قرطاج السينمائي يتذكّر السجناء رغم محنته

نحو 10 آلاف سجين سيتابعون المهرجان التونسي الدولي المنعقد في دورة استثنائية تحت قيود الجائحة عبر عروض داخلية وخارجية في 5 سجون وإصلاحيات في مناطق 'منسية' من البلاد.

تونس - أعلنت إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية الثلاثاء عرض 6 أفلام في 5 سجون تونسية ضمن فعالية "السينما في السجون"
جاء ذلك على لسان المدير العام للمهرجان رضا الباه، خلال مؤتمر صحفي، للإعلان عن الفعالية.
وتأتي عروض السجون في إطار الدورة 31 من مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" التي تنطلق في 18 ديسمبر/كانون الأول وتستمر إلى غاية 23 منه في ظروف استثنائي، وستعرض أكثر من 120 فيلما تونسيا وأجنبيا.
وأطلق المخرج إبراهيم اللطيف "أيام قرطاج السينمائية في السجون" للمرة الأولى عام 2015 حين تولّى إدارة المهرجان.
ولفت الباهي إلى أن الدورة السادسة من "سينما السجون" ستشهد عرض 6 أفلام تونسية في 5 سجون هي: السجن بمدينة أوذنة (جنوب العاصمة)، والسجن بولاية سليانة (شمال غرب)، ومركز الإصلاح بمحافظة السوق الجديد بولاية سيدي بوزيد (وسط)، والسجن بولاية صفاقس (جنوب)، والسجن بمدينة برج العامري (غرب العاصمة).
وسيكون فيلم افتتاح الفعالية "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية في السجن المدني بأوذنة.
كما سيتم عرض أفلام أخرى هي "المدسطنسي" لحمزة العوني و"قصة حقيقية" لأمين لخنش، وفيلم "فيزا" (تأشيرة) لإبراهيم لطيف، و"بيك نعيش" لمهدي البرصاوي، و"فتوى" لمحمود بن محمود، وكلهم مخرجون تونسيون.
وقال رضا الباهي إن "الفعالية تعتبر فرصة لقاء بين صناع الفن السابع والسجناء، للنقاش والتفاعل حول الأثر السينمائي، إيمانا بحق نشر الثقافة السينمائية للجميع".
وأوضح أن "الفعالية تهدف إلى توفير مساحات أكثر انفتاحا ومناخات حرة للتعبير وإشاعة ثقافة المواطنة والأنسنة".
وقال المسؤول عن الأنشطة الثقافية في إدارة السجون والإصلاح، طارق الفني "سنتوجه خلال هذه الدورة للسجون الموجودة في المناطق المنسية".
وزاد "هذه الدورة سيتابعها نحو 10 آلاف سجين، عبر عروض داخلية وخارجية، في 5 سجون وإصلاحيات".

وكان مقررا إطلاق المهرجان في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، لكنه أرجئ بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أرغم على تأجيل أو إلغاء أكثر من 700 حدث ثقافي آخر في البلاد، بحسب السلطات التونسية.

تخطّت تونس البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة عتبة مئة ألف إصابة بكوفيد-19، فيما تجاوز عدد الوفيات 3500 منذ بدء الجائحة في آذار/مارس.

وألقت الجائحة بثقلها على هذا الحدث السينمائي العربي الإفريقي الذي دأبت تونس على تنظيمه منذ 1966.

فقد أعلن المنظمون "إلغاء المسابقة الرسمية هذا العام"، المكرسة عادة للمخرجين العرب والأفارقة وتضّم أفلاما روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، تتنافس للفوز بجائزة التانيت الذهبي.

وتُتخذ تدابير وقائية خلال المهرجان، ففي مجمع مدينة الثقافة وسط العاصمة حيث أبقى المنظمون على حفلي الافتتاح والاختتام، يتعيّن على المشاركين تفادي التوقف خلال المرور على السجادة الحمراء.

كدلك، ستفرض تدابير وقائية مشددة تشمل التباعد الجسدي وفرض وضع الكمامة على الجميع.

ورغم أن الحدث متاح للجميع، فإن عدد الحاضرين سيكون محدودا خلال التظاهرة التي كانت تستقطب سنويا قبل الجائحة جمهورا غفيرا.