'قدر' التونسي يسلط الضوء على ثالوث السياسة والمال والفساد
تونس – نجح فيلم "قدر" التونسي للمخرجة إيمان بن حسين في حشد اهتمام الجماهير والنقاد اسابيعا بعد بدء عرضه، رغم استبعاده من برمجة الدورةِ الأخيرةِ من أيام قرطاج السينمائية.
واستقبلت صالات السينما بحفاوة الفيلم الذي وصف بقوة الطرح والمحتوى من خلال أحداثه المشوقة والاهتمام بالصورة واللقطات التي بدت قاتمة سوداوية تعكس الحالة النفسية للشخصيات وتخدم مضمون الفيلم وما يبرزه من صراع داخلي بين الشخصية وذاتها وبين الشخصيات في ما بينها وكذلك إبراز العنف والتعذيب المادي والنفسي والمأساة الإنسانية.
ويغوص "قدر" على امتداد ساعة و48 دقيقة في موضوعات حساسة ذات علاقة بـ "صنع" أقدار الشعوب من خلال الشبكات السريّة التي تتولى صنع أجندات وإستراتيجيات تسيير الشأن العام.
ويقوم الفيلم على ثنائية الخير والشر، والصراع الأزلي بين الجانب الوحشي والجانب الخيّر في الإنسان.
والفيلم من بطولة الممثلين التونسيين مهذب الرميلي، ووجيهة الجندوبي، ومعز القديري، ورياض حمدي، ورابعة السافي، إضافة إلى اللبنانية تقلا شمعون، التي عرفها المشاهد العربي من خلال مسلسل "عروس بيروت".
ويحكي الفيلم قصة طبيب تشريح، يعمل ضمن شبكة سرية تحيك المؤامرات، وتصنع الدسائس; لتمرر أهدافها وسياساتها، وتناول الفيلم قصة طفولة طبيب التشريح، الذي باع ضميره للمتآمرين، حيث عاش الفقر والحرمان والتنمر، مع أنه كان تلميذاً مجتهداً في الدراسة، لكنَّ وجوده في عائلة قاسية القلب ولّد لديه نقمة كبرت معه; ليكون في النهاية أداة في أيدي الآخرين.
ونفت مخرجة العمل ما روجته بعض وسائل الاعلام عن منع الفيلم من العرض في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، واكدت ان لجنة المهرجان وجدته غير مناسب للتظاهرة.
كما كذبت إيمان بن حسين تلقيها اي تهديدات على خلفية طرح قضايا توصف بالجريئة في الفيلم، وقالت إنّ الفيلم لم يخضع إلى أي رقابة أو منع، لكنها اعتبرت أنّ بعض القراءات المقدّمة للفيلم على أنه يتناول ثالوث السياسة والمال والفساد تُعتبر مزعجة.
وتجهز المخرجة الشابة عملا سينمائيا عربيا جديدا لم تكشف عنه، إضافة إلى مسلسل تونسي سيتم بثه خلال شهر رمضان المقبل.