قتلى وجرحى في عملية دهس غرب ألمانيا منفذها مضطرب نفسيا

الشرطة تعتقل سائق السيارة بعد أن اقتحم منطقة للمشاة في مدينة ترير غربي ألمانيا بسرعة جنونية في حادث اتضح أن منفذه يعاني من اضطرابات نفسية.
الحادث يأتي في أجواء متوترة سببها هجمات نفذها إسلاميون متطرفون في ألمانيا
ألمانيا شهدت في السنوات الأخيرة حوادث دهس نفذها أشخاص يعانون اضطرابات نفسية
ألمانيا تواجه تهديد اليمين المتطرف الذي نفذ مؤيدوه هجمات في العامين الماضيين
ألمانيا فككت في ربيع 2020 شبكة جهاديين مرتبطين بداعش
ألمانيا فتحت 320 تحقيقا في 2020 على علاقة بما وصفته بـ'تهديد إسلامي'

برلين - قتل خمسة أشخاص على الأقل اليوم الثلاثاء وأصيب 14 آخرين، إثر عملية دهس وقعت بمدينة "ترير" غربي ألمانيا.

ومن بين القتلى رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر. وترقد الأم حاليا في المستشفى. كما قتل في الحادث سيدة تبلغ من العمر 73 عاما وامرأة ورجل من ترير. وذكرت الشرطة أن الضحية الخامسة وهي امرأة تبلغ من العمر 52 عاما، توفيت في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

وأعلن مدعي مدينة ترير في جنوب غرب ألمانيا أن السائق الذي صدم مشاة بسيارته الثلاثاء يعاني "اضطرابات نفسية". وقال بيتر فريتزن في مؤتمر صحافي إن العناصر الأولى للتحقيق تظهر أن "اضطرابات نفسية قد يكون لها دور" في ما قام به السائق (51 عاما)، مضيفا أن الأخير المتحدر من ترير كان أيضا تحت تأثير الكحول. وتستبعد الشرطة حتى الآن أي دافع سياسي أو إرهابي أو ديني للجاني، مضيفا  أن النيابة تعتزم إرسال الجاني إلى مركز لعلاج الأمراض النفسية.

وعلقت المستشارة انغيلا ميركل في تغريدة نشرها المتحدث باسمها "الأنباء من ترير تحزنني بشدة. أقدم تعازي إلى عائلات الضحايا الذي سقطوا في شكل سريع وعنيف".

وشهدت ألمانيا في الأعوام الأخيرة عدة حوادث دهس قام بها أفراد يعانون مشاكل نفسية، كان أخطرها حادث وقع في مدينة مونستر في أبريل/نيسان 2018 وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص قبل أن ينتحر الجاني بالرصاص.

وتأتي هذه الوقائع في أجواء متوترة سببها هجمات نفذها إسلاميون متطرفون في ألمانيا، آخرها في أكتوبر/تشرين الأول في مدينة دريسدن وأسفر عن قتيل وجريح.

وكانت الشرطة الألمانية قد قالت في البداية في تغريدة على "تويتر"، إن سيارة اصطدمت بعدد من المارة، ما أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل وعدد من المصابين، مضيفة أنه تم توقيف شخص ومصادرة مركبة، من دون أن تقدم المزيد من التفاصيل حول دوافع الواقعة. كما طالبت المواطنين بتفادي منطقة وسط المدينة حتى إشعار آخر.

وقالت تقارير إعلامية إن هناك "10 مصابين جراء الحادث"، لكن مصادر أخرى تحدثت عن اصابة 14 شخصا على الأقل بعضهم اصابته خطيرة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أن سيارة من طراز رينج روفر سوداء اندفعت على طول شارع للمشاة في المنطقة المذكورة بسرعة تزيد عن 70 كلم في الساعة، بينما ذهبت كل الفرضيات إلى أن السائق تعمد دهس المارة، في حين لم تتضح بعد دوافعه وما إذا كان عملا إرهابيا أو حادثا عرضيا.

وقال متحدث باسم الشرطة المحلية أن خلفية الحادثة لا تزال غير واضحة، مضيفا "لدينا في منطقة المشاة العديد من المصابين الذين داهمتهم سيارة وقد تم إيقاف السيارة والقبض على سائقها".

وعلى اثر الحادث قامت الشرطة بإغلاق مناطق في مركز المدينة، بينما شوهدت سيارات الإسعاف والشرطة والإطفاء بكثافة في مكان الحادث بالقرب من بوابة 'بورتا نيغرا' الشهيرة بالمدينة.

الشرطة الألمانية تطوق مكان الحادث
الشرطة الألمانية تطوق مكان الحادث

وأكد رئيس بلدية المدينة ولفرام ليبي إصابة 15 شخصا بجروح، بعضهم إصابته "خطيرة"، متحدثا عن "سائق مجنون".

وحجز المحققون السيارة التي كان يقودها، بحسب الشرطة التي قالت إنه تم توقيف شخص بدون أن تعطي تفاصيل إضافية.

وعلى الرغم من أن ملابسات هذا الحادث لم تتضح بعد، إلا أنها تأتي في أجواء توتر تعيشها ألمانيا.

وتخشى السلطات تهديدات متطرفين دينيا منذ هجوم بشاحنة تبناه تنظيم الدولة الإسلامية أسفر عن مقتل 12 شخصا في ديسمبر/كانون الأول 2016 في برلين.

وفككت السلطات في ربيع 2020 في رينانيا شمال وستفاليا شبكة جهاديين متحدرين من طاجاكستان ومرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أعلن النائب العام لمكافحة الإرهاب بيتر فرانك في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وحذر المدعي العام المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب بيتر فرانك حينها من أن "ألمانيا وأوروبا الغربية لا تزالان بمرمى نيران الإسلاميين المتطرفين".

في عام 2020، فتح 320 تحقيقا في ألمانيا على علاقة بتهديد إسلامي، بحسب فرانك.

وتواجه ألمانيا أيضا تهديد اليمين المتطرف، إذ نفذ مؤيدون له عدة هجمات في العامين الماضيين، كما الهجوم على مطعم للنرجيلة في هاناو في فبراير/شباط والهجوم الذي وقع قرب معبد يهودي في هاله عام 2019.