قطر تؤجج الصراع الليبي بتكثيف دعمها للسراج

المحور التركي القطري يعمل على تأجيج الصراع الليبي بتحريض حكومة الوفاق على رفض مبادرات السلام في وقت تواصل فيه مصر جهودها الدبلوماسية لمواجهة التدخلات الخارجية في ليبيا.
التدخل التركي القطري اجج الصراع الليبي
قطر الدولة العربية الوحيدة التي تؤيد بشكل علني التدخلات التركية في ليبيا

انقرة - تصعد تركيا وقطر من خططهما لتهديد امن واستقرار المنطقة العربية والعمل على تصعيد التدخل في الشان الليبي بتقديم دعم لا يتوقف لحكومة الوفاق رغم الانتقادات الدولية والإقليمية المطالبة بتخفيف الصراع وإنهاء الأزمة الليبية.
وفي هذا الصدد اتفق رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الخميس، على أهمية تفعيل علاقات التعاون بين بلديهما وذلك خلال لقاء الجانبين في مدينة إسطنبول التركية، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج.
وذكر البيان أن الاجتماع "تناول مستجدات الوضع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين". حيث اكد الجانبان "الحل السياسي للأزمة الليبية وفقا لاتفاق الصخيرات، وقرارات مجلس الأمن، ومخرجات مؤتمر برلين".
كما "اتفقا على تفعيل علاقات التعاون بين بلديهما في مجالات متعددة"، وفق البيان.
وتعمل قطر على دعم حكومة الوفاق وتحرض السراج على رفض مبادرات السلام خاصة المبادرة المصرية وذلك في اطار تحالفها المستمر مع تركيا حيث تعتبر الدوحة الدولة الوحيدة المؤيدة لسياسات انقرة في المنطقة وفي ليبيا.
ورغم الانتقادات التي تتعرض لها قطر من عدد من الدول العربية والخليجية لدورها في دعم الجماعات المتطرفة وخلف بيئة آمنها لها اضافة الى فسح المجال للتدخلات التركية تصر الدوحة على مواقفها بل وتعمل على تصعيدها.
وكانت عدد من الدول العربية على غرار المملكة العربية السعودية ومصر والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قطعت علاقاتها مع قطر سنة 2017 وطالبتها بتنفيذ عدد من المطالب لكن الدوحة ترفض الامتثال بحجة السيادة الوطنية.
وتشارك قطر في تهديد امن ليبيا ومنطقة شمال افريقيا بدعم الميليشيات والمرتزقة الذين ارسلتهم تركيا في مواجهة الجيش الوطني الليبي ما يخرق الاجماع العربي المطالب بايقاف الصراع العسكري وايجاد حلول سياسية.
وامام تصاعد حجم التدخلات التركية في المنطقة وليبيا تكثف مصر من جهودها الدبلوماسية لمواجهة تلك السياسات.
وفي هذا الصدد بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري  الأوضاع في ليبيا في سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ونظرائه الإيطالي لويجي دي مايو واليوناني نيكوس دندياس والمالطي إيفاريست بارتولو.

وصرح أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري تناول تفصيلا خلال تلك الاتصالات كافة جوانب الرؤية المصرية إزاء الأوضاع في ليبيا، منوها بخطورة المشهد الراهن لاسيما في ظل تصعيد "غير مسؤول" من خلال عمليات نقل للمقاتلين و"الإرهابيين" إلى ليبيا بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة واستهداف الدول العربية وأمنها القومي ومقدرات شعوبها.
وتورطت تركيا في نقل الالاف من المرتزقة والإرهابيين من سوريا الى ليبيا لدعم حكومة الوفاق حيث تمثل تلك السياسات خطرا على الامن القومي المصري والاقليمي.
واكد الوزير شكري خلال مجمل اتصالاته على أن الاستقرار والأمن المنشوديّن في ليبيا لن يتحققا إلا من خلال العمل بكل جدية نحو وقف إطلاق النار وتحقيق حل سياسي تفاوضي ليبي- ليبي، وهو الأمر الذي يمهِّد له "إعلان القاهرة" باعتباره خطوة هامة نحو استكمال مسار برلين السياسي. كما أشار إلى أن ذلك يستوجب أيضا ضرورة التكاتُف من أجل التصدي بحزم لكافة التدخلات الخارجية في ليبيا.
وفي السياق نفسه بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس مع رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس تطورات القضية الليبية.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الرئيس السيسي من رئيس الوزراء اليوناني، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية على موقعه على فيسبوك.
وقال المتحدث بأن الاتصال تناول التباحث حول بعض الملفات الاقليمية في مقدمتها تطورات القضية الليبية، حيث استعرض الرئيس السيسي ثوابت ومحددات الموقف المصري تجاه الأزمة في ليبيا، لا سيما فيما يتعلق بتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تزيد من تفاقم الأوضاع الأمنية علي نحو يؤثر علي استقرار المنطقة بالكامل.

مصر تبحث مع اليونان الخطر التركي في ليبيا وشرق المتوسط
مصر تبحث مع اليونان الخطر التركي في ليبيا وشرق المتوسط

من جانبه؛ أشاد رئيس الوزراء اليوناني بالجهود المصرية المخلصة وجهودها الدؤوبة الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام في كافة الأراضي الليبية، مؤكداً أهمية العمل على العودة الي المسار السياسي كحل أصيل للأزمة الليبية، وذلك بما يتسق مع القرارات الأممية ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين، مع رفض أى تدخل خارجي في هذا الخصوص.
كما تناول الجانبان سبل تعزيز مسيرة التعاون المشترك التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين كل من مصر وقبرص واليونان، حيث تم التوافق علي اتساق المصالح المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، وأن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه أن يفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.