قرطاج الدولي يستغني عن حفل هيلين سيغارا

الفنانة الفرنسية تنفي مشاركتها من الأساس في برمجة الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي بتونس.

تونس - أعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي عن إلغاء عرض الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا الذي كان مبرمجا في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز الجاري ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان، وذلك إثر انتقادات واسعة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتهمها بدعم إسرائيل.

وأعرب العديد من الناشطين التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي عند الإعلان عن برنامج المهرجان عن غضبهم من مشاركة سيغارا، مؤكدين أنها تدعم إسرائيل لأنها شاركت خصوصا في حفلات جمع التبرعات التي نظمتها إحدى المنظمات اليهودية، حتى أن البعض دعا إلى منعها من دخول تونس.

وقالت سيغارا لوكالة فرانس برس تعليقا على قرار المهرجان "علمت بإلغاء حفل لم أوقعه أبدا. لم يكن هناك أي حفل مقرر"، مضيفة "لم اتخذ أبدا موقفا لصالح إسرائيل وأغني منذ أعوام في البلدان العربية"، مبدية أسفها لتلقي "رسائل تضمنت إهانات".

وأوضح الرئيس التونسي قيس سعيد لدى لقائه الأربعاء في قصر قرطاج بوزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، أن العديد من المهرجانات التونسية على غرار مهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات الدولي ومهرجان الجاز بطبرقة، كانت كلها على سبيل الذكر لا الحصر تظاهرات عالمية وساحة من ساحات الإبداع والنضال من أجل قضايا الحرية والتحرير، ويجب أن تبقى كذلك ولا تفتح أبوابها إلا لمن يتبنى الفكر الحر ويتصدى لمن لا هم له سوى جني المال ولا اعتبار عنده لأي قيمة إنسانية.

وشدد على أن هذه المهرجانات كلها يجب أن تتنزل في سياق حرب التحرير التي نخوضها، وفي إطار المواقف المبدئية للدولة التونسية النابعة من الإرادة الحرة للشعب التونسي ولا مجال فيها لمن لا يقاسمه مواقفه المبدئية، بحسب بلاغ إعلامي للرئاسة.

ومن جهتها، أكدت إدارة المهرجان في بيان التزامها "بموقف تونس الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن برنامج المهرجان هذا العام يتضمن عروضا "مساندة لفلسطين وشعبها، احتفاءً بصمودهم ونضالهم، وانتصارا لحقّهم"، وذلك من خلال تخصيص عرض الافتتاح "قاع الخابية" للموسيقار محمد القرفي لاستحضار تاريخ دعم تونس للقضية الفلسطينية منذ الاستقلال. كما يحتفي عرض "بساط أحمر 2" للفنان رياض الفهري بأطفال رام الله، في ما تشارك الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي بصوتها في عرض "تخيل روحك تسمع" للفنان كريم الثليبي.

وتتواصل الفعاليات الفلسطينية في المهرجان من خلال برمجة عرضين لفنانين فلسطينيين بارزين، هما محمد عساف المعروف بدعمه المتواصل لقضية بلاده، حيث سيحيي حفلا بعنوان "من أجل غزة" وذلك في سهرة 27 يوليو/تموز، و"سانت ليفانت" الذي يسلط الضوء من خلال أعماله على معاناة الشعب الفلسطيني وواقع الاحتلال.

وكان الفنان الفلسطيني مروان عبدالحميد الملقب بـ"سان ليفانت" (Saint Levant) أثار جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجمهور المهرجان، بسبب حذف الملصق الإعلاني الخاص به من الصفحة الرسمية للتظاهرة الدولية، ما دفعهم لتساءل عما إذا كان الحفل المبرمج في الخامس من أغسطس/آب المقبل لا يزال قائما أم أنه قد تم إلغاؤه بشكل مفاجئ دون إعلان رسمي.

وأوضحت يسر حزقي، المكلفة بالإعلام والاتصال بالمهرجان، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات)، أن حفل "سان ليفانت" لم يلغ من البرمجة الرسمية للدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، لافتة إلى أن "سحب الملصق الخاص به من الصفحة الرسمية جاء فقط بهدف إدخال تعديلات عليه، وأنه سيتم إعادة نشره لاحقا".

ونفت بشكل قاطع أن يكون حذف الملصق له علاقة بإلغاء الحفل، مؤكدة أن الفنان ما يزال ضمن قائمة العروض المبرمجة لهذا الصيف.

وأعلنت إدارة مهرجان قرطاج، الثلاثاء، عن القائمة الكاملة للعروض الفنية التي ستؤثث فعاليات الدورة التاسعة والخمسين المقرر تنظيمها خلال الفترة الممتدة من التاسع عشر من يوليو/تموز إلى غاية الحادي والعشرين من أغسطس/آب المقبل، وهي 21 سهرة فنية تراوح بين أنماط موسيقية مختلفة من عديد الدول العربية والغربية.

وستُفتتح فعاليات الدورة مع عرض موسيقي بعنوان "من قاع الخابية" بقيادة المايسترو محمد الڤرفي في حين تحيي حفل الاختتام الفنانة الإماراتية أحلام.

وتُراوح هذه الدورة بين العروض الفنية التونسية والعربية والأجنبية، إذ سيكون الجمهور على موعد مع الفنانة لطيفة العرفاوي بمناسبة عيد الجمهورية يوم 25 يوليو/تموز الجاري، وتسجل صوفية صادق عودتها إلى ركح قرطاج بعد طول غياب لتؤثث سهرة 13 أغسطس/آب المقبل بمناسبة عيد المرأة. كما تمت برمجة عرض بعنوان "سهرة تونسية" يوم 28 يوليو/تموز، ستكون مسبوقة بعرض موسيقي تونسي آخر للفنان رياض الفهري بعنوان "سجاد أحمر" وذلك في سهرة 20 يوليو/تموز.

ويتجدد موعد الجمهور مع حفلي "قائدي الاوركسترا" في سهرة 1 أغسطس/آب و"تخيل... روحك تسمع" لكريم الثليبي يوم 8 أغسطس/آب، كما سيكون الفولكلور التونسي حاضرا في سهرة 11 أغسطس/آب. ويلتقي جمهور الفن الرابع مع الفنان عزيز الجبالي في عرض "بينومي S+1" وذلك في سهرة 22 يولو/تموز.

وسيتابع عشاق الطرب سهرة فنية تحييها المطربة المصرية مي فاروق تكريما لكوكب الشرق أم كلثوم وذلك في سهرة 16 أغسطس/آب، كما تعود الفنانة اللبنانية نجوى كرم إلى ركح قرطاج في سهرة 9 أغسطس/آب، كما يتضمن برنامج الدورة حفلا للفنانة اللبنانية نانسي عجرم في سهرة 2 أغسطس/آب والفنان اللبناني ناصيف زيتون في سهرة 30 يوليو/تموز والفنان اللبناني آدم يوم 18 أغسطس/آب، فضلا عن العازف المبدع اللبناني إبراهيم معلوف يوم 26 يوليو/تموز.

ولأحباء الموسيقى الغربية موعد مع الفنان الجاماييكي KY-MANI MARLEY نجل أسطورة الريغي بوب مارلي في سهرة 17 أغسطس/آب. وللأطفال موعد في سهرة 3 أغسطس/آب مع عرض فني للفنانة الفرنسية Chantal Goya بعنوان "Sur la route enchantée".

وأثار الملصق الرسمي للدورة المرتقبة جدلا بين رواد المواقع الاجتماعية بسبب الاسم الذي تم اعتماده وهو "قرط حدشت"، وقد أوضحت إدارة المهرجان أن التسمية ترسم بالحروف العربية "المدينة الجديدة"، فقرط حدشت الأمس، قرطاج اليوم لا تزال تخفي أسرارها وتعيد رسم معالم ماضيها وكتابة مستقبلها.

ويعتبر مهرجان قرطاج الدولي من أهم المهرجانات العربية والأفريقية والعالمية وأعرقها، وتدور فعاليته في المسرح الأثري بقرطاج، الذي أعيد ترميمه في بداية القرن 20، واستقبل المهرجان منذ تأسيسه في العام 1964 أهم الفنانين العرب وغير العرب.