قطع العلاقات لا يمنع ملك المغرب من تقديم العزاء في وفاة بوتفليقة

الملك محمد السادس يبعث 'برقية تعزية ومواساة' إلى الرئيس تبون رغم التوتر والخلافات بين البلدين.
الملك محمد السادس يشير في برقية التعزية الى روابط بوتفليقة بالمغرب

الرباط - بعث ملك المغرب محمد السادس السبت "برقية تعزية ومواساة" إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إثر وفاة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وقد "أعرب جلالة الملك، بهذه المناسبة الأليمة، للرئيس الجزائري ومن خلاله لعائلة الفقيد وللشعب الجزائري الشقيق، عن أحر التعازي وأصدق المواساة"، حسب ما جاء في البرقية، في وقت يمر البلدان المجاوران بأزمة دبلوماسية خطرة.
وبوتفليقة الذي بقي رئيسا للجزائر 20 عاما (1999-2019) وسجل رقما قياسيا في مدة الحكم، توفي عن 84 عاما الجمعة.
وأضاف ملك المغرب في برقيته "أستحضر الروابط الخاصة التي كانت تجمع الفقيد بالمغرب، سواء خلال فترة النشأة والدراسة بمدينة وجدة، أو في مرحلة النضال من أجل استقلال الجزائر الشقيقة. كما يسجل التاريخ أنه طبع مرحلة هامة من تاريخ الجزائر الحديث".
وقال الملك "علمتُ، ببالغ التأثر والأسى، بنبأ وفاة المشمول بعفو الله، رئيس الجمهورية السابق بوتفليقة".
ويرى مراقبون ان ملك المغرب يعطي اهمية خاصة للجوانب الإنسانية بغض النظر عن الخلافات السياسية.
كانت الجزائر أعلنت في 24 آب/أغسطس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط لاتهامها بارتكاب "أعمال عدائية" بعد أشهر من التوتر بين الدولتين كما اتهمت السلطات الجزائرية الرباط بالتورط في حرائق الغابات الأخيرة لكن الحكومة المغربية نفت التهم.
وأعرب المغرب عن "الأسف لقطع العلاقات الدبلوماسية غير المبرّر إطلاقا"، مؤكدا أنه "يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها".
وتشهد علاقات الجارين توترا منذ عقود، خصوصا بسبب ملف الصحراء المغربية الشائك حيث تدعم الجزائر الانفصاليين فيما حققت الرباط نجاحات دبلوماسية باعتراف عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة بسيادة المغرب على اقليم الصحراء.
وكان العاهل المغربي محمد السادس دعا نهاية تموز/يوليو تبون إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويا على تطوير العلاقات الأخوية". فيما شددت الحكومة الجزائرية انها لا تقبل دعوات الحوار لإعادة العلاقات الدبلوماسية.
وحاولت دول مثل مصر وفرنسا التوسط لانهاء الأزمة بين المغرب والجزائر لكن يبدو ان الخلافات باتت عميقة مع إصرار الجزائر على توتير الأجواء لتصدير أزماتها الداخلية.
وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر عام 1976 بعد دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وكانت الحدود أغلقت رسميا بين الدولتين في 16 آب/أغسطس 1994.