قطر تدافع عن انتهاكات أردوغان في سوريا والأمم المتحدة تحذره

مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لا يستبعد تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها في شمال سوريا.

الدوحة -  تواصل قطر تغريدها خارج السرب العربي بتأييد ودعم هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شرق الفرات، بينما حذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أنقرة من إمكانية وقوعها تحت طائلة القانون الدولي، بسبب التجاوزات الخطيرة التي تقوم بها بحق الأكراد في سوريا.

ودافع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء عن تركيا بشكل واضح وعلني، معتبرا أن هجومها على مناطق الأكراد في سوريا هدفه القضاء على "تهديد وشيك".

وتبحث الدوحة التي أصبحت حليف رئيسي لأنقرة منذ أن قطعت السعودية والبحرين والإمارات العلاقات معها في حزيران/يونيو 2017، عن تخطي تبعات تلك المقاطعة خصوصا على الصعيد الاقتصادي، عن طريق مساندة أردوغان.

وعكس ما تسعى إليه قطر فقد عمق هذا الدعم عزلتها أمام الرفض العربي والدولي لانتهاكات الرئيس التركي باستباحة جيش بلاده الأراضي السورية.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، إنه لا يستبعد أن يتم تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها بحق مقاتلين أكراد وسياسيين، حيث أظهرت تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع الأسبوع عن قيام ميليشيات تقاتل مع الجيش التركي الذي دخل الأراضي السورية الأربعاء الماضي، بعمليات إعدام بحق أفراد من القوات الكردية وسياسيين ومدنيين في سوريا.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية في جنيف إن المكتب حصل على لقطات تصور عمليات القتل التي نفذها فيما يبدو مقاتلو جماعة "أحرار الشرقية" قرب منبج.

وقال كولفيل "تركيا تعتبر دولة مسؤولة عن انتهاكات جماعات تابعة لها طالما تمارس سيطرة فعالة على هذه الجماعات أو العمليات التي حدثت خلالها تلك الانتهاكات".

وتابع "نحث السلطات التركية على البدء فورا في تحقيق محايد مستقل ويتسم بالشفافية".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور وثقت عمليات إعدام وخطف وقتل بشعة نفذتها قوات الجيش التركي بمساعدة الميليشيات بحق المدنيين وبعض من أفراد القوات الكردية في المدن سورية التي دخلوها على متن الدبابات مدججين بالأسلحة.

والسبت، اغتالت قوات الجيش التركي القيادية الكردية هفرين خلف مع عدد من المدنيين الآخرين، وظهر مقاتلون من ميليشيات تابعة لما سمته تركيا "المعارضة السورية" وهم يتفاخرون بقتل المهندسة الكردية.

واستنكر ناشطون ما ورد في الفيديو مطالبين المجتمع الدولي بمحاسبة تركيا على التجاوزات التي تقوم بها ضد الأكراد وعلى دعمها  للإرهابيين الذين يشاركونها القتال.

وعزز تحذير المكتب التابع للمنظمة الأممية عزلة النظام القطري الذي أيد انتهاكات الجيش التركي داخل الأراضي السورية.

ويتناقض الموقف القطري مع مواقف دول عربية وغربية أدانت الهجوم التركي في سوريا، والذي دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا، بينما اتفقت دول الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين على تعليق بيع السلاح لأنقرة.

وقال وزير خارجية قطر خلال مشاركته في مؤتمر "منتدى الأمن العالمي" في الدوحة "لا يمكننا أن نلقي اللوم على تركيا وحدها"، مضيفا أن أنقرة ردّت على "خطير وشيك يستهدف الأمن التركي".

وبدأت تركيا وميليشيات ضمت مقاتلين سوريين موالين لها قبل نحو أسبوع هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، تمكّنت خلاله من السيطرة على منطقة حدودية واسعة بنحو مئة كيلومتر تمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة)، وبعمق نحو 30 كيلومتراً.

وأوضح الوزير القطري "قالت (تركيا) منذ البداية: لا تدعموا هذه الجماعات"، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، الفصيل الكردي المسلّح الذي تعتبره أنقرة منظمة "إرهابية".

وتابع "لم يستمع أحد. يحاولون (الأتراك) منذ عام حل هذه المسألة مع الولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة وإبعاد الخطر عن حدودهم"، معتبرا أن وحدات حماية الشعب جزء من حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيا في عدة دول.

ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب، قبل أن يأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب كل الجنود الأميركيين من شمال سوريا، والبالغ عددهم حوالي 1000 جندي، وذلك بالتزامن مع العملية.

وشنّت تركيا هجومين واسعي النطاق في شمال سوريا، بدأ أولهما صيف 2016 وتمكّنت خلاله من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من منطقتي جرابلس والباب في شمال محافظة حلب.

وفي آذار/مارس 2018، تمكّنت من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية إثر هجوم استمر لنحو ثلاثة أشهر ضد المقاتلين الأكراد.

وقال عبدالرحمن في المنتدى "لا نعتبر أن تركيا (تعمل) ضد الأكراد. تركيا (تعمل) ضد مجموعة من الأشخاص في صفوف الأكراد".