قطر قائما بأعمال الولايات المتحدة في أفغانستان

وفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأميركية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأميركية ومع بعثتها الدبلوماسية في الدوحة.
بلينكن: قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان
قطر لعبت دورا أساسيا في اتفاق فبراير بين واشنطن وطالبان
واشنطن وعواصم غربية أخرى تتفادى الاعتراف بـ"شرعية" حكومة طالبان

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة.

وقال بلينكن لدى استقباله نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في واشنطن إنه سيوقع اتفاقا "يرسّخ دور قطر كقوة حماية لمصالح الولايات المتحدة في أفغانستان"، حيث ستؤسس الدولة الخليجية قسما لرعاية المصالح الأميركية في سفارتها في كابول.

وقال بلينكن لوزير الخارجية القطري "دعني أكرر تعبيري عن امتناني لقيادتكم ودعمكم في أفغانستان وألفت إلى أن شراكتنا أوسع من ذلك بكثير".

ولعبت قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية رئيسية، دورا أساسيا في الدبلوماسية وعمليات الإجلاء مع إسدال الولايات المتحدة الستار على وجودها العسكري في أفغانستان الذي استمر 20 عاما.

ومر حوالي نصف الغربيين والأفغان المتحالفين مع الغرب الذين تم إجلاؤهم مع الانسحاب الأميركي وعددهم بالمجموع 124 ألفا عبر قطر.

واستضاف القطريون في وقت سابق المفاوضات بين واشنطن وطالبان التي أفضت إلى اتفاق فبراير/شباط 2020 الذي نص على الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، نقلت الولايات المتحدة عمليات سفارتها في كابول إلى قطر.

وأغلقت واشنطن سفارتها في العاصمة الأفغانية التي كانت من بين أكبر بعثاتها الدبلوماسية في العالم في اغسطس/اب بعدما اتضح أن الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت مدعومة من الغرب توشك على الانهيار، ليدمّر الدبلوماسيون المواد الحساسية وينزلوا العلم.

ورغم حكم طالبان المتطرف بين العامين 1996 و2001 وخوض الحركة حربا ضد واشنطن استمرت سنوات، أبدى المسؤولون الأميركيون تفاؤلا حذرا حيال إمكانية التعامل مع طالبان. وأشاروا إلى أن عناصرها يطبّقون بالمجمل تعهّداتهم بشأن السماح للناس بمغادرة البلاد.

لكن الولايات المتحدة استبعدت أي اعتراف فوري بنظام الحركة أو إعادة فتح سفارتها في كابول، مشيرة إلى أنها تفضل الانتظار لمعرفة إن كانت طالبان ستلتزم بتعهداتها في قضايا أخرى بينها طريقة تعاملها مع النساء ومنع القاعدة من التأسيس لعملياتها في أفغانستان.

وقبل إعلان بلينكن، كان صرح مسؤول أميركي كبير قد كشف لرويترز أن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على أن تمثل الدوحة المصالح الدبلوماسية لواشنطن في أفغانستان، وهي خطوة تعتبر علامة مهمة على إمكانية التواصل المباشر بين واشنطن وكابول في المستقبل بعد حرب دامت 20 عاما.

والاتفاق الذي وقعته الدوحة مع واشنطن سيمنحها القيام بدور "القوة الحامية" للمصالح الأميركية للمساعدة في تسهيل أي تواصل رسمي بين الإدارة الأميركية وحكومة طالبان في أفغانستان والتي لا تعترف بها الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أفغانستان بعد تقدم خاطف في أغسطس/آب تزامن مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.

وتتردد الكثير من البلدان ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسميا بطالبان التي يقول منتقدوها إنها لم تف بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.

لكن مع اقتراب الشتاء يدرك العديد من البلدان الحاجة إلى المزيد من التواصل للحيلولة دون تحول الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفقر المدقع إلى كارثة إنسانية.

ووفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر/كانون الأول، ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأميركية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأميركية ومع بعثة أميركا الدبلوماسية في الدوحة.

وستساعد قطر الولايات المتحدة في توفير خدمات قنصلية محدودة إلى المواطنين الأميركيين وحماية المصالح الأميركية في أفغانستان.

وأوضح المسؤول الأميركي أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر وتوفير خدمات توثيق للأوراق وتقديم معلومات والمساعدة في حالات الطوارئ.

وتابع أن مقر قسم المصالح الأميركية سيكون في منشآت محددة في نفس المجمع في كابول الذي استخدمته السفارة الأميركية قبل تعليق العمليات، مضيفا أن قطر ستتولى مهمة مراقبة بنايات المجمع وإجراء دوريات أمنية.

وبحسب المسؤول الأميركي ذاته فإن قطر ستواصل مؤقتا، بموجب اتفاق منفصل، استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وكذلك أفراد أسرهم المؤهلين لذلك. وقال "سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة في قاعدتي السيلية والعديد الجويتين".