، قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن المحادثات بدأت بعد أن أدركت أنقرة أن الطلب الذي تقدمت به للولايات المتحدة لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021 لشراء طائرات إف-16 قد لا يتم الموافقة عليه.

وفي الأسبوع الماضي، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رسميا الكونغرس بأنها تنوي المضي قدما في بيع 40 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 إلى تنتجها شركة لوكهيد مارتن وما يقرب من 80 من معدات التحديث إلى تركيا وذلك غداة استكمال أنقرة التصديق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية تحدث شريطة عدم كشف هويته إن بلاده لا تتوقع أن يمنع الكونغرس بيع طائرات إف-16 ومع ذلك لا تزال ترغب في شراء طائرات يوروفايتر تايفون، مضيفا "ما زلنا مهتمين بشراء الطائرات ونتوقع أن يكون لدى ألمانيا توجه إيجابي تجاه المسألة".

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الأربعاء، إن عودة تركيا إلى برنامج طائرات "إف 35" لا يزال ممكنا في حال معالجتها مخاوف الولايات المتحدة بشأن منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400".

وحول إمكانية عودة تركيا إلى برنامج طائرات إف 35 عقب الموافقة على صفقة بيع طائرات إف 16 لها، قال كيربي "في الوقت الحالي، لا يوجد أي تغيير أو تطور بشأن هذه المسألة"، مضيفا "مفاوضاتنا بشأن هذه القضية مستمرة وإذا تمكنت تركيا من معالجة مخاوفنا (بشأن منظومة إس 400)، فمن الممكن أن تستعيد مشاركتها في برنامج إف 35".

وكانت نائبة وزير الخارجية الأميركي بالإنابة فيكتوريا نولاند، قد أعربت خلال زيارتها لتركيا، الأحد والاثنين، عن ترحيب الولايات المتحدة بقبول عودة أنقرة إلى برنامج "إف 35"، حال معالجة الوضع المتعلق بمنظومة 'إس 400' الروسية للدفاع الجوي.

وتبدو هذه الإشارات ايجابية بالنسبة لتركيا بعد أن أبدت مرونة في القبول بعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، بينما يرجح أن تتخطى مرحلة التوتر مع واشنطن في ملف برنامج مقاتلات اف 35 بعد أن علق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مشاركتها فيه ردا على شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية.

وتعامل الرئيس التركي مع طلب السويد الانضمام لحلف الناتو ببراغماتية شديدة وصلت حد المساومة ونجح إلى حدّ الآن في انتهج سياسة المساومة مع القوى الغربية مستغلا الاضطرابات الجيوسياسية بفعل الحرب الروسية على أوكرانيا ومنها حاجة حلف الناتو للتوسع في مواجهة تهديدات روسيا.

وتحتاج تركيا بشدة لتحدث أسطولها من الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع الذي يفترض تقنيا أنه على حافة نهاية الصلاحية. كما تحتاج لمواكبة جيرانها في تحديث أساطيلها الحربية ومنها اليونان التي حصلت على مقاتلات حديثة بينها رافال الفرنسية، فيما يخيم توتر مستمر على العلاقات التركية اليونانية بسبب عدة قضايا خلافية منها قضية النزاع في قبرص والهجرة ووضع جزر بحر ايجه.