قرار ترامب سحب قواته سرع عملية القضاء على البغدادي

مسؤول عسكري أميركي يؤكد ان القرار بالانسحاب من سوريا شوش على الخطة واربك القائمين على العملية.
الانسحاب كان سيؤدي الى صعوبة في تسيير طائرات الاستطلاع
قرار الانسحاب كان سيشوش على التواصل بين المخبرين في المنطقة
البغدادي طلب مخبا في بيت قيادي متطرف يدعى ابو محمد سلامة
واشنطن قد تنشر لقطات مصورة من غارة قتل البغدادي
القوات الأميركية أعتقلت رجلين أثناء تنفيذها الغارة على البغدادي

واشنطن - تحدثت مصادر عسكرية أميركية عن علاقة محتملة بين اتخاذ قرار تنفيذ عملية التخلص من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي وبين موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الانسحاب من سوريا قبل 3 أسابيع.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في مقال نشرته الاثنين وفق مسؤول عسكري أميركي ان القوات الأميركية اضطرت الى تسريع عملية استهداف زعيم داعش وذلك اثر قرار الرئيس ترامب سحب الجنود.
وتحدث المسؤول العسكري عن إرباك بين القائمين على العملية ما شوش على الخطة ما دفع في النهاية المسؤولين في البنتاغون الى تقريب ساعة الصفر وتنفيذ العملية التي أحيطت بكثير من الغموض والدقة.
وتخوف المسؤولون الأميركيون من ان ينعكس قرار الانسحاب على العملية بان يفقد منفذوها قدرتهم على الميدان بسبب الانسحاب وذلك نظرا لصعوبة تسيير طائرات الاستطلاع اضافة الى التشويش على التواصل بين المخبرين في المنطقة.
وكان الرئيس ترامب اعلن مقتل زعيم داعش ليلة السبت بعد استهداف مخبئه في منطقة بريشا في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.
وقرر الرئيس الأميركي سحب جنوده من شمال سوريا بداية الشهر الحالي ما شجع الجيش التركي على تنفيذ عملية استهدفت الاكراد الذين ساهموا بشكل كبير في هزيمة تنظيم داعش.
لكن ترامب اكد بقاء جنود لحماية حقول النفط في الشرق وهو ما اعتبرته روسيا سرقة لمقدرات الدولة السورية حيث نشرت السبت صورا من اقمار اصطناعية تظهر عملية نقل النفط عبر صهاريج لتكريره خارج سوريا وذلك تحت حماية القوات الأميركية.

زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ابو بكر البغدادي
التخطيط للقضاء على البغدادي انطلق في الصيف

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز ان التخطيط للقضاء على البغدادي انطلق في الصيف وذلك بعد ورود معلومات مؤكدة حول مقر اقامته في ادلب حيث كشف مسؤولان اميركيان انه تم الحصول على المعلومات بعد اعتقال زوجات البغدادي اضافة الى شخص ينقل رسائل التنظيم المتطرف.
وبعد كشف المعلومات تم التنسيق بين المخابرات الاميركية والقوات الكردية على الارض اضافة الى وضع العملاء والجواسيس في الميدان.
وحسب ما نقلته الصحيفة من مهندس سوري فان البغدادي طلب مخبا في بيت قيادي متطرف يدعى ابو محمد سلامة وهو قائد مجموعة حراس الدين الارهابية.

وقال ترامب الاثنين إنه قد يسمح بنشر جزء من التسجيل المصور للغارة التي قتل فيها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن المعتقد بأن التسجيل يشمل لقطات من الجو وأخرى من كاميرات مثبتة في ملابس الجنود الذين اقتحموا مجمع البغدادي.
وقال ترامب للصحفيين قبل سفره إلى شيكاغو "نفكر في الأمر. ربما (نسمح بذلك)...ربما نأخذ أجزاء محددة منه وننشرها".
وأفاد مسؤول أميركي إن التسجيل يحتاج لعملية تنقيح للتأكد من عدم احتوائه على لقطات تكشف عن الأساليب التكتيكية التي تستخدمها القوات الأميركية.

وأعلن مسؤول عسكري أميركي بارز الاثنين أن القوات الأميركية أعتقلت رجلين أثناء تنفيذها الغارة التي أدت إلى مقتل البغدادي في سوريا.

وقال رئيس هيئة الاركان مارك ميلي خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون "لقد تم اعتقال رجلين بالغين حيين .. وهما الان محتجزان لدينا في منشأة آمنة".

وكان مصدران أمنيان عراقيان، اكدا إن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، انفراجة في فبراير/شباط 2018 بعد أن قدم لهم أحد كبار مساعدي البغدادي إسماعيل العيثاوي معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة.
وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين إن البغدادي كان يجري أحيانا محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها.
وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين "قدم العيثاوي معلومات قيمة ساعدت فريق الوكالات الأمنية المتعددة في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها".
وأضاف لوكالة رويترز للانباء "أعطانا العيثاوي تفاصيل عن خمسة رجال، هو منهم، كانوا يقابلون البغدادي داخل سوريا والمواقع المختلفة التي استخدموها".