قطر تلعب ورقة حماس لدعم نفوذها في المنطقة

زيارة هنية إلى الدوحة قادما من أنقرة تثير مخاوف من نوايا المحور التركي القطري لتوظيف الملف الفلسطيني بهدف تأجيج الأوضاع في اطار مساعي حثيثة لتدعيم الهيمنة في عدد من الاقطار العربية.

الدوحة - تسعى قطر إلى توظيف علاقاتها مع حركة حماس وذلك لاستغلال القضية الفلسطينية في ظل عزلة متصاعدة تشعر بها في المنطقة مع استمرار أزمتها رغم حديث عن محاولات لايجاد حلول.
وفي هذا الاطار قالت حركة "حماس"، الإثنين، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني في الديوان الأميري بالدوحة.
جاء ذلك في إطار زيارة وفد الحركة، برئاسة هنية، التي بدأها الأحد، للعاصمة القطرية الدوحة، حسب بيان صدر عن الحركة.
وقالت حماس، في بيانها إن "قيادة الحركة قدّمت شرحا حول آخر التطورات السياسية، وعلى رأسها قضية القدس، والاستيطان، واللاجئين، والمخاطر المحدقة بالقضية ومحاولات تصفيتها سياسا".
وثمّن هنية الدور القطري الداعم لجهود الحركة في اطار التحالف بين حماس والدوحة.
وناقش وفد الحركة تطورات "ملف الانتخابات الفلسطينية، ومتطلبات نجاحها، وصولا إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية الرسمية على قاعدة الشراكة وأسس الديمقراطية".

من جانبها، قالت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، الاثنين، إن "أمير قطر استقبل هنية في مكتبه بالديوان الأميري".

وبيّنت أن هنية استعرض، خلال اللقاء، آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، خاصة معاناة الشعب بغزة من الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الـ(13) على التوالي.
وكانت "حماس" وافقت على إجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها انتخابات رئاسية في مدة أقصاها 3 شهور.
وأرسلت الحركة مؤخرا، موافقتها الرسمية والمكتوبة، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أجل إصدار المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات، والذي لم يصدر حتى اليوم.
وعقدت آخر انتخابات رئاسية فلسطينية عام 2005، فيما أجريت آخر انتخابات تشريعية في 2006.
وفي 8 ديسمبر/كانون أول الجاري، وصل هنية إلى تركيا، قادما من مصر، في إطار جولته الخارجية، التي يجريها للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسا لحماس في مايو/ أيار 2017.
ويسعى المحور التركي القطري لاستغلال القضية الفلسطينية في ظل تراجع نفوذه في عدد من الملفات في المنطقة وتاتي الزيارة المكوكية لهنية الى الدوحة وأنقرة في اطار خطط محتملة لتأجيج الوضع في غزة واستثمار ذلك سياسيا.
وكشفت تركيا المدعومة من قطر و نواياها في بسط هيمنتها ونفوذها في عدة اقطار عربية بعد اجتياحها لشمال السوري في اكتوبر/تشرين الاول والتهديد المستمر بالتدخل العسكري لصالح حكومة الوفاق الليبية.
وجاءت زيارة الوفد الفلسطيني بعد اكثر من أسبوعين من هجوم إسرائيلي استهدف قطاع غزة وادى الى مقتل عدد من الفلسطينيين وجرح عدد اخر وذلك بعد ان قامت  حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل ردا على اغتيال بهاء ابوالعطاء القيادي البارز في سرايا القدس.
كما تاتي الزيارة بعد فترة وجيزة من اعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير شرعية، في أحدث تحوّل مؤيد لإسرائيل في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط.