قفزة قياسية لمعدل الفقر في إيران تنذر باشتعال الجبهة الاجتماعية
طهران - في الوقت الذي تنفق فيه إيران مليارات الدولارات في تمويل وكلائها في المنطقة وفي الوقت الذي دفعت فيه بكل ثقلها المالي والعسكري دعما للنظام الرئيس السوري بشار الأسد، يواجه المجتمع الإيراني معضلة آخذة في التفاقم تتعلق أساسا بارتفاع مقلق لنسبة الفقر، وفق تقديرات منظمة إيرانية.
وسبق أن أجج سوء الأوضاع الاجتماعية المعيشية منها والخدماتية موجة احتجاجات في الشارع الإيراني تنديدا باهدار المال العام في التدخلات الخارجية، لكن ميليشيات الحرس الثوري أخمدتها بالقوة.
إلا أن تلك الاحتجاجات شكلت مؤشرا على حالة من الاحتقان الاجتماعي يقول خبراء إنه أشبه بالنار تحت الرماد، مرجحين أن يدفع تفاقم الفقر إلى ثورة شعبية على نظام يهدر المال العام في تدخلات خارجية بينما يغرق شعبه في الفقر والبطالة.
نسبة الفقر في إيران تتراوح بين 23 و40 بالمئة فيما يعيش 16 بالمائة من الإيرانيين تحت خط الفقر
وأفاد محسن مسعوديان راد المدير العام لمنظمة الإمام الخميني للإغاثة، أن تزايد الفقر في البلاد وصل إلى أبعاد مقلقة، موضحا اليوم الأربعاء في حديثة لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن الإحصائيات حول ارتفاع أرقام الفقر في البلاد، وصلت إلى أبعاد خطيرة.
وأضاف أن بلاده تواجه مشكلات اجتماعية خطيرة جراء