قطر أفرجت عن رهائنها بإرضاء إيران ومليار دولار

هكذا فرضت قطر نفوذها على الجماعات الارهابية في سوريا

لندن – كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية السبت عن تورط قطر في تنفيذ طلبات ايرانية مباشرة لتسوية أزمة الرهائن القطريين الذين اختطفوا في العراق أواخر 2015، كما تضمنت التسريبات زهاء مليار دولار دفعتها الدوحة للجنرال الايراني قاسم سليماني وقادة ميليشيات عراقية ولبنانية ووسطاء.

وأظهرت التسريبات حجم التأثير القطري على الجماعات المتطرفة في سوريا، حيث تضمنت صفقة الإفراج فك الحصار عن قريتين شيعتين تحاصرهما جماعة النصرة سابقا.

كما كشفت عن خضوع قطر لمطالب ايران بالانسحاب من التحالف العربي في اليمن واطلاق سراح عسكريين ايرانيين محتجزين في سوريا، فيما يمثل "فضيحة" للدور القطري المباشر بدعم الإرهاب في المنطقة.

وقال زايد بن سعيد الخيارين سفير قطر في العراق وكبير المفاوضين في أزمة الرهائن "إن السوريين وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراق، جميعهم يريدون المال. وهذه هي فرصتهم".

وقال الخيارين إن قطر دخلت محادثات سرية لتحرير 25 من مواطنيها من الخاطفين العراقيين لكن المفاوضات تحولت الى نوع من الابتزاز الجماعي.

وأضاف بحسب ما كشفت واشنطن بوست "كلهم لصوص".

وفي عشرات من المحادثات الخاصة، تظهر موافقة مسؤولين قطريين على مدفوعات بلغ مجموعها ما لا يقل عن 572 مليون دولار لتحرير تسعة أعضاء من العائلة المالكة و 16 مواطنا قطريا آخرين خطفوا خلال رحلة صيد في جنوب العراق، وفقا لنسخ من الاتصالات التي تم اعتراضها والتي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست.

تكشف السجلات السرية للمرة الأولى أن خطة الدفع خصصت مبلغاً إضافياً قيمته 621 مليون دولار نقداً للأفراد والجماعات الذين يعملون كوحدات وسطاء.

وكانت هذه المدفوعات جزءاً من صفقة أكبر تشمل حكومات إيرانية وعراقية وتركية فضلاً عن ميليشيات حزب الله اللبنانية ومجموعتين معارضة سوريتين على الأقل، بما في ذلك جبهة النصرة.

سياسة الإنكار من جديد

نفت قطر باستمرار، وهي التي اعترفت بتلقي مساعدة من عدة دول في تأمين إطلاق سراح الرهائن العام الماضي، التقارير التي تفيد بأنها دفعت أموالا للمنظمات الإرهابية كجزء من الصفقة.

وفي رسالة الشهر الماضي الى صحيفة نيويورك تايمز، قال سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة مشعل بن حمد آل ثاني بشكل قاطع أن "قطر لم تدفع فدية".

لكن المحادثات والرسائل النصية التي حصلت عليها واشنطن بوست ترسم صورة أكثر تعقيدا، حيث يظهر كبار الدبلوماسيين القطريين الذين يبدو أنهم يوقعون على سلسلة من الدفعات الجانبية بملايين الدولارات للمسؤولين الإيرانيين والعراقيين وزعماء الميليشيات، مع تخصيص 52 مليون دولار لقائد كتائب حزب الله، و21 مليون دولار لقاسم سليماني المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني الإسلامي والمشارك الرئيسي في صفقة الرهائن.

إلى ذلك، تكشف التسريبات انزلاق قطر الى شبكة معقدة من العلاقات مع الميليشيات الارهابية الموالية لايران من جهة، والجماعات الإرهابية في سوريا من جهة اخرى، الى جانب قادة ايرانيين على رأسهم قاسم سليماني.

مفاوض حزب الله العراق قال لوزير الخارجية القطري إن المسلحين طلبوا منه "إحضار الأموال" مقابل الرهائن لكن فيما بعد، طلب الخاطفون من خلال وسيط عراقي تقديم تنازلات أخرى تهدف إلى إفادة إيران.

وهذه المطالب هي انسحاب قطر الكامل من التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة المتمردين الحوثيين الموالين لايران، ووعد بإطلاق سراح الجنود الإيرانيين الذين تحتجزهم الجماعات السنية المدعومة من قطر في سوريا.

'انتهى الأمر'

تتضمن الاتصالات المسربة التي تم اعتراضها أيضا محادثات الهاتف المحمول ورسائل البريد الصوتي باللغة العربية.

وبمجرد أن أصبح واضحا أن الخاطفين كانوا اعضاء ميليشيا مدعومة من إيران، بدأ المسؤولون القطريون العمل من خلال مجموعة من الوسطاء المؤثرين للحصول على حرية الرهائن.

وتمت الصفقة في ابريل/نيسان 2017 قبل اسابيع على اعلان السعودية والامارات ومصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر بسبب تورطها في دعم الارهاب والتقارب المشبوه مع ايران.

صحيفة فاينانشال تايمز العام الماضي وصفت كيف أن الإفراج عن الرهائن القطريين أصبح مرتبطا بإيران، بدعم من تركيا ولبنان وحزب الله، لإخلاء أربع قرى سورية للسنة والشيعة كانت تحت الحصار لعدة أشهر وهي الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني.

في الشهر الماضي، أكد مقال نشر في مجلة نيويورك تايمز الاستيلاء على 360 مليون دولار من قبل مسؤولين عراقيين في مطار بغداد كجزء من خطة إطلاق سراح الرهائن، وهي جزء من أموال قطرية يبدو أنها مجهزة لدفعها الى المقاتلين السوريين وتنفيذ عمليات الإجلاء.

المبلغ الذي دفعه القطريون في نهاية المطاف لإغلاق الصفقة لم يتم توضيحه في الوثائق التي حصلت عليها واشنطن بوست لكن القطريين في الاتصالات التي تم اعتراضها واضحون بشأن المبالغ المخصصة للأفراد الذين ساعدوا في تسليم الرهائن.

مفاوض قطري أكد في رسالة بريد صوتي مدتها سبع ثوان إلى رئيسه أن جميع المدفوعات قد تمت "لقد انتهى الأمر وتم توزيعه".