قطر تريد لعب دور في سوريا دون تطبيع للعلاقات مع دمشق

وزير الخارجية القطري يرى أنه لا يوجد أي دافع لعودة العلاقات في الوقت الحالي مع النظام السوري، متهما إياه بأنه يستمر في ارتكاب جرائم بحق شعبه.
قطر ترهن تطبيع العلاقات مع سوريا بحل سياسي يرضي جميع الأطراف
الدوحة عادت لتنشيط دورها في سوريا بعد المصالحة الخليجية
تناغم بين الموقفين التركي والقطري من الأزمة السورية

لندن - قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده لا تعتزم تطبيع العلاقات مع سوريا وذلك بعد فوز الرئيس السوري بشار الأسد بفترة رئاسية رابعة الأسبوع الماضي في انتخابات وصفتها المعارضة والغرب بأنها مهزلة.

وكانت الدوحة قد عادت لتنشيط دورها في سوريا بعد المصالحة الخليجية وعودة العلاقات الدبلوماسية مع دول المقاطعة سابقا، لكن ضمن تنسيق وتناغم مع الدور التركي في سوريا.

وأعلنت قبل أشهر أنها مستعدة للعب دور لإنهاء الأزمة على أساس حل سياسي يرضي كل الأطراف من دون أن تتخلى عن دعمها للمعارضة السورية التي سبق وأن دعمتها في ذروة الحرب الأهلية.

واتهمت دمشق مرارا قطر بأنها لعبت دورا تخريبيا بدعم جماعات إرهابية بينها جماعة الإخوان المسلمين وأفرع لتنظيم القاعدة. وتعتبر الحكومة السورية كل جماعات المعارضة "جماعات إرهابية".    

وكانت الدوحة من بين دول في المنطقة، ساندت جماعات المعارضة المسلحة في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ عقد، لكن بعضها مثل الإمارات سعت لتطبيع العلاقات بعد أن استعاد الأسد السيطرة على أغلب مناطق البلاد.

وكان الموقف الإماراتي من إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق مستندا للمنطق والواقع السياسي والميداني وضمن جهود عدم ترك سوريا فريسة للتدخل الإيراني والتركي.

والغياب العربي في سوريا كما هو في العراق سابقا، أتاح لقوى إقليمية مثل إيران وتركيا وأيضا روسيا، الهيمنة والتغلغل في الساحة السورية، فيما لايزال مقترح استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية مثار خلاف وجدل ولم يحظ بعد بإجماع عربي.

وقال وزير الخارجية في مقابلة مع تلفزيون 'العربي' ومقره بريطانيا، أذيعت يوم الجمعة "لم نر أي أفق لحل سياسي يرتضيه الشعب السوري حتى الآن.. لم نر أي تقدم في ذلك. هناك استمرار في نفس النهج والسلوك".

وأضاف الشيخ محمد "لا يوجد لدينا أي دافع لعودة العلاقات في الوقت الحالي مع النظام السوري... النظام السوري يرتكب جرائم بحق شعبه".

وقالت الحكومة السورية إن الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء تظهر أن الأمور في البلاد تسير بصورة طبيعية رغم الحرب التي قتلت مئات الآلاف وشردت 11 مليونا.

وخفضت دول عربية خليجية مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دمشق في 2012 أو أغلقت مقار بعثاتها الدبلوماسية في سوريا بعد حملة الحكومة على الاحتجاجات في بداية الصراع.

وعاودت الإمارات فتح سفارتها في دمشق في أواخر 2018 في محاولة لمواجهة نفوذ دول غير عربية في سوريا مثل إيران التي تدعم مع روسيا الأسد، ومثل تركيا التي تدعم جماعات من المعارضة المسلحة.

ولدى الإمارات قائم بالأعمال في سوريا. وأوفدت سلطنة عمان وهي من الدول العربية القليلة التي أبقت على العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، سفيرا إلى هناك في 2020.

وقال الوزير القطري الذي زار ليبيا الأسبوع الماضي، إن الدوحة تخطط لمعاودة فتح بعثتها الدبلوماسية في طرابلس قريبا.

وأُغلقت السفارة في 2014 عندما أغلقت العديد من البعثات الأجنبية مقارها في العاصمة الليبية مع انقسام البلد بين إدارتين متحاربتين.

ومنذ انتهاء القتال في ليبيا الصيف الماضي، وافقت الفصائل على حكومة وحدة وطنية جديدة مكلفة بتوحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل.