قطر تستضيف جولة مفاوضات جديدة بين طرفي الصراع بالكونغو

المحادثات بين مسؤولين من الكونغو ومفاوضين من حركة 23 مارس لا تزال تواجه بعض العقبات.

 الدوحة - تستضيف الدوحة مسؤولين من الكونغو ومفاوضين من حركة 23 مارس المتمردة المدعومة من رواندا لإجراء محادثات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء القتال المستمر منذ شهور مما أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وفق أربعة مصادر، بينما تسعى قطر إلى ترسيخ مكانتها كوسيط دولي لإرساء السلام، خاصة بعد أن قادت مع مصر والولايات المتحدة مفاوضات بين إسرائيل وحماس توجت بهدنتين تخللهما تبادل أسرى.

وأسفر التقدم السريع لحركة 23 مارس هذا العام عن مقتل آلاف المدنيين ونزوح مئات الآلاف، وتمكن المتمردون من السيطرة على جزء كبير من الحدود الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالقصدير والذهب والكولتان.

وأكد أعضاء الوفدين وجودهم في العاصمة القطرية وقالوا إن اجتماعا مباشرا سيعقد بينهما غدا الأربعاء، لكنهم ما زالوا يناقشون إطار المحادثات.

وطلبت المصادر الأربعة، وهم مسؤولان حكوميان وممثلان عن المتمردين، عدم نشر أسمائهم لأن الوسطاء القطريين طلبوا منهم عدم التحدث إلى الصحفيين.

وعقدت قطر اجتماعا الشهر الماضي بين رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي وكان هذا أول لقاء بين الرئيسين منذ أن شنت الحركة هجومها في يناير/كانون الثاني. وتعد مساعي إجراء محادثات سلام، التي تلت اللقاء، أحدث الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر منذ سنوات وتعود جذوره إلى الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994.

وتسعى قطر إلى تعزيز مكانتها كوسيط لوقف الحروب وتسوية الصراعات، في إطار دبلوماسية تعول على استخدام القوة الناعمة. وقال مصدر مطلع على الوساطة إن الجانبين عقدا اجتماعا سريا في الدوحة في وقت سابق من الشهر للتحضير للمحادثات، لكن المفاوضات، المقرر أن تبدأ الأربعاء، لا تزال تواجه بعض العقبات.

وقال مصدر من المتمردين اليوم الخميس إن "كينشاسا أرسلت مندوبين غير مؤهلين وليس لديهم القدرة على التفاوض" كما قال مسؤول بحكومة الكونغو إن أي حل للصراع سيستغرق عدة أشهر.

وتقول الأمم المتحدة ودول غربية إن كيغالي أمدت الحركة، التي تقودها قبيلة التوتسي العرقية، بالسلاح والقوات وهو ما تنفيه كيغالي التي تقول إن جيشها تصرف دفاعا عن النفس ضد قوات الكونغو وميليشيا رواندية تعمل في شرق البلد بعدما أسسها مرتكبو الإبادة الجماعية التي استهدفت قبيلتي التوتسي والهوتو في رواندا.

ولطالما طلبت الحركة إجراء مفاوضات مباشرة مع كينشاسا، لكن رئيس الكونغو يرفض ذلك ويقول إنها ليست سوى وكيل لرواندا.

ووافقت حكومة الكونغو على إجراء محادثات مباشرة في أنغولا الشهر الماضي، لكن الحركة انسحبت قبل موعد بدئها بيوم، مشيرة إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الحركة ومسؤولين من رواندا.