قريبا مفاوضات بين الأكراد ودمشق على وقع التهديدات التركية

أي اتفاق بين الوحدات الكردية ودمشق من شأنه أن يضم أكبر جزأين من الأراضي السورية ويوفر حماية للأكراد من هجوم تركي ما يضع دمشق في مواجهة عسكرية محتملة مع القوات السورية.

لم تجر أي محادثات مباشرة بين الأكراد ودمشق لكنهما تجنبا أي مواجهات عسكرية
دمشق تلقت اقتراحا ركز على الحفاظ على حقوق الأكراد ومنها الحكم الذاتي
أكراد سوريا سعوا لوساطة روسية لعقد صفقة مع الأسد

القامشلي (سوريا) - أعرب قائد وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن اعتقاده بأن المحادثات مع الحكومة بشأن مستقبل المنطقة الشمالية الغربية ستبدأ في الأيام المقبلة بعد رد فعل "إيجابي" من دمشق.

ومن شأن أي اتفاق بين الوحدات وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد أن يضم أكبر جزأين من أراضي الدولة التي مزقتها الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.

وتجددت محاولات الحوار في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد.

وقال سيبان حمو "هناك محاولات لإجراء مفاوضات. موقف الحكومة السورية كان إيجابيا. نعتقد أن تبدأ في الأيام المقبلة".

وفي تسجيل صوتي أرسله ممثلوه في وقت متأخر يوم الأربعاء، قال حمو إن تحرك الولايات المتحدة للانسحاب كان متسرعا ولا يمكن أن يحدث بينما لا تزال المعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مستعرة.

وسعى قادة الأكراد السوريون إلى الوساطة الروسية لإجراء محادثات مع حكومة الأسد، على أمل حماية منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي عندما تنسحب القوات الأميركية التي تدعمهم في الوقت الحالي. ويخشى هؤلاء من هجوم تركيا التي هددت بسحق وحدات حماية الشعب.

وذكر حمو أن المبعوث الأميركي جيمس جيفري تحدث خلال زيارة في الآونة الأخيرة معه ومسؤولين آخرين عن إرضاء تركيا وحماية شمال سوريا في الوقت ذاته.

وأثار تسليح الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب، غضب تركيا. وتعتبر أنقرة المقاتلين الأكراد السوريين امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا على أراضيها.

وقدمت السلطة التي يقودها الأكراد والتي تدير مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق مع الأسد في الاجتماعات الأخيرة مع روسيا حليفته الرئيسية.

القوات السورية استعادت السيطرة على معظم الأراضي التي كانت خاضعة للمعارضة
القوات السورية احتشدت في محيط منبج دون احتكاك مع القوات التركية

وقال حمو، إنه لم تجر محادثات مباشرة مع الدولة منذ ذلك الحين، لكن دمشق تلقت الاقتراح، الذي ركز على الحفاظ على حقوق الأكراد والأقليات، بما في ذلك التعليم وكذلك الحكم الذاتي.

وتفادت القوات الكردية ودمشق خوض معارك خلال الحرب، لكن الأسد الذي تعهد باستعادة كل شبر من سوريا، يعارض طموحات الأكراد في دولة سورية اتحادية.

وباءت المحادثات قصيرة الأمد بين الجانبين في الصيف الماضي بالفشل، لكن وزيرا أعرب في الأسبوع الماضي عن تفاؤله.

وألقت رسائل متضاربة من واشنطن بظلالها على إعلان ترامب المفاجئ الشهر الماضي، الذي أثار مخاوف بين الحلفاء الغربيين. وما زالت القوات الأميركية التي يبلغ قوامها 2000 جندي منتشرة في منطقة قوات سوريا الديمقراطية الغنية بالنفط والأراضي الزراعية والمياه، وهي أكبر جزء من سوريا خارج نطاق حكم الدولة.

وقال حمو "تطبيق هذا القرار (الأميركي) بسحب القوات عمليا غير ممكن على المدى القريب".

ويحارب مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الآن فلول الدولة الإسلامية في جيب بشرق سوريا، بعد انتزاع السيطرة على مساحات شاسعة من الأرض من المتشددين بمساعدة الولايات المتحدة.

وقال حمو "داعش نحو الزوال، لكن هذا لا يعني أن الحرب ضد داعش قد انتهت. ثمة العديد من الخلايا النائمة ستكون هناك حربا طويلة مع داعش في هذه المنطقة".

وأضاف أن أي منطقة آمنة في شمال شرق سوريا والتي ذكرها ترامب على تويتر، يجب أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة.

ورحبت قوات سوريا الديمقراطية بهذه الاحتمالية، لكنها قالت إن أي منطقة من هذا النوع ينبغي أن تبقي تركيا بمنأى.

وقال حمو "قلنا نريد أن نكون على علاقة جيدة كجيران إلا أن الدولة التركية لا تقبل هذا الشيء فهي لا تقبل وجود كيان كردي حر ومنطقة ذاتية آمنة فإذا هجمت تركيا على مناطقنا فسنقوم بالرد المناسب".

وسبق أن اعتمدت أنقرة على وكلاء من مقاتلي المعارضة السوريين للمساعدة في قتال وحدات حماية الشعب في شمال غرب البلاد وتعهدت بالتحرك باتجاه الشرق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس إن بلاده لديها القدرة على إنشاء منطقة آمنة في سوريا، لكنها لن تستبعد الدول الأخرى التي ترغب في التعاون.