قطر تعيد ضابطا ساهم في إسقاط القذافي لطرابلس استكمالا لمخطط تركيا

قائد القوات القطرية الخاصة حمد بن فطيس المري كان على رأس القطريين الذين اختارتهم الدوحة للمساهمة في اسقاط حليفها السابق معمر القذافي وقد ظهر وهو يقاتل إلى جانب الميليشيات في طرابلس ويدعم الإرهابي عبدالحكيم بالحاج في 2011.

ليبيا – أثار ظهور قائد القوات القطرية الخاصة حمد بن عبدالله بن فطيس المري مرة أخرى هذا الأسبوع في ليبيا بعد اختفائه خلال السنوات الأخيرة عن الأنظار، جدلا واسعا بين الليبيين الذي عرفوه من خلال مشاركته في القتال إلى جانب الميليشيات ومسلحي جماعة الإخوان بعد الإطاحة بنظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. 

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور المري منددين بعودته "لإستأناف نشاط الدوحة لنشر الإرهاب في ليبيا بعد أن أشرف على اشاعة الدمار والقتل هناك ولُقب بـ"سفاح قطر" منذ العام 2011.

وكان الضابط القطري على رأس القطريين الذي اختارتهم الدوحة للمساهمة في اسقاط حليفها السابق معمر القذافي تحت ذريعة دعم الثوار الليبيين ضد نظامه، حيث ظهر وهو يقاتل إلى جانب ميليشيات تسمى "قوات الواجب" في طرابلس ويقدم الإرهابي والقيادي في تنظيم القاعدة عبدالحكيم بالحاج كزعيم لليبيا بعد الاحتجاجات الشعبية في 2011.

وعمل المري مع بالحاج لتأسيس ما يعرف بـ "كتيبة ثوار ليبيا" التي أثارت الرعب بعنفها وبطشها في ليبيا.

وتداول نشطاء مقاطع فيديو وصور قديمة للمري وهو يحمل السلاح ويرفع علم قطر في باب العزيزية مقر القذافي السابق وأخرى خلال قيادته قوة عسكرية تقوم بإعادة فتح السفارة القطرية في طرابلس.

وأثار رفع المري العلم القطري على نصب الغارة الأميركية في 1986 الموجود في مقر القيادة بباب العزيزية استفزاز الليبيين في 2011.

ويتهم ليبيون المري وبلحاج بسرقة أرشيف أمن الدولة الليبية وأعادت عودة الضابط القطري إلى طرابلس إلى الذاكرة الدور الخطير الذي لعبته الدوحة في ليبيا ودعمها للجماعات الإرهابية والميليشيات التي تمثل أساس الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات وأصبحت ساحة لصراع دولي ينذر بحرب تدفع إليها تركيا بمساعدة حليفتها قطر المتورطة بتهم دعم الإرهاب من قبل جيرانها الخليجيين الذين يقاطعونها منذ 2017. 

كما ذكّر نشطاء على تويتر وفيسبوك بالدور الذي لعبه المري أيضا في اليمن حيث "كان الممثل الميداني للنظام القطري في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة عبر التمويل والتسليح والتدريب والتخطيط وتشكيل خلايا التجسس وشبكات الاغتيال".

وتدعم تركيا بتمويل قطري حكومة الوفاق التي يسطر عليها الإخوان ضد الجيش الوطني الليبي الذي يحارب منذ سنوات الجماعات الإسلامية والإرهابيين في البلاد وقد فاقمت فوضى السلاح تعقيد النزاع في البلاد منذ أن كثفت تركيا إرسال سفن الشحن المحملة بالأسلحة والمرتزقة من الفصائل السورية للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة طرابلس.

وتسائل الكاتب جمال الحربي على تويتر "ماذا يفعل الضابط القطري الموضوع على قوائم الإرهاب حمد بن فطيس المري في العاصمة الليبية طرابلس بعد 9 سنوات من مشاركته على الأرض في إسقاط نظام القذافي وخراب ليبيا؟".

وأضاف مغردا "لمن لا يعرف هذا الرجل الجالس إلى اليمين على طاولة السراج السوداء هو ذات الرجل الذي كان يشاهد في الشوارع الليبية حاملاً سلاحه برفقة الجماعات المتطرفة"، مشيرا إلى أن "حمد بن فطيس متهم دولي بالإرهاب ومطلوب في أكثر من دولة عربية لدوره في زعزعة الاستقرار وتهريب السلاح إلى جماعات إرهابية".

