قرار أممي لزيادة المساعدات لغزة دون وقف لإطلاق النار

غوتيريش يؤكد أن الهجوم الإسرائيلي هو "المشكلة الحقيقية"، لافتا إلى أن عقبات كبرى تعترض إيصال المساعدات إلى غزة.
الإمارات التي قدمت القرار ترحب بالخطوة وتصفها بـ"بالغة الأهمية"
حركة حماس تتّهم الإدارة الأميركية بتفريغ القرار من جوهره

الأمم المتحدة - وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، داعيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية، فيما رحبت الإمارات التي صاغت القرار ورعته بهذه الخطوة ووصفتها بـ"بالغة الأهمية" باعتبارها ستخفف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة.

ويأتي ذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).

ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة على مدى 11 أسبوعا من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوا بتبني قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة. فيما صوت بقية أعضاء المجلس لصالح القرار باستثناء روسيا التي امتنعت هي الأخرى عن التصويت.

وبعد مفاوضات رفيعة المستوى لكسب تأييد واشنطن، لم يعد القرار يخفف من رقابة إسرائيل على جميع المساعدات التي يتم تسليمها إلى 2.3 مليون شخص في غزة. وتراقب الدولة العبرية وصول المساعدات المحدودة إلى غزة عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه.

لكن تخفيف صياغة القرار فيما يتعلق بوقف الأعمال العدائية أحبط عددا من أعضاء المجلس، ومنهم روسيا التي تتمتع بحق النقض والدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وقال دبلوماسيون إن بعض الدول اعتبرت ذلك التخفيف موافقة لإسرائيل على اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد حماس التي نفذت هجوما داميا عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويدعو القرار الذي تم تبنيه "إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وواسع النطاق وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية". وكانت المسودة الأولى تدعو إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية" للسماح بوصول المساعدات.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للمجلس قبل التصويت "التوقيع على هذا القرار سيمنح الجيش الإسرائيلي الحركة الكاملة لمزيد من التدمير في قطاع غزة".

واقترحت روسيا تعديل المسودة للعودة إلى النص الأول الذي دعا إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية" لكن الولايات المتحدة اعترضت على التعديل. وحصل القرار على 10 أصوات مؤيدة في حين امتنع أربعة أعضاء عن التصويت.

وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا هذا الشهر بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وصوتت 153 دولة لصالح اتخاذ هذه الخطوة لكن الولايات المتحدة اعترضت عليها في مجلس الأمن قبل أيام.

وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار وتعتقدان أنه لن يفيد سوى حماس. لكن واشنطن تؤيد في المقابل إقرار هدنة مؤقتة لحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وكانت إحدى نقاط الخلاف الرئيسية خلال المفاوضات بشأن القرار الذي تم تبنيه اليوم الجمعة هي الاقتراح المبدئي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإنشاء آلية في غزة لمراقبة المساعدات الواردة من الدول غير المشاركة في الحرب.

وتم التوصل إلى حل وسط مخفف يقضي بدلا من ذلك بمطالبة غوتيريش بتعيين منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع وتيرة إدخال المساعدات لغزة من خلال الدول التي ليست طرفا في الصراع.

وسيكون المنسق مسؤولا أيضا عن "التسهيل والتنسيق والمراقبة والتحقق في غزة، حسب الاقتضاء، من الطبيعة الإنسانية" لجميع المساعدات.

كما دعا المجلس الطرفين المتحاربين إلى "الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وندد بجميع الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية وكذلك بجميع أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وكل أعمال الإرهاب".

ورحبت الإمارات التي صاغت القرار ورعته بهذه الخطوة وقالت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك في منشور على حسابها الرسمي على موقع "إكس" "ترحب دولة الإمارات باعتماد مجلس الأمن القرار 2720 والذي يطلب من الأمين العام تعيين منسق للإشراف على إيصال المساعدات إلى غزة وإنشاء آلية للمساعدات الإنسانية".
وأضافت "يشكل قرار اليوم خطوة بالغة الأهمية، فهو سيتيح إدخال المساعدات التي تشكل شريان الحياة لأهل غزة وإيصالها لمن هم بأشد الحاجة إليها". 

 

واعتبرت حركة حماس أن "قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لتوسيع دخول المساعدات لغزة خطوة غير كافية ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية في القطاع".

وأضافت في بيانها "عملت الإدارة الأميركية خلال الخمسة أيام الماضية جاهدة على تفريغ هذا القرار من جوهره، متحدّية إرادة المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني الأعزل".

وأكد غوتيريش أن الهجوم الإسرائيلي هو "المشكلة الحقيقية... وتوجِد عقبات كبرى" أمام توصيل المساعدات وقال "الكثير من الناس يقيسون فعالية العمليات الإنسانية في غزة على أساس عدد الشاحنات من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة وشركائنا المسموح لها بعبور الحدود. وهذا خطأ".

وأضاف "المشكلة الحقيقية تكمن في أن الطريقة التي تشن بها إسرائيل هذا الهجوم.. توجد عقبات كبرى أمام توزيع المساعدات الإنسانية في غزة"، مؤكدا أن "وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر"، موضحا أنه "كان يأمل" في المزيد من مجلس الأمن الدولي.

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة "آمل أن يجعل قرار اليوم الناس يفهمون أن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ضروري بالفعل إذا أردنا مساعدة إنسانية فعالة".

كما أعرب عن "خيبة أمل شديدة إزاء تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار تشكك في حل الدولتين"، قائلا "رغم الصعوبة التي يبدو عليها اليوم، فإن حل الدولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم".