قصة قلعة اجياد

الرياض - انشئت قلعة اجياد الواقعة في مكة المكرمة والتي ازالتها السلطات السعودية لاقامة مجمع سكني استثماري يعود ريعه للحرم الشريف، قبل حوالي 225 عاما لحماية المدينة المقدسة.
تقع القلعة على جبل بلبل الذي يبلغ ارتفاعه 150 مترا جنوب غرب الحرم الشريف وتشكل مع قلعتين اخريين هما لعلع وهندي المشيدتين غرب المسجد وشماله وما زالتا قائمتين، خطا دفاعيا مهما.
وقد شيد القلعة على عجل بعد 1775 شريف مكة المعين من الباب العالي غالب بن مساعد للتصدي لهجمات قبائل متمردة لكنها دمرت واعيد بناؤها بعد سنتين حسبما ذكر مركز الفقيه للابحاث في مقال عن تاريخها.
وبعد مئة عام، قام والي الحجاز عثمان نوري باشا بتجديد القلعة التي بقيت على حالها حتى ازالتها الاسبوع الماضي.
وقد بينت القلعة التي تبلغ مساحتها 800 متر مربع لتضم 800 جندي الى جانب 300 شخص آخرين. وهي تضم ملحقات من بينها قاعات خاصة للمدافع ومستودعات للذخيرة وسورت بجدران ارتفاعها ثلاثة امتار لحمايتها.
واحتل الجيش العثماني القلعة التي تشرف على مكة المكرمة 150 عاما.
وعندما انطلقت الثورة العربية من مكة فجر العاشر من حزيران/يونيو 1916 بقيادة الشريف حسين، كان للاتراك مدفعية قوية في القلعة التي احتشد حولها الثوار.
ومنها، قصف العثمانيون مواقع عديدة من بينها منزل الشريف نفسه.
وكانت اجياد ثالث الحاميات التركية الاربع التي استسلمت بعد قصف احدث ثغرة في جدارها في الرابع من تموز/يوليو 1916.
وقد بقيت القلعة تلعب دورا مهما في الدفاع عن مكة المكرمة والحرم الشريف من غارات القبائل المتمردة حتى دخول الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، المدينة في 1923.
وقد اكد مسؤول في وزارة المعارف السعودية ان القلعة "بنيت بهدف حماية الحرم المكي الشريف من المعتدي وانتهى دورها بعد استتباب الامن في العهد السعودي".
وقرر العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز في شباط/فبراير الماضي وقف موقع القلعة اجياد والاراضي التابعة لها في مكة المكرمة على المسجد الحرام، واطلاق اسم "وقف الملك عبدالعزيز للحرم المكي الشريف" عليه.