قطر ترفض العمل العسكري لتأمين الملاحة في البحر الأحمر

ناقلات تحمل الغاز القطري تستأنف رحلاتها وسط توتر في البحر الأحمر رغم تأكيد وزير الخارجية القطري بأن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات.
الاتحاد الأوروبي يوافق على تشكيل مهمة بالبحر الأحمر لردع الحوثيين

دافوس - قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الثلاثاء، إن بلاده تفضل "الدبلوماسية على أي حل عسكري" في منطقة البحر الأحمر لكنه أشار في المقابل إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات التي تبلبل حركة الملاحة في البحر الأحمر.
واضاف في كلمة خلال جلسة حوارية بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا الثلاثاء إن "الغاز الطبيعي المُسال... على غرار أي شحنات تجارية أخرى. ستتأثر بذلك".
واستغرب الوزير القطري في معرض حديثه عدم وقف إطلاق النار في غزة بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب قائلا "للمرة الأولى نرى خلافا وجدالا حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وشدد على أن "الوضع في الضفة الغربية لا يقل سوءا عن غزة، ولا نرى رد فعل حقيقيا من المجتمع الدولي".
وبشأن تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر، أوضح وزير الخارجية القطري أن "الخيار العسكري لن يحل الأزمة وأن بلاده تفضل الدبلوماسية كحل" مشيرا إلى أن "إيران ودول الخليج جيران وهناك تفاهم على كيفية إيجاد مصالح مشتركة بالحوار".
وأكد ضرورة "معالجة كيفية إنهاء الحرب (في غزة) سريعا وإطلاق الرهائن والسجناء الفلسطينيين".
وأظهرت بيانات تتبع السفن من شركة إل.إس.إي.جي. اليوم الثلاثاء أن أربع ناقلات تستخدم في نقل شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري استأنفت رحلاتها بعد توقفها لعدة أيام في ظل الهجمات البحرية التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في البحر الأحمر.

وفي سياق متصل قال دبلوماسيون أوروبيون اليوم الثلاثاء إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قدموا دعما مبدئيا لفكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من هجمات حركة الحوثي في البحر الأحمر.

وأضاف الدبلوماسيون أن الهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 فبراير/شباط على أن تبدأ العمل بعدها سريعا.

إيران ودول الخليج جيران وهناك تفاهم على كيفية إيجاد مصالح مشتركة بالحوار

وأعلن الحوثيون اليوم  الثلاثاء استهداف سفينة يونانية قبالة سواحلهم كانت متجهة إلى موانئ إسرائيل بعد ساعات من تقارير عن إصابة ناقلة ترفع علم مالطا، وغداة هجوم مماثل للحوثيين على سفينة أميركية في إطار التوتر المتصاعد في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان مقتضب "نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنية عمليةَ استهدافٍ لسفينةِ زوغرافيا كانتْ متجهةً إلى موانىءِ فلسطينَ المحتلة".

وأضاف أن الاستهداف كان "بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبة وكانتِ الإصابةُ مباشِرة"، مشيرا إلى أن عملية الاستهداف جاءت "بعد رفضِ طاقمِ السفينةِ النداءاتِ التحذيريةِ منها الرسائلُ التحذيريةُ الناريةُ".

وأكد المتحدث مجددا على أن ذلك الاستهداف يأتي "انتصارا لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ للعدوانِ والحصارِ في قطاعِ غزة"، مؤكدا مواصلة "تنفيذِ قرارِ منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أو المرتبطةِ بالعدوِّ الإسرائيلي في البحرينِ الأحمرِ والعربي" و"اتخاذِ كافة الإجراءاتِ الدفاعية والهجوميةِ ضمنَ حقِّ الدفاعِ المشروعِ عن اليمن العزيز".

وكانت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أفادت في وقت سابق إن سفينة شحن بضائع أصيبت بصاروخ في جنوب البحر الأحمر على بعد نحو 76 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الصليف.

وأكد مصدر في وزارة البحرية اليونانية أنه تواصل مع الشركة التي تتبع لها السفينة، وأن الأخيرة أصيبت بصاروخ قبالة السواحل اليمنية.

وأضاف أن الناقلة "زوغرافيا تضم طاقماً مكوناً من 24 فرداً ولا يوجد على متنها بحارون يونانيون... وتعرّضت لأضرار محدودة بعد الاصطدام ولم يصب أي أحد بجروح، ولا تزال صالحة للإبحار، وتواصل رحلتها" ولفت إلى أنها كانت "تُبحر من فيتنام إلى إسرائيل وسيتم إجراء تقييم الأضرار في السويس".

وأدت هجمات الحوثيين، التي يقولون إنها محاولة لدعم الفلسطينيين في الحرب مع إسرائيل، إلى تعطيل حركة التجارة على الطريق الرئيسي بين الشرق والغرب والذي يمر من خلاله حوالي 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية.
وتوعدت جماعة الحوثي الاثنين بتوسيع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأمريكية، وذلك في أعقاب الضربات الأمريكية والبريطانية على مواقعها في اليمن.
وأظهرت البيانات أن ناقلة الغاز الطبيعي المسال "الركيات" استأنفت الإبحار عبر البحر الأحمر وهي متجهة إلى قطر، بعد أن توقفت منذ 13 يناير/كانون الثاني أثناء رحلتها في البحر الأحمر.
كما أظهرت البيانات أن سفن الغارية والحويلة والنعمان المحملة بالغاز الطبيعي المسال القطري تتحرك أيضا لكنها غيرت مسارها لتتجه جنوبا على الرغم من أنها لا تزال تشير إلى قناة السويس كوجهة لها. وعادة ما تتجه شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية التي تمر عبر قناة السويس إلى أوروبا. وكانت الناقلات الثلاث قد توقفت قبالة سواحل عمان منذ 14 يناير/كانون الثاني.
وأظهرت البيانات أن الوقت المقدر لوصول النعمان قد تأخر أيضا لأكثر من أسبوعين حتى الرابع من فبراير/شباط من 19 يناير/كانون الثاني. وتتوقف السفن مؤقتا أو تحول مسارها بعيدا عن البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس، أسرع طريق للشحن من آسيا إلى أوروبا.
وسفن الغاز الطبيعي المسال من بين العديد من السفن التي اضطرت إلى الاتجاه إلى الطريق الأطول حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من ذلك.
ويقدر محللون أن طريق رأس الرجاء الصالح يمكن أن يضيف نحو تسعة أيام إلى الرحلة التي تستغرق 18 يوما من قطر. ومن شأن الطريق الأطول أن يؤدي إلى تأخير التسليم، ولكن مستويات تخزين الغاز في أوروبا جيدة.
وتقدر وكالة ستاندرد اند بورز شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية عبر القناة عند 14.8 مليون طن سنويا، والشحنات الأميركية عند 8.8 مليون طن والشحنات الروسية عند 3.7 مليون طن.
وقال مصدر كبير مطلع على الأمر الاثنين إن شركة قطر للطاقة، ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، توقفت عن إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر رغم استمرار الإنتاج. وفي عام 2023، صدرت قطر أكثر من 75 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وفقا لبيانات إل.إس.إي.جي.، بما في ذلك 14 مليون طن إلى المشترين في أوروبا و56.4 مليون طن إلى آسيا.