قرقاش: حرب غزة تظهر أن سياسة الاحتواء فشلت لدى إسرائيل

المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي يؤكد الحاجة لوقف القتال والمعاناة في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مشددا أن أبوظبي تبذل ما في وسعها لدعم الجهود العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
مشروع إماراتي عاجل لتوفير الرعاية الصحية لأطفال غزة المصابين بالتعاون مع مصر

أبوظبي- قال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي السبت إن الحرب الأحدث في غزة تظهر أن سياسة الاحتواء فشلت لدى إسرائيل، لافتا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة للضغط من أجل إنهاء الصراع سريعا ووضع استراتيجية جديدة وإلا فلن ينظر إليها على أنها بنفس القدر من الكفاءة، فيما تبذل الإمارات على مدار الساعة جهودا للتوصل إلى هدنة إنسانية وعملت على المساهمة في تخفيف آثار الحرب على الفلسطينيين من خلال إرسال أطنان من المساعدات الإغاثية إلى القطاع المحاصر.

وأكد قرقاش في مؤتمر في أبوظبي "كلما طال أمد الهجوم على غزة كلما طالت مدة احتجاز الرهائن وكلما زادت فرص اتساع نطاق الصراع".

وتابع أن "الكثير من سياسات الاحتواء، خاصة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لم يعد لها مستقبل"، كاشفا أن "الإمارات تبذل ما في وسعها لدعم الجهود العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية"

وقال "نحن في حاجة لوقف القتال والمعاناة في غزة وإطلاق سراح الرهائن"، لافتا إلى "الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة من أكبر الأزمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين".

وأكد رئيس الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع الوزاري في عمان السبت "على أولوية الحفاظ على أرواح كافة المدنيين من تبعات التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة"، مشيرا إلى أن "الأوضاع الراهنة تتطلب تكثيف وتسريع وتيرة الجهود المبذولة لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

كما شدد على ضرورة تعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين المتضررين من الأزمة الراهنة والعمل على تأمين تدفق آمن ومستدام وبوتيرة متسارعة للمساعدات الإغاثية والطبية، لافتا إلى أهمية التركيز على إيجاد آفاق للتهدئة وتخفيف حدة التوترات بما يسهم في منع اتساع دائرة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.

وأعلنت مجموعتان صحيتان بالإمارات عن تعاونهما مع مجموعة صحية مصرية لتقديم الرعاية الطبية الطارئة والمعقدة للأطفال المصابين بجروح خطيرة والمنقولين من غزة بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة.

ووقعت مجموعة برجيل القابضة وشركة ريسبونس بلس القابضة "آر بي أم" المتخصصتان في الرعاية الصحية بالإمارات ومجموعة مستشفيات كليوباترا المصرية اتفاق تعاون لإنشاء مستشفى ميداني بالقرب من معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، بسعة 60 سريرا لتقديم الرعاية الطبية الطارئة، للأطفال المصابين بغزة.

ووفق بيان مشترك صدر الأحد، ستقوم برجيل القابضة وشركة "آر بي أم" بتسهيل نقل الأطفال وعائلاتهم الذين يحتاجون إلى رعاية إلى المستشفيات في القاهرة وأبوظبي، ما يضمن حصولهم على أعلى مستوى من الرعاية، وسيتم نقل الحالات المتقدمة إلى القاهرة، في حين سيتم إدخال الحالات المعقدة وجراحات العظام ووحدة العناية المركزة للأطفال ووحدة العناية المركزة لحديثي الولادة والحالات الجراحية، والجراحات التجميلية والترميمية التي تحتاج إلى رعاية طويلة الأمد إلى مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، والتي تبلغ سعتها 400 سرير، بالإضافة تقديم خدمات استشارية للأطفال وأسرهم لدعم صحتهم النفسية خلال هذه الفترة الصعبة.

وتم تشكيل لجنة عمل مشتركة متخصصة تضم خبراء في الرعاية الصحية لقيادة المشروع وتسريعه.

وأجرت الإمارات منذ اندلاع الحرب على غزة العديد من الاتصالات ضمن جهودها لوقف التصعيد وحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإغاثية للفلسطينيين.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سبّاقا في مدّ يد العون للفلسطينيين إذ وجه منذ اندلاع الحرب الدائرة بتقديم مساعدات عاجلة بمبلغ عشرين مليون دولار، كما أسدى تعليماته باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الامارات.

وأكدت الخارجية الإماراتية في بيانات سابقة أن "استمرارية القصف الإسرائيلي سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها" في موقف قوي من قبل أبوظبي يرفض استهداف المدنيين، كما أدانت الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية.

كما بعثت الإمارات برسائل عدة إلى العالم تطرح من خلالها رؤيتها لإنهاء الأزمة عبر حلّ القضية من جذورها في إطار خارطة طريق تؤدي إلى نشر السلام بشكل مستدام.

وكانت الإمارات أبرز دولة عربية وقعت عام 2020 على اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.