قتيل في سقوط مروحية للحرس الثوري الإيراني

الحادث يأتي وسط قلق طهران المتزايد من تبعات العقوبات الأميركية على سلامة أسطول طائراتها المتقادم وبالتزامن مع تصنيف واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية.

طهران - قتل شخص على الأقل وأصيب 3 آخرون بجروح الأربعاء إثر سقوط مروحية عسكرية فوق مدينة أرومية شمال غربي إيران.

ووقع الحادث وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة أسطول الطائرات المتقادم في إيران نتيجة للعقوبات الأميركية المالية والتجارية المفروضة على الجمهورية الإسلامية منذ عقود.

وقال التلفزيون الإيراني إن "شخصا قتل وأصيب 3 آخرون بجروح جراء سقوط مروحية عسكرية فوق مدينة أرومية شمال غربي إيران".
وتوجهت نحو 10 سيارات إسعاف إلى موقع الحادث، بحسب المصدر نفسه.
وأكدت وكالة "مهر" الإيرانية سقوط مروحية تابعة لحرس الحدود الإيراني في مدينة أرومية دون ذكر تفاصيل عن أسباب سقوطها.
وذكرت الوكالة أن "أحد الركاب لقي مصرعه جراء تحطم المروحية وثلاثة أصيبوا بجروح".
ووقع الحادث حوالي الساعة 11 صباحا بحسب التوقيت المحلي (06:30 ت.غ.) في منطقة "دالامبر" الحدودية بأرومية حين نقل القوات بحسب المصدر نفسه.

ولقي خمسة أشخاص حتفهم الاثنين 4 مارس/آذار، في تحطم طائرة هليكوبتر بعدما اصطدمت بأحد أعمدة المرافق في غرب إيران.

وقال التلفزيون الرسمي إن الطائرة سقطت في إقليم شهر محل وبختياري بينما كانت في طريقها لنقل امرأة حامل وبحاجة ماسة إلى رعاية طبية.

 

وشهدت إيران عددا من حوادث تحطم الطائرات وطائرات الهليكوبتر على مدى العقدين الماضيين. وتقول طهران إن العقوبات الأميركية تمنعها من شراء طائرات جديدة أو قطع غيار من الغرب لتحديث أسطولها المتهالك الذي يعود إلى عهد الشاه.

ولم تستطع السلطات الإيرانية تجديد طائراتها نظرا للحظر الدولي المفروض عليها، حيث ألغت وزارة الخزانة الأميركية رخصا لـ"بوينغ" و"أيرباص" لبيع طائرات ركاب لطهران، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب في مايو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 وأعاد فرض عقوبات على طهران.

وقال عضو لجنة التنمية بالبرلمان الإيراني ماجد كيانبور في يناير الماضي إن نصف طائرات الركاب في إيران مهترئة.

وكانت شركة الخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير" طلبت مئتي طائرة ركاب، من بينها مئة من و"أيرباص" وثمانين من "بوينغ".

وأفاد كيانبور بأن بلاده ترغب بشراء طائرات من روسيا، إلا أن بعض شركات الطيران هناك لديها شراكة مع شركات أميركية، مما يجعل استيراد طائرات من موسكو غير ممكن.

وبالفعل ألغت موسكو في ديسمبر الماضي تسليم طهران 20 طائرة مدنية من طراز "سوخوي سوبرجت 100"، بسبب عدم موافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في ظل العقوبات ضد إيران.

وتحتوي معظم الطائرات التجارية الحديثة على أجزاء أميركية بما يزيد عن عشرة في المئة، وهو المستوى الذي يتطلب موافقة وزارة الخزانة الأميركية.

ويواجه أسطول "إيران إير" حوادث تحطم عدة بسبب تقادم الطائرات وسوء صيانتها، لا سيما أن عدداً من الطائرات الإيرانية تم شراؤها قبل الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979.

يذكر أن 15 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في يناير، إثر تحطم طائرة شحن من طراز بوينغ 707 بالقرب من طهران، بعد أن اصطدمت بمبنى بينما كانت تحاول الهبوط في مطار فتح في كاراج في محافظة البرز.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صنف في بيان صادر الاثنين الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية في خطوة لم يسبق لها مثيل.

قال البيان إنّ تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية أجنبية"، يعد جزءا من الجهود الرامية إلى تعزيز الضغوط الدولية على طهران، مضيفا أنّ تلك الخطوة تعتبر "اعترافا بحقيقة أن إيران دولة تموّل داعمي الإرهاب وأنّ الحرس الثوري شريك نشطً في هذه العملية".

ولم تصنف الولايات المتحدة من قبل أي كيان أجنبي حكومي "منظمة إرهابية"، فيما أشار البيان إلى أنه التصنيف الأخير "سيعزل إيران بشكل أكبر"، ويؤكد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع دعم طهران المستمر للجماعات المتمردة وغيرها من الجماعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.