قطر تشق الإجماع الخليجي والعربي بشأن فك عزلة سوريا

باستثناء الدوحة، تبدي دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية تأييدها لاستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية ضمن مسار تسويات ومصالحات يرسم خارطة علاقات جديدة في الشرق الأوسط.
قطر لا ترى تغييرا يستوجب فك عزلة النظام السوري
معارضة قطر لفك عزلة دمشق لا يبدو أنها تسند لمبررات واقعية
الدوحة كانت من أكثر الدول التي دعمت جماعات متطرفة في سوريا

الدوحة - اعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مقابلة تلفزيونية بثّت مساء الخميس أنّ الحديث عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية "تكهّنات"، مشدّدا على أنّ أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة للدوحة.

وقال لتلفزيون قطر الحكومي "قرار دولة قطر ألا تتّخذ أي خطوة إذا لم يكن هناك حلّ سياسي للازمة السورية"، مضيفا أنه بالنسبة للدول الأخرى "كلّ دولة لها تقييمها وهذا قرار سيادي يخصّهم، لكن دولة قطر هذا موقفها المتمسكة به حتى اليوم والى الآن لا يوجد شيء إلا تكهّنات ولا شيء واضحا مطروح على الطاولة".

وكان رئيس الوزراء القطري يتحدث عشية اجتماع بين دول مجلس التعاون الخليجي الستّ والأردن والعراق ومصر في جدة لمناقشة مسألة عزلة سوريا.

ويشق الموقف القطري من استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، الإجماع العربي والخليجي والحراك الدبلوماسي الذي تقوده السعودية والإمارات ومصر، لكن قد لا يكون له تأثير في مسار مصالحات شاملة محورها في الوقت الراهن إنهاء عزلة دمشق.

وتستضيف السعودية الجمعة الاجتماع في جدة لتبادل وجهات النظر بشأن عودة سوريا إلى الحاضنة العربية، في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية كبرى يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات الشهر الماضي.

وقال دبلوماسي عربي في الرياض مشترطا عدم الكشف عن اسمه إنّ "الغرض من الاجتماع تذليل الخلافات الخليجية حول سوريا قدر الإمكان".

وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن الذي دعمت بلاده المعارضة السورية المعتدلة والإسلامية المتطرفة المسلحة خلال سنوات النزاع "كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ومقاطعة النظام السوري في ذلك الوقت وهذه الأسباب ما زالت قائمة بالنسبة لنا على الأقلّ في دولة قطر".

وأضاف أنّ "الحرب توقفت لكنّ الشعب السوري مازال مهجّرا والناس الأبرياء في السجون. نحن لا نريد فرض حلول على الشعب السوري وهو الذي يجب أن يصل إلى حلّ ويجب أن يكون هناك حلّ سياسي للأزمة السورية".

ومن المتوقع أن تتواصل المحادثات بين الدول التي تقود جهود فك عزلة دمشق والدوحة في قادم الأيام بما يضمن مسار المصالحة الذي تستعد له القمة العربية التي تستضيفها السعودية في 19 مايو/أيار.

وتقول مصادر دبلوماسية إن القمة العربية ستضع على جدول أعمالها عودة سوريا إلى محيطها العربي وهو ما يحتم ضمان عدم وجود اعتراض من قبل دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي على تسوية هذا الملف.

وباستثناء قطر، أبدت دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى تأييدها لفك عزلة سوريا وعودتها للحاضنة العربية.

وترتبط قطر بعلاقات وثيقة مع إيران حليفة النظام السوري كما ترتبط بعلاقات جيدة مع تركيا التي تسعى إلى مصالحة مع دمشق، فيما يرجح أن تتدخل طهران وأنقرة لدى الدوحة لإثنائها عن موقفها المتصلب من عودة سوريا إلى الحضن العربي.

لكن إلى حدّ الآن لا توجد مؤشرات واضحة على أي دور قد تمارسه إيران أو تركيا للمساعدة على ضمان موقف قطري ايجابي يتماشى مع الإجماع العربي من الأزمة السورية.