والتقى رئيس ما يسمى بـ"مجلس الدولة الاستشاري" خالد المشري والقياديّ في حزب العدالة والبناء الذراع السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا الإثنين، بوزير الدفاع القطري خالد العطية ووزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس الأركان التركي يشار غولر، في زيارة غير معلنة بحثت سبل تمكين حكومة الوفاق تركيا وقطر من تثبيت تواجدهما العسكري عبر قواعد قارة في ليبيا.

وظهر المري بزي عسكري خلال الاجتماع الثلاثي ورغم أنه من بين الشخصيات العسكرية المهمة بالنسبة للدوحة من حيث المهمات السرية بالغة الأهمية إلا أنه لم يتم ذكر اسمه وهويته للإعلام ضمن الوفود التي زارت طرابلس.

وحذر نشطاء على تويتر من الدور الذي عاد المري للعبه في ليبيا وكتب مغرد على تويتر "حمد المري الضابط القطري الذي قاد الدواعش في ليبيا ابان الحرب على القذافي الأن من جديد يعود لنفس المهمة في ليبيا اين مكافحة داعش وهل بعد هذا كله يتعامى العالم عن كون قطر وتركيا وإيران صانعوا داعش أم الحرب على داعش في الدول العربية ليس مهما".

وقالت صحيفة "المرصد" الليبية إنه "في الذكرى التاسعة لدخوله باب العزيزية.. المرّي يعود إلى طرابلس من بوابة تركيا والوفاق".

يذكر ان الوفدان التركي والقطري التقى أيضا بوزير داخلية الوفاق فتحي باشآغا الذي يعرف برجل تركيا في ليبيا.

وناقش الإجتماع الذي يعد الثاني في غضون شهر بين باشآغا وآكار والعطية حيث اجتمعوا في يوليو الماضي في تركيا، "آخر مستجدّات الأوضاع السياسيّة والعسكريّة في ليبيا" وفقًا لوسائل إعلام تابعة لحكومة الوفاق.

وقالت وسائل إعلام ليبية إن الزيارة انتهت بتوقيع أنقرة والدوحة وطرابلس اتفاقيات لإنشاء قاعدة بحرية في مصراتة وتزويد حكومة الوفاق بمساعدة عسكرية إضافية. كما تنطوي الاتفاقية على إرسال مستشارين عسكريين قطريين إلى الجماهيرية السابقة، وكذلك تدريب مقاتلين ليبيين في مؤسسات الدوحة التعليمية العسكرية.

وحضر اللقاء وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش بالإضافة للسفير القطري لدى ليبيا محمد بن ناصر آل ثاني والسفير التركي سرحات أكسن والوفد المرافق لهما.

وقال النمروش بعد محادثات مع الوفدين التركي والقطري أن الاتفاق يشمل أيضاً "إرسال مستشارين عسكريين إلى ليبيا وإتاحة مقاعد للتدريب في كليات البلدين الشقيقين".

ولم يعطِ المزيد من التفاصيل حول أحكام الاتفاق أو جدوله الزمني.

وبهذه الزيارة مرت الدوحة إلى مرحلة مكشوفة من دعمها لميليشيات طرابلس وجماعة إخوان ليبيا حيث تسعى قطر وحليفتها تركيا إلى إنشاء تحالف عسكري ثلاثي بمساعدة حكومة طرابلس التي دعماها بالسلاح والمرتزقة والتمويل للصمود والمحافظة على نفوذهما في المنطقة.

وأثناء اجتماع عقده رئيس الوفاق فائز السراج مع الوزيرين التركي والقطري الاثنين تم بحث "مستجدات الأوضاع في ليبيا والتحشيد العسكري شرق سرت ومنطقة الجفرة" إلى الجنوب منها، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق.

وتدفع تركيا بمساعدة قطرية حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها لاقتحام مدينة سرت الاستراتيجية الغنية بالنفط والتي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، لكن رغم التحشيد المكثف منذ مدة لم تستطع دخولها فعليا بسبب تحذيرات دولية وتهديد مصر بالتدخل عسكريا حماية لأمنها القومي إذا ما تم تجاوز المدينة التي اعتبرتها "خط أحمر".