قطر 'تتوسط' في أزمتي إيران وأوكرانيا
الدوحة - يجري وزير الخارجية القطري الشيخ الأحد محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مباحثات في بشأن "عرقلة" روسيا للاتفاق النووي الإيراني الجديد إضافة إلى النزاع في أوكرانيا، وفق ما أفاد مصدر مطلع.
وغادر الشيخ محمد الدوحة باتجاه موسكو بعد ساعات من حديثه مع نظيريه الأميركي أنتوني بلينكن والإيراني حسين أمير عبداللهيان حول مطالب روسيا الجديدة بشأن المحادثات الإيرانية التي ربطتها موسكو بالعقوبات المفروضة عليها على خلفية غزوها لأوكرانيا.
ويرجح أن وزير الخارجية القطري سينقل رسائل أميركية لروسيا حول أزمة مفاوضات فيينا والحرب الأوكرانية.
وتعثرت المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران، وسط تحذيرات أوروبية من انهيار المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وأعاد بموجب ذلك فرض عقوبات قاسية على إيران.
ويسعى خلفه الرئيس الديمقراطي جو بايدن لإعادة إحياء الاتفاق، لكن مع بلوغ المفاوضات في فيينا مرحلتها الأخيرة طالبت روسيا وهي من شركاء الاتفاق النووي بضمانات أميركية بعدم ربط العقوبات على موسكو بالتجارة مع إيران.
وتم تعليق المفاوضات فيما اتهمت دول غربية روسيا بعرقلة الاتفاق بعد جهود مضنية لإعادة طرفي الأزمة: واشنطن وطهران للاتفاق الذي كانت واشنطن قد تحللت منه في عهد ترامب وقابلته إيران بانتهاكات واسعة لالتزاماتها النووية.
وبعد عشرة أشهر من المفاوضات في فيينا، اقتربت الدول المعنية بشكل كبير من إحياء اتفاق 2015 بشأن برنامج إيران النووي، لكن المحادثات توقفت مرة أخرى بعد أن طالبت روسيا بضمانات بأن العقوبات الغربية التي فُرضت عليها بعد غزو أوكرانيا لن تضر بتعاملاتها مع إيران.
وتكثف قطر جهودها لتشجيع الولايات المتحدة وإيران على المضي قدما في التوصل إلى اتفاق جديد، بينما تسعى لطرح نفسها وسيطا إقليميا لحل الأزمات بالمنطقة.
وليس واضحا ما إذا كانت واشنطن قد طلبت من الدوحة التي ترتبط بعلاقات جيّدة مع كل من طهران وموسكو، التوسط لدى روسيا لحل هذه النقطة الخلافية التي قد تقوض جهود إحياء الاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، إن الشيخ محمد سيجتمع خلال الزيارة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).
وأضاف أن "هذه الزيارة تأتي في مرحلة حرجة نظرا للظروف التي يعيشها العالم نتيجة التصعيد في أوكرانيا"، موضحا أن الزيارة "تتضمن مناقشة آخر التطورات في الأزمة الروسية الأوكرانية وبحث الجهود الدبلوماسية المستمرة لحل هذه الأزمة".
وذكر أن "قطر تسعى لدعم الجهود الدولية القائمة لتوفير الظروف اللازمة لحل سلمي للأزمة".
وأفاد بأن وزير الخارجية القطري "سيؤكد خلال محادثاته مع الجانب الروسي على أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة"، مضيفا "سيشدد على ضرورة تضافر الجهود لحلها بشكل عاجل وفق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
وناقش الشيخ محمد أيضا الاتفاق حول النووي الإيراني أثناء وجوده في فرنسا وألمانيا هذا الأسبوع وتحدث الأحد مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، لكن المصدر قال إن قطر لا تتوسط في النزاع الأوكراني لكنها مستعدة للقيام بذلك إذا طُلب منها، داعية في الوقت ذاته روسيا وأوكرانيا إلى ممارسة "ضبط النفس".
وفي وقت سابق الأحد، بحث الوزير القطري هاتفيا مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، مستجدات الأزمة، فيما أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ثلاث اتصالات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بداية العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واتخاذ موقف الحياد التام.