قطر أكبر منتج للغاز تعلق إبحار ناقلاتها في البحر الاحمر

القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط تعلن إسقاط صاروخ كروز أُطلقه الحوثيون باتجاه حاملة الطائرات الأميركية لابون في جنوب البحر الأحمر، دون وقوع أضرار.
ست ناقلات نفط أخرى على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر
الحوثيون: كل السفن آمنة باستثناء الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط
صاروخ يصيب سفينة مملوكة أميركياً قبالة سواحل اليمن

الدوحة – توقفت قطر مؤقتا عن إرسال ناقلات الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب، بعد أن أدت الغارات الأميركية البريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن لزيادة المخاطر، وقال مصدر مطلع أنه إذا ظل المرور عبر البحر الأحمر غير آمن، فستبحر شحنات قطر للطاقة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وتشير هذه الخطوة إلى الزيادة الكبيرة في المخاطر التي تخشى الدوحة من تأثيرها على ناقلاتها، وإمكانية التصعيد في مضيق باب المندب بعد التطورات الأخيرة.

ونقلت وكالة "بلومبيرغ" عن بيانات ملاحية، أن ما لا يقل عن خمس سفن للغاز الطبيعي المسال تديرها قطر، تم تعليق حركتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر منذ الجمعة، وتوقفت ثلاثة ناقلات قبالة سواحل عمان، فيما توقفت واحدة في البحر الأحمر، وناقلة أخرى توقفت في البحر المتوسط بالقرب من قناة السويس. 

وأظهرت بيانات عن تتبع السفن أن ست ناقلات نفط أخرى على الأقل حولت مسارها بعيدا عن جنوب البحر الأحمر أو توقفت قبل دخوله منذ مطلع الأسبوع. ويصل بذلك إجمالي عدد حالات اضطرابات الشحن إلى إجمالي 15 حالة على الأقل منذ الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على مواقع للحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي.

ولاحقا نقلت شركة أمبري الأمنية البحرية البريطانية أن أنباء عن إطلاق الحوثيين ثلاثة صواريخ لم يصل اثنان منها إلى البحر الأحمر وأصاب الثالث سفينة بضائع سائبة مملوكة لأمريكا قرب عدن في اليمن.

وقال محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين الاثنين إن موقف الجماعة لم يتغير بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة، وأشار إلى أن الضربات ستستمر على السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وأضاف "طلبنا هو إنهاء العدوان الإجرامي في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة في الشمال وفي الجنوب". وتابع "تواصلاتنا مع المجتمع الدولي مستمرة لتوضيح موقفنا والتأكيد على أن السفن الملاحية في البحرين الأحمر والعربي آمنة لكل السفن في العالم باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط".

وأكد بالقول "نحن لا نريد التصعيد... ولكن للأسف من يقوم بعسكرة البحر الأحمر وملئه بالبوارج والفرقاطات والقطع العسكرية هو الأميركي والبريطاني".

قطر وهي من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم واحدة من بين عدد قليل من موردي الغاز الذين يواصلون استخدام البحر الأحمر وقناة السويس لإرسال الوقود إلى أوروبا.

وكانت قطر وهي من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم واحدة من بين عدد قليل من موردي الغاز الذين يواصلون استخدام البحر الأحمر وقناة السويس لإرسال الوقود إلى أوروبا.

ودفعت الهجمات الحوثية دولا غربية، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى نشر بوارج في البحر الأحمر. وشكلت واشنطن تحالفا بحريا دوليا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.

وفجر الإثنين، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنها أسقطت عصر الأحد، صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن، باتجاه حاملة الطائرات الأميركية لابون في جنوب البحر الأحمر، دون وقوع أضرار أو إصابات.

وكانت القوات العسكرية المشتركة التي تضم البحرية الأميركية والبريطانية، قد نصحت السفن التجارية بالابتعاد عن منطقة الخطر في جنوب البحر الأحمر، بعد الضربات الجوية على الجماعة اليمنية المسلحة المدعومة من إيران.

وشنت القوات الأميركية والبريطانية، فجر الجمعة، عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وأعلن الحوثيون أن الضربات أدت إلى مقتل 5 عناصر في صفوفهم.

وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة مجددا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب "موقع رادار في اليمن".

وأتت الضربات الأميركية والبريطانية ردا على هجمات نفذها الحوثيون في الأسابيع الماضية، استهدفت سفنا تجارية يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

وأجبرت الهجمات السفن على تغيير مسارها لتدور حول الطرف الجنوبي لأفريقيا مما أدى إلى ارتفاع تكاليف هذه الرحلة الأطول، لكن الأسعار لا تزال أقل بكثير من المستويات التي بلغتها في عام 2021 خلال جائحة كوفيد-19.

وغيّرت 18 شركة شحن مسار سفنها حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، وقال رئيس المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أرسينيو دومينغيز إن "عددا كبيرا من الشركات، حوالي 18 شركة شحن، قرّرت تغيير مسار سفنها حول جنوب إفريقيا من أجل تجنب التعرض لهجمات". وأضاف "هذا يمثل 10 أيام إضافية الى الرحلات وتأثيرا سلبيا على التجارة وعلى زيادة كلفة الشحن".

وارتفعت أسعار الشحن البحري بعد هجوم صاروخي ومحاولة احتجاز تعرضت لهما سفينة تابعة لشركة ميرسك في مطلع الأسبوع مما دفع شركات الشحن إلى تعليق خطط استئناف عبور البحر الأحمر، وهو شريان رئيسي يؤدي لقناة السويس التي يمر عبرها نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية.

وتربط قناة السويس المصرية البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وهي أسرع وسيلة لشحن الوقود والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا. وتستخدم شركات الشحن هذا الطريق لنقل ما يصل إلى ثلث إجمالي شحنات الحاويات العالمية، التي تنقل بضائع مثل الألعاب وأحذية التنس والأثاث والأغذية المجمدة.