قفزة في أسعار الوقود تعمق معاناة اللبنانيين

أسعار البنزين في لبنان تصعد إلى 20.4 بالمئة وسط تدهور في سعر صرف الليرة في وقت يعاني فيه الشارع اللبناني شحا في الوقود ما تسبب بإغلاق معظم المحطات بينما تشهد البقية طوابير انتظار.

بيروت - صعدت أسعار الوقود المباع في السوق اللبنانية، بنسبة وصلت إلى 20.4 بالمئة اعتبارا من الأربعاء، مقارنة بنظيرتها المعلنة خلال الأسبوع الماضي، وسط تدهور في سعر صرف العملة المحلية (الليرة)، وهي قفزة ستعمق معاناة اللبنانيين الذين يعيشون منذ أكثر من سنتين على وقع أسوأ أزمة اقتصادية لم تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية (1975-1990).

وجاء في وثيقة صادرة عن وزارة الطاقة والمياه، اليوم أن سعر صفيحة البنزين (20 ليترا) صنف 95 أوكتان الأكثر شعبية، صعد 17.2 بالمئة إلى 71.6 ألف ليرة (47.5 دولارا وفق السعر الرسمي).

في المقابل صعد سعر صفيحة البنزين صنف 98 أوكتان 17.3 بالمئة، إلى 73.8 ألف ليرة (48.8 دولارا).

بينما زاد سعر صفيحة الديزل (السولار) 20.4 بالمئة إلى 55.5 ألف ليرة (36.75 دولارا).

يأتي هذا بينما يعاني لبنان منذ أسابيع شحا في الوقود، ما تسبب بإغلاق معظم المحطات، فيما تشهد البقية طوابير انتظار طويلة.

وتبلغ تكلفة برنامج الدعم اللبناني للمواد الأساسية، نحو 6 مليارات دولار سنويا، يذهب نصفها للوقود.

والأسبوع الماضي أصيب 12 شخصاً بجروح جراء مواجهات بسكاكين وعصي أثناء تزاحم على تعبئة الوقود في بلدة دير الزهراني جنوبي البلاد.

ويعود سبب شح الوقود إلى عدم وفرة النقد الأجنبي اللازم لاستيراد كميات كافية لحاجة السوق المحلية، وسط انهيار أسعار الصرف لمتوسط 17.5 ألف ليرة لكل دولار في السوق السوداء، مقابل 1510 رسميا.

ويشهد لبنان منذ خريف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس/آب وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.

ويحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة منذ أشهر، كما فقدت العملة المحلية أكثر من تسعين بالمئة من قيمتها في الوقت الذي لا يزال المصرف المركزي يزوّد المستوردين بالدولار لتغطية جزء من كلفة الاستيراد، وفق السعر الرسمي.

وعلى وقع شحّ احتياطي المصرف المركزي من العملة الصعبة، شرعت السلطات منذ أشهر في السعي الى ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية، لتبدأ تدريجاً من دون إعلان رسمي رفع الدعم عن سلع عدة، ما زاد من معاناة اللبنانيين، في واحدة من أسوأ الازمات الاقتصادية والمالية في العالم بحسب البنك الدولي.