قفزة طبية جديدة باحياء عيون بشرية ميتة

علماء ينجحون في تنشيط خلايا ميتة لعين بشرية من متبرع توفي قبل خمسة ساعات، في انجاز طبي يحمل بشرى لعمليات الزرع.

واشنطن - نجح علماء أميركيون في احياء عين بشرية "ميتة"، في انجاز طبي يحمل بشرى للآلاف من منتظري الحصول على فرصة للرؤية النور مجددا عبر عملية زرع.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "نايتشر"، قام الباحثنون بتنشيط خلايا ميتة لعين بشرية من متبرع توفي قبل خمسة ساعات.

وتخالف إعادة نشاط خلايا ميتة لعين بشرية الاعتقاد السابق أن موت الجهاز العصبي المركزي لا رجعة فيه، ما يعيد إثارة قضية الموت الدماغي ويضعها على طاولة البحث العلمي مجدداً.

وأجرى الفريق قياسا لنشاط في خلايا شبكية ميتة لدى مجموعة من البشر والفئران، فلاحظوا أن هناك تعديلات قد طرأت على بيئة الأنسجة ما مكنها من إعادة قدرة تلك الخلايا على العمل بعد ساعات.

كما أوضحت النتائج أن شبكية العين بعد الوفاة يمكن أن ترسل إشارات كهربائية محددة، تعرف باسم الموجات البائية بعد تحفيزها بالضوء.

نتائح تثير التساؤل عما إذا كان موت الدماغ أمرا لا رجوع فيه حقا

وتشكل هذه الخلايا العصبية جزءاً من الجهاز العصبي المركزي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي، مما يوفر إمكانية استعادة الخلايا الأخرى في الجهاز العصبي المركزي بالمثل، وربما إعادة الوعي.

وقال مؤلفو الدراسة إنها تثير التساؤل عما إذا كان موت الدماغ، كما يُعرَّف حالياً، أمراً لا رجوع فيه حقاً.

بدورها، شرحت عالمة الطب الحيوي فاطمة عباس من جامعة يوتا، أن الفريق تمكن من إيقاظ خلايا المستقبلات الضوئية في بقعة في شبكية العين المسؤولة عن الرؤية المركزية.

وتابعت أن العين التي تم الحصول عليها بعد خمس ساعات من وفاة المتبرع بالأعضاء، استجابت خلاياها للضوء الساطع والأضواء الملونة وحتى ومضات الضوء الخافتة للغاية، وفق قولها.

وتمكن الفريق في التجارب المبكرة من إنعاش الخلايا الحساسة للضوء، لكنه كافح لحملها على التفاعل مع بعضها بعضا.

وسرعان ما أدرك الباحثون أن نقص الأكسجين كان الدافع وراء ذلك، لذا صمموا وحدة نقل خاصة يمكنها إعادة الأوكسجين والمواد المغذية الأخرى إلى العين بمجرد إزالتها من المتبرع.

كما تشتمل الوحدة أيضاً على أقطاب كهربائية يمكن توصيلها بكلا جانبي الشبكية لمراقبة الإشارات الكهربائية، بالإضافة إلى نظام تحفيز ضوئي.

يذكر ان شبكية العين الحية تصدر عادة مثل هذه الإشارات، وتشير إلى التواصل بين جميع طبقات الخلايا التي تسمح لنا بالرؤية.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تستجيب فيها عيون المتبرعين البشر المتوفين للضوء بهذه الطريقة.