قتلى بانفجارات في مطار عدن مع وصول الحكومة الجديدة

مصادر اعلامية تؤكد حصول 3 انفجارات ناتجة عن هجوم بقذائف الهاون، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 26 قتيلا وإصابة العشرات، فيما تم نقل وزراء الحكومة إلى قصر المعاشيق تحت حراسة مشددة.
إدانات عربية ودولية للتفجير العنيف بمطار عدن
السلطات الامنية تقوم بعمليات تمشيط في المناطق السكنية القريبة من المطار
جميع الوزراء والسفير السعودي لدى اليمن بخير ونقلوا إلى مكان آمن
الارياني يتهم الحوثيين بالوقوف وراء الانفجار
وزير الإدارة المحلية يتواجد في القاهرة حيث قرر اداء القسم في العاصمة المؤقتة وليس الرياض
وزير الدفاع محمد علي المقدشي اعتذر عن التوجه إلى عدن

عدن –  قتل ما لا يقل عن 26 شخصا وأصيب العشرات الأربعاء في هجوم على مطار عدن باليمن وقع بعد لحظات من هبوط طائرة تقل مجلس الوزراء الجديد المدعوم من السعودية الذي سيدير المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في البلاد.

وقال شهود عيان إن دوي انفجارات وإطلاق نار تردد في المطار بعد قليل من وصول الطائرة قادمة من الرياض.

وأكد مصدران أمنيان هذا العدد من الضحايا. ولم تعلن أي جهة بعد المسؤولية عن الهجوم.

وقال الشهود ووسائل إعلام سعودية إن أعضاء الحكومة، ومنهم رئيس الوزراء معين عبدالملك إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر نقلوا بسلام إلى القصر الرئاسي بالمدينة.

وأوضح مصدر طبي آخر أن من بين القتلى مدنيين ورجال أمن بينما لم يصب أي من أعضاء الحكومة اليمنية بأذى فيما تم نقل الوفد الحكومي الى قصر المعاشيق.

وفي المقابل اشارت مصادر اعلامية افادت ان نائب وزير النقل في عدن وسؤول آخر محلي اضافة الى عدد كبير من الطواقم الإعلامية التي كانت بانتظار الطائرة اصيبوا بسبب الانفجارات.

وأظهرت مشاهد عرضتها قناة "الحدث" السعودية التي كانت في بث مباشر من المطار عند وصول الحكومة اليمنية، أعمدة دخان تتصاعد من مبنى المطار بينما تناثر الحطام في المنطقة. كذلك سمع صوت طلقات نارية في المنطقة.

وقامت قوات الامن بالقيام بعمليات تمشيط في المناطق السكنية القريبة من المطار بحثا عن الجناة.

ووجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة للتحقيق في العمل الإرهابي الذي استهدف المطار.

وكتب رئيس الوزراء اليمني في تغريدة "نحن وأعضاء الحكومة في العاصمة الموقتة عدن والجميع بخير".

وأكد أن "العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار".

ولم تتضح الجهة المسؤولة عن شن الهجوم، بينما اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بالوقوف وراءه.

وأوضح الإرياني "نؤكد أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وأن دماءنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين".

وقوبلت التفجيرات التي استهدفت مطار عدن الدولي جنوبي اليمن الأربعاء، بإدانات أممية وعربية ودولية.

وشدد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عبر تويتر، على أن "هذا العمل العنيف غير مقبول وهو تذكير مأساوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام". وتمنى غريفيث للحكومة اليمنية "الصلابة في مواجهة المهام الصعبة".

من جانبه أدان السفير البريطاني في اليمن مايكل آرون "الهجوم الجبان على مطار عدن المتزامن مع وصول الحكومة الجديدة"، مضيفا عبر حسابه على تويتر، "كانت محاولة حقيرة لإحداث مذابح وفوضى وجلب المعاناة عندما اختار اليمنيون المضي قدما.. تعازي لعائلات القتلى وأتمنى الشفاء للجرحى".

بدورها أدانت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، "الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى في عدن".

وقالت إن مصر "تؤكد مجددا على موقفها الثابت من دعم ومساندة اليمن في نضاله لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق ومواجهة كافة صور الإرهاب وداعميه".

كما ندد السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، بالهجوم قائلا في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "‏استهداف الحكومة عند وصولها مطار عدن عمل إرهابي جبان، يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية".

وأضاف آل جابر أن "الاستهداف يؤكد حجم الخيبة والتخبط التي وصل لها صانعو الموت والتدمير نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب".

من جهته، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز على رفض بلاده "جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وعرقلة الجهود المستهدفة لوقف التدهور وإنهاء النزاع وتحقيق السلام وتلبية طموحات الشعب اليمني في النمو والازدهار".

وأعرب الفايز في بيان عن خالص التعازي وصادق المواساة لذوي الضحايا وتمنياته الشفاء العاجل للمصابين.

ووصلت الحكومة بغالبية اعضائها إلى العاصمة المؤقتة عدن قادمة من السعودية، لتبدأ مهامها بناء على اتفاق الرياض، وفقا لمسؤول حكومي.
والسبت، أدى أعضاء الحكومة اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض.
وقال نائب وزير الشباب والرياضة اليمني منير الوجيه، إن "الحكومة عادت بغالبية أعضائها إلى عدن، لمباشرة عملها ومهامها من العاصمة المؤقتة للبلاد".
وأشار الوجيه، إلى أن وزير الدفاع محمد علي المقدشي، اعتذر عن التوجه إلى عدن، دون تفاصيل حول أسباب ذلك.
وذكر أن وزير الإدارة المحلية حسين عبد الرحمن الأغبري، يتواجد في القاهرة حاليًا، بعد أن رفض التوجه إلى الرياض وتمسك بأداء اليمين الدستورية بالعاصمة المؤقتة.
وأوضح الوجيه أن وفد الحكومة يضم إضافة للوزراء عددا من نواب الوزراء والوكلاء، إضافة لقيادات عسكرية حكومية بينهم الملحق العسكري اليمني في الإمارات اللواء شلال علي شائع، الذي تم تعيينه في منصبه، الثلاثاء.
و كان باستقبال أعضاء الحكومة في مطار عدن، محافظ عدن أحمد حامد لملس، وقيادات السلطة المحلية في المحافظة وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين، إضافة لقادة أحزاب.
وفي 18 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلنت الرئاسة اليمنية تشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيرا مناصفة بين الشمال والجنوب، بناء على اتفاق الرياض، بعد مشاورات بين الحكومة اليمنية (السابقة) والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
والثلاثاء استجاب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي للمجلس الانتقالي الجنوبي  بتعيين مدير جديد لشرطة العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، في ظل رفض المجلس تسليم مهام الأمن إلى المدير السابق.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بصدور قرار جمهوري يقضي "بتعيين العميد مطهر علي الشعيبي (من محافظة الضالع- جنوب) مديرا عاما لشرطة محافظة عدن، ويرقى إلى رتبة اللواء".
ويأتي القرار بعد نحو 5 أشهر من تعثر عملية تسليم مهام شرطة عدن إلى المدير السابق، اللواء محمد الحامدي، الذي عينه هادي، في 29 يوليو/ تموز الماضي، بالتزامن مع إعلان العربي التحالف آلية لتسريع تنفيذ "اتفاق الرياض" لعام 2019.
ويهدف التشكيل الحكومي الجديد لإنهاء كل الخلافات بين الحكومة اليمنية السابقة والمجلس الانتقالي، والتفرغ لمواجهة الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمالي اليمن.
وتنتظر الحكومة العديد من المهام التي يأمل الشارع اليمني بمعالجتها سريعًا ومنها معالجة تدهور العملة المحلية وغلاء الأسعار والخدمات وصرف رواتب بعض القطاعات الحكومية المتأخرة من عدة أشهر.
ويشهد اليمن منذ 6 سنوات حربا بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف تقوده السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمسيطرة على العاصمة صنعاء.