قرطاج السينمائي يمنح جمهوره فرصة التدخل في الأفلام
تونس - يعيش جمهور أيام قرطاج السينمائية في دورتها الخامسة والثلاثين الممتدة من الرابع عشر إلى الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري، تجربة فريدة يكون المشارك فيها جزءا من العمل الذي يشاهده، وذلك بالاعتماد على تقنيات الواقع الافتراضي.
وتم خلال هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية في إطار الانفتاح على الفضاء الرقمي والتكنولوجيات الحديثة في عالم السينما والإبداع، تخصيص قسم لتجارب الواقع الافتراضي يحمل عنوان "قرطاج الممتدة" ويتضمن عرض ستة أعمال تفاعلية من العديد من البلدان.
وأوضح محمد العربي صوالحية المشرف على هذا القسم خلال تقديمه لاختيار هذه الأعمال المعروضة أن قسم "قرطاج الممتدة" هو مكمل لعروض الأفلام المتواجدة في القاعات، لافتا إلى أن هذا القسم أحدث للمرة الأولى خلال هذه الدورة وسعى المنظمون إلى تنويع قائمة الأفلام المختارة من حيث المواضيع والبلدان المنتجة مع التمسك بإدراج فيلم فلسطيني وفيلم لبناني.
وتضع الدورة الخامسة والثلاثون "فلسطين في قلب أيام قرطاج السينمائية" بحسب المنظمين، من خلال برنامج خاص للأعمال الفلسطينية وتكريم للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد الذي وقع على أفلام حققت شهرة كبيرة، مثل "الجنة الآن" و"الناصرة 2000".
ووفق ما نقلته وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن صوالحية، فإنه أضاف أن الإقبال على جناح قرطاج الممتدة يبلغ تقريبا 80 زائرا يوميا منذ بداية المهرجان من شرائح عمرية مختلفة ونسبة الإقبال الأكبر لفئة الشباب.
وتتمثل التجربة في مشاهدة الفيلم والتدخل في أحداثه من خلال خيارات تتيحها تقنيات الواقع الافتراضي المعتمدة.
وتضم قائمة الأعمال المعروضة عدة أفلام وهي "تذكروا هذا المكان" للمخرجة Patricia Echeverria Liras وهو وثائقي تفاعلي مدته 25 دقيقة خرج سنة 2023، من إنتاج مشترك فلسطيني قطري إسباني، و"نحلم بلبنان" وثائقي لـCynthia Sawma, Martin Waehlisch مدته 21 دقيقة خرج سنة 2023 من إنتاج لبناني، و"همس" فيلم تحريك لـPatricia Bergeron مدته 19 دقيقة خرج سنة 2023، من إنتاج كندي، و"كوكب اوتو" فيلم تحريك لـGwenael François خرج سنة 2024، من إنتاج مشترك بين لوكسومبورغ وكندا وفرنسا، و"العين وأنا" فيلم تجريبي من إخراج Hsin Chien Huang وJean Michel Jarre مدته 55 دقيقة (2023) من إنتاج فرنسي تايواني، و"الإمبراطور" فيلم تحريك لـ Marion Burger و Ilan Cohen من إنتاج فرنسي ألماني خرج سنة 2023.
وتشهد الدورة الخامسة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية والتي تستمر حتى الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري عرض أكثر من 200 فيلم من حوالي عشرين دولة عربية وأفريقية.
وتتنافس الأفلام في أربع مسابقات رئيسية هي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة (15 فيلما) والمسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة (13 فيلما) والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة (17 فيلما)، إلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة، إلى جانب المسابقة الوطنية الخاصة بالأفلام التونسية والتي تضم 12 عملا سينمائيا هدفها تسليط الضوء على حيوية المشهد السينمائي في تونس.
وتأسس مهرجان أيام قرطاج السينمائي عام 1966، وكان يقام كل عامين بالتداول مع أيام قرطاج المسرحي، قبل أن يصبح تظاهرة سنوية.