قطر تفتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشورى المثيرة للجدل

المرشحون القطريون لانتخابات مجلس الشورى بدأوا منذ يوم الأحد التوافد إلى جامعة قطر عند أطراف الدوحة لتسجيل ترشيحهم في انتخابات جاءت بعد طول انتظار لكن تحمل معها مؤشرات مقلقة بشأن "الوحدة الوطنية" مع تقسيم المجتمع القطري إلى فئات بعضها له الحق في الترشح والتصويت والبعض الآخر يمكنه التصويت فقط وفئة ثالثة تم استبعادها تماما.
الثاني من شهر أكتوبر القادم موعد انتخاب أعضاء مجلس الشورى
فقط أحفاد القطريين الذين كانوا مواطنين عام 1930 لهم الحق في التصويت والترشح

الدوحة- أعلنت قطر فتح باب الترشح لأول انتخابات تشريعية في البلاد من المقرر أن تجرى في الثاني من أكتوبر رغم الجدل وحالة الاحتقان التي أثارها شرط استبعاد أفراد العائلات المجنسة من المشاركة الانتخابات ترشحا وتصويتا، في وقت تسعى فيه قطر إلى تجميل سجلها الحقوقي أمام العالم مع اقتراب موعد مونديال قطر 2022.

وكانت انتخابات مجلس الشورى المكون من 45 مقعدا التي نص عليها دستور عام 2004 قد أرجئت بشكل متكرر في عهد الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني ثم في عهد الشيخ تميم بن حمد. وظل أعضاء المجلس يعيون مباشرة من قبل أمير البلاد.

وفق شروط القانون الانتخابي، يحق لحاملي الجنسية قطرية التي يعود اكتسابها إلى ما قبل سنة 1930 الترشّح والتّصويت ويحقّ للأفراد من المجنسين المولودين في قطر وجدّ كل منهم حاصل على الجنسية القطرية الانتخاب دون، أما المجنّسين حديثا فلا يحق لهم لا الترشّح ولا الانتخاب.

واقترح خبراء أن يكون ممثلي المجموعات المستبعدة من بين أولئك الذين يقوم الأمير بتعيينهم بشكل مباشر. وسيحتاج مجلس الشورى الجديد المنتخب إلى غالبية كبيرة جدا لتعديل قانون الأهلية للترشح ليشمل العائلات القطرية المجنسة.

أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأحد مرسوما حدد فيه الثاني من شهر أكتوبر موعدا لانتخاب أعضاء مجلس الشورى. وتوافد المرشحون إلى جامعة قطر عند أطراف الدوحة وغالبيتهم من الذكور لتسجيل ترشيحهم في إحدى القاعات. اوسيخضع المرشحون لتدقيق من قبل وزارة الداخلية فيما يتعلق بالسجل الجنائي للمرشح إضافة إلى التحقق من جنسيته القطرية.

وقالت المرشحة لينا ناصر الدفع التي درست القانون لوكالة فرانس برس "انتظر الانتخابات منذ سنوات"، مضيفة "لا شيء صعبا أمام النساء (...) نحن عنصر فاعل في قطر". وتستمر عملية التسجيل حتى الخميس، كما أنه من المقرر أن تبدأ الحملات الانتخابية الشهر المقبل.

وقال لحدان بن عيسى الحسن المهندي الذي يسعى للترشح في دائرة الخور والذخيرة "إجراء الانتخابات في قطر يعطيني فرصة للمساهمة في خدمة هذا البلد الذي أنفق على تعليمي حتى نلت شهادة الماجستير.

من جهته دعا رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني المواطنين إلى "المشاركة الإيجابية" في هذه الانتخابات الأولى في تاريخ قطر، مشيرا إلى أن الانتخابات يجب أن تحافظ على "الوحدة الوطنية"، وهو أمر يشكك فيه متابعون اعتبروا أن شرط التمييز والتفريق باستبعاد المجنسين سيقسم المجتمع القطري.

ووجدت قبيلة آل مرة التي تذهب بعض التقديرات إلى أنّ عدد أفرادها يتجاوز الأربعين في المئة من حملة الجنسية القطرية، أنّ استبعادها من المشاركة في الانتخابات استكمال لمحاولات قديمة لإقصائها.

وتناقل نشطاء على تويتر فيديوهات قال ناشروها إنها احتجاجات على قانون الانتخابات، كما تضمنت بعض المقاطع تدخلا من قوات الأمن التي يحمل معظمها جنسيات عربية وجنسيات أخرى واقتحامات لتجمعات ومجالس، فيما ترددت تغريدات أخرى تشير إلى تعرض مواطنين للضرب والاعتقال.

وحاولت السلطات القطرية تطويق الاحتجاجات وحصرها في أفراد من القبيلة التي أحيل بعض أنبائها إلى النيابة العامة بتهمة "نشر أخبار غير صحيحة وإثارة النعرات العنصرية والقبلية"، فيما يقول خبراء إن الوضع يتجاوز قبيلة آل مرة ليشمل اعتراض عدد كبير من القطريين الذين يرون في هذه الانتخابات ممارسة شكلية ستحرص الدوحة على إجراءها مهما كلف الأمر لأنها بحاجة إلى التجمل وارتداء عباءة الديمقراطية مع اقتراب موع المونديال المثير للجدل بدوره.

ولمجلس الشورى سلطة الموافقة على الميزانية الوطنية والتصويت بحجب الثقة عن وزراء مجلس الوزراء، وكذلك صياغة التشريعات والتصويت عليها. لكن كل ما تتم الموافقة عليه أو التصويت له سيطلب موافقة الأمير ليصبح أمرا نافذا.