قسد تقاتل الجيش السوري وتستنجد بالتحالف لمحاربة داعش

توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوري والميليشيات الإيرانية من جهة و"قسد" من جهة أخرى.

دير الزور (سوريا) – حذرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تدعمها الولايات المتحدة من أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال يشكل مخاطر جسيمة في جميع أنحاء العالم، مطالبة التحالف الدولي بدعمها في الوقت الذي تقاتل فيه على جميع الجبهات وصعدت من اشتباكاتها مع الجيش السوري.

وقال "مجلس هجين العسكري" المنضوي تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أنه أحبط محاولة تسلل لقوات الجيش السوري من جنوبي نهر الفرات إلى شماله في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الجيش.
وتشهد محافظة دير الزور توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوري والميليشيات الإيرانية من جهة و"قسد" من جهة أخرى، حيث شهدت الأشهر الماضية اشتباكات وقصفاً صاروخياً متبادلاً بين الطرفين.

وقال المجلس في بيان نشره على قناته في "تليغرام" إن قوات "هجين العسكري" أحبطت تسلل مجموعة من عناصر قوات الجيش والميليشيات الإيرانية عبر نهر الفرات." وأضاف أن المجموعة حاولت التسلل إلى بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود مع العراق لاستهداف نقاط "مجلس هجين العسكري"، حيث جرت اشتباكات عنيفة.

وأوضح أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من قوات الجيش ووقوع جثتي اثنين منهم بيد عناصر المجلس، إضافة إلى كميات من الأسلحة. وأشار إلى أن عناصر المجلس ما زالوا يلاحقون "فلول" قوات الجيش على سرير النهر في بلدة الباغوز.

وأصدرت قسد بيانا في الذكرى السنوية الخامسة لخسارة "داعش" لآخر جزء من خلافتها المعلنة "في 23 مارس 2019، حيث سيطر مقاتلو قسد على قرية باغوز شرق سوريا، ما اعتبرت نهاية خلافة "داعش". وقالت أنه "خلال حكمه روع التنظيم المتطرف ملايين الأشخاص واجتذب آلاف الرجال والنساء للانضمام لصفوفه".

وذكر البيان "يمثل تحرير باغوز لحظة محورية. حررت قواتنا ملايين من إرهاب التنظيم، ولم تقم بحماية المنطقة فقط وإنما العالم بأسره من وحشيته. ورغم هزيمته، تشن خلايا نائمة لداعش وجماعات متفرعة منه في آسيا وإفريقيا هجمات دامية".

وذكر البيان أن "التنظيم المتطرف مازال يشكل خطرا كبيرا على مناطقنا والعالم، مضيفا أنه يسعى لإعادة بناء نفسه من خلال خلاياه النائمة ويحاول إعادة احياء أحلامه باستعادة السيطرة الجغرافية على بعض المناطق". وقالت قسد إنه لاستكمال القضاء على "داعش" يجب تفكيك "تربته الأيديولوجية".

وفي الساعات الأخيرة، أعلنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لـقسد مقتل قيادي في تنظيم "داعش" الإرهابي خلال عملية أمنية دقيقة في الرقة، بدعم ومساندة من التحالف الدولي.

وقالت "قسد"، في بيان نشر عبر موقعها الرسمي الأحد: "يوم السبت؛ نفذت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) التابعة لقواتنا، عملية أمنية دقيقة استهدفت أحد مسؤولي التمويل لخلايا تنظيم "داعش" في مركز مدينة الرقة بدعم ومشاركة من قوات التحالف الدولي.

وأوضحت "قسد" أن قواتها داهمت مكان وجود القيادي المدعو (سمير خضر شريف الشيحان) وهو عراقي الجنسية، وبعد محاصرتها للمكان ورفضه الاستسلام ومقاومته للعملية، قامت بالرد عليه وقتله.

وبداية شهر مارس/آذار الحالي، نفذت قوات التحالف الدولي بمشاركة "قسد" عملية إنزال جوي في بلدة الحريجي بريف دير الزور الشمالي، واعتقلت خلال العملية 9 أشخاص بتهمة الانتماء لخلايا تنظيم "داعش"، وجرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وتحتجز القوات حوالي عشرة آلاف مقاتل لداعش في شمال شرقي سوريا في نحو 24 منشأة احتجاز- منهم 2000 أجنبي رفضت بلادهم استعادتهم. وتشرف قسد على نحو 45 ألف فرد من عائلات مقاتلي "داعش"، معظمهم من النساء والأطفال في مخيم الهول.

وتابعت القوات "مشكلة محتجزي داعش تتطلب حلا عالميا". وأضافت أنه يتعين على بلدانهم الأصلية إعادة مواطنيهم، أو إنشاء محكمة دولية في شمال شرقي سوريا حيث يمكن محاكمتهم. وأكدت قسد أن إنهاء قضية عائلات "داعش" في المخيم "أولوية" لا يمكن تجاهلها أو غض البصر عنها.