قطر تقحم أزمتها في تشكيل الناتو العربي

وزير الخارجية القطري يبالغ في تقدير أثر الأزمة على بناء التحالف الأمني الإقليمي المرتقب رغم ان الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة تجاوزت الأزمة التي لم تكن مطروحة أساسا على جدول أعمال الاجتماع في نيويورك.
الوزير القطري يتجاهل الحديث علنا ضد 'الدولة الشريفة'
الخارجية الأميركية: جميع المشاركين وافقوا على ضرورة مواجهة إيران

لندن – بالغت قطر في تقدير أثر أزمتها مع جيرانها على تشكيل التحالف الأمني الإقليمي الذي تدفع باتجاهه الولايات المتحدة لمواجهة التطرف والسلوك الايراني في الشرق الأوسط.
ولا تبدو المقاطعة العربية لقطر عائقا امام بناء التحالف الذي يضم دول الخليج ومصر والاردن. وأيضا لم تكن المقاطعة مطروحة على جدول اعمال الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية هذه الدول مع نظيرهم الأميركي في نيويورك.
خلال الاجتماع، ركز وزير الخارجية القطري الشيخ محـمد بن عبدالرحمن آل ثاني على المقاطعة العربية التي بدأت صيف العام الماضي بسبب تورط الدوحة في دعم الارهاب والتقرب من ايران.
واعتبر الوزير القطري إن مصداقية التحالف في خطر ما لم يتم حل النزاع. وهو الذي وصفته السعودية والامارات سابقا بأنه قضية صغيرة ولا يمثل أولوية في مباحثات الدول العربية مع الولايات المتحدة لبناء ما بات يعرف بـ"الناتو العربي".
وفي حين لم يتطرق الى ضرورة مواجهة ايران، قال الشيخ محمـد "فيما يتعلق بالتحالف وتشكيل التحالف، في ظل تجاهل الشقاق داخل مجلس التعاون الخليجي، لا نعتقد أنه سيتشكل بشكل فعال". وأضاف "هناك تحد حقيقي بين الدول وعلينا أن نتعامل مع هذا التحدي من أجل اثبات مصداقية هذا التحالف. ونعتقد بوجود فرصة هنا".
لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في بيان أن "جميع المشاركين في اللقاء" كانوا "متفقين على ضرورة مواجهة التهديدات التي تمثلها إيران" والتي وصفتها قطر في السابق بأنها "دولة شريفة".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر ناورت "أجرى الوزير ووزراء الخارجية مناقشات بناءة بشأن تشكيل التحالف الاستراتيجي بالشرق الأوسط بقيادة مجلس موحد للتعاون الخليجي لدعم الرخاء والأمن والاستقرار في المنطقة".

أزمة قطر ليست أولوية
أزمة قطر ليست أولوية

وكانت الولايات المتحدة تخطط لعقد قمة في أكتوبر/تشرين الأول لمناقشة هذا الأمر لكن القمة تأجلت لعدة أشهر. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن واشنطن لا تزال تخطط لعقد القمة في موعد لاحق.
وفي حديث مع وكالة رويترز للأنباء هذا الأسبوع وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مقترح التحالف بأنه "مبشر للغاية" وينم عن "الالتزام الأميركي تجاه المنطقة وحلفائها وهذا أمر مهم للغاية في نظام دولي غير مستقر".
لكنه أضاف أن نزاع الخليج "ليست له أولوية" في إشارة إلى أنه لا توجد مساع دبلوماسية لحل الخلاف وأنه لن يؤثر على التحالف.
وقال قرقاش ان "أزمة قطر ليست لها أولوية ولا علاقة لها بقدرتنا على تكوين جبهة موحدة وأن نكون طرفا فاعلا في تحالف أكبر تقوده الولايات المتحدة".
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات وروابط السفر والتجارة مع قطر في يونيو/حزيران 2017. وحاولت الولايات المتحدة دون جدوى التوسط في النزاع. وهي حليف لدول مجلس التعاون الخليجي الست كما أن قطر هي مقر قاعدة العديد الأميركية الكبيرة.
وواشنطن التي لم تنجح حتى الآن في دفع مجلس التعاون الخليجي إلى الانعقاد يبدو أنها تريد تجاوز هذا الإطار وتسعى إلى بناء التحالف الاقليمي.