قطع العلاقات مع الإمارات يعكس تخبط فريق البرهان

حكومة البرهان تعلن الإمارات 'دولة عدوان' وسحب السفارة السودانية والقنصلية العامة من أبوظبي.

الخرطوم - يعكس إعلان السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، تخبط وارتباك فريق رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، فيما يأتي هذا القرار بعد يوم من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى التي رفعتها الخرطوم ضد أبوظبي بزعم أنها قدمت دعما لقوات الدعم السريع، بعد أن تأكد بما لا يدع أي مجال للشك أنها باطلة، فيما كان القرار الصادر عن أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة  متوقعا، خاصة وأن أبوظبي كشفت بالدليل القاطع أن اتهامات الحكومة السودانية لا تعدو أن تكون مجرد حملة تضليلية.

وتلا وزير الدفاع السوداني إبراهيم ياسين بيانا تضمّن قرارات مجلس الأمن والدفاع وفيها "إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عدوان وقطع العلاقات الدبلوماسية معها وسحب السفارة السودانية والقنصلية العامة من الإمارات".

واتهمت الخرطوم في البيان قوات الدعم السريع باستخدام أسلحة إماراتية في هجماتها الأخيرة على بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة السودانية.

ودحضت الإمارات في أكثر من مرة وفي العديد من المحافل الدولية المزاعم التي أطلقها فريق البرهان بهدف التشويش على الجهود التي قادتها من أجل وقف الحرب وتسوية الأزمة بما يؤدي إلى تأسيس الدولة السودانية الجديدة.

ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقفت أبوظبي على نفس المسافة الفاصلة بين طرفي النزاع ودعت مرارا إلى الحوار، معتمدة على دبلوماسية هادئة تدفع باتجاه تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراعات الإقليمية بعيدا عن المزايدات السياسية أو التدخل في الشؤون الداخلية.

وأقامت مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الإمارات إلى السودان بالإضافة إلى عدة مبادرات تمويلية الدليل على حرص أبوظبي على التخفيف من حدة الكارثة المترتبة على الحرب التي أعادت البلاد سنوات إلى الوراء.

وفي أكثر من مناسبة، نفت الإمارات تقديمها أي دعم لقوات الدعم السريع وشددت على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للسودان.

ومنذ الأحد، استهدفت طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع عدة مواقع حيوية في بورتسودان المطلة على البحر الأحمر بينها مطار المدينة وميناؤها البحري ومحطة الكهرباء ومستودع الوقود الرئيسيان.

وقال بيان مجلس الأمن والدفاع "ظل العالم بأسره يتابع ولأكثر من عامين جريمة العدوان على سيادة السودان ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه من دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر وكيلها المحلي مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة".

وأضاف أن الإمارات "صّعدت دعمها وسخرت المزيد من امكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة إستراتيجية متطورة".

وأكد البيان احتفاظ السودان "بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين واستمرار وصول المساعدات الإنسانية".

ورفضت محكمة العدل الدولية الاثنين دعوى رفعها السودان ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية في حقّ قبيلة المساليت من خلال دعمها لقوات الدعم السريع.

وأكدت وزارة الخارجية السودانية اليوم الثلاثاء احترام قرار المحكمة مشيرة في بيان الى أن "رفض الدعوى.. لا يمكن أن يفسر قانونيا بأنه نفي للانتهاكات ولا يمثل بأي حال حكما ببراءة دولة الإمارات".

وأسفرت الحرب الدائرة منذ عامين عن مقتل مئات الآلاف من السودانيين ونزوح 13 مليونا ما تسبب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم وفق الأمم المتحدة.