'قطر غيت' تطيح بالمزيد من النواب الاوروبيين

لجنة الشؤون القانونية ستنظر في طلبات رفع الحصانة في فضيحة فساد وشراء نفوذ متعلقة بقطر قدمها محققون بلجيكيون وستسعى لاختتام عملها خلال شهر.
النظر في رفع الحصانة عن نائبين ايطالي وبلجيكي ينتميان للتيار الديمقراطي الاشتراكي
قضية الفساد ستكشف عن مزيد من التطورات والمتورطين

بروكسال - انفتحت فضيحة الفساد في البرلمان الأوروبي التي يقول المحققون انها على صلة بقطر بينما تنفي هي ذلك، على المزيد من المفاجات مع التحاق نائبين آخرين بقائمة المشتبه بتلقيهم اموالا من الدوحة للتأثير على صناع القرار في المؤسسة التشريعية الأوروبية وتلميع صورة الامارة الخليجية في ذروة تعرضها لموجة انتقادات غربية بسبب سجل حقوق الإنسان قبل وأثناء مونديال 2022.

واتسعت قائمة المشتبه بهم لتشمل النائبين الإيطالي أندريا كوزولينو والبلجيكي مارك تارابيلا مع بدء البرلمان الأوروبي اجراءات رفع الحصانة عنهما تمهيدا لاحالتهما على التحقيق. 

وبدأ البرلمان الأوروبي الاثنين إجراء يستمر لمدة شهر للنظر في طلب رفع الحصانة من الملاحقة القضائية عن االنائبين حيث أوضحت رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا أمام البرلمان في ستراسبورغ إن السلطات البلجيكية طلبت رفع الحصانة عن كوزولينو وتارابيلا وكلاهما ينتمي للتيار الديمقراطي الاشتراكي من يسار الوسط.
وستنظر لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان في طلبات رفع الحصانة وستسعى لاختتام عملها خلال شهر بما يسمح للبرلمان بالتصويت على الأمر خلال جلسة ستعقد في منتصف فبراير/شباط بحضور جميع الأعضاء.
وينكر كوزولينو وتارابيلا، من خلال محاميهما، ارتكاب أي مخالفة ويقولان إنهما مستعدان للتنازل عن حصانتهما والرد على أسئلة السلطات البلجيكية.
وتُحتجز النائبة السابقة في البرلمان الأوروبي اليونانية إيفا كايلي والنائب السابق في البرلمان الإيطالي بيير أنطونيو بانزيري واثنان آخران حاليا في بلجيكا بتهمة التورط في قضايا فساد وغسل أموال بعد ما أثير عن تلقيهما أموالا من قطر.
ونفت قطر وكايلي ارتكاب أي مخالفات بينما رفض محامي بانزيري التعليق.
واعترف صديق كايلي، فرانشيسكو جيورجي، المحتجز أيضا بتلقيه رُشا وقال إنه يشتبه في أن تارابيلا تلقى أموالا من قطر أيضا، وفقا لما صرح به مصدر مقرب من التحقيق. 
وقال محامي تارابيلا إن موكله زار قطر مرتين وكان واضحا تماما بشأن زياراته لمواقع البناء ومعسكرات العمال هناك في إطار تركيزه على معالجة قضايا حقوق الإنسان والعمالة وحرية التعبير.
وسيختار البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع عضوا آخر ليحل محل كايلي في منصب نائب رئيس البرلمان الأوروبي.
واعتبرت أمينة المظالم في الاتحاد الأوروبي إميلي أورايلي أن فضيحة الفساد يجب أن تشكل فرصة لإحداث تغيير حقيقي لثقافة العمل داخل الهيئة الأوروبية الوحيدة المنتخبة.
وقالت على هامش جلسة عامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، "سيتم وضع قواعد جديدة على الأرجح، وسيتوجب معرفة ما إذا كانت تُطبَّق بالفعل، إنه لأمر مهم".
وأضافت "ثم، يجب رؤية ما إذا كان هناك تغيير في ثقافة" العمل.
وتابعت "إذا كانت هناك ثقافة تسمح بضمان أن النواب يعملون فقط من أجل المصلحة العامة وليس لمصالح خاصة سواء كانت مصالحهم أو مصالح أفراد آخرين أو شركات أو دول، فلن يحدث" هذا النوع من الممارسات.
وأقرّت أورايلي بأن هذه الآلية تستغرق وقتًا، معتبرةً أنه من الضروري أن ينتهز البرلمان - رئيسته وكذلك رؤساء الكتل السياسية المختلفة - هذه الفرصة "للمضي قدمًا بإصلاحات فعليّة".
وأوضحت أن "غالبية النواب الأوروبيين لديهم أخلاقيات عمل حقيقية، لكن القواعد مرنة جدًا، وفي بعض الأحيان لا يتم تطبيقها، بحيث يمكن لمن يريدون التصرف بطريقة غير شريفة فعل ذلك".
وأورايلي مسؤولة عن هيئة مستقلة تعمل على مساءلة المؤسسات الأوروبية بشأن عملها.
وأكدت انه "رغم أن أسلوب الفساد الذي نتحدث عنه مع فضيحة "قطر غايت" له جانب مذهل مع العثور على التذاكر والحقائب وما إلى ذلك، فإن الفساد يحدث على مستويات مختلفة جدًا ولا يمكن رؤية كلّها بالعين المجردة مثل ما شاهدنا في الأسابيع الأخيرة على التلفزيون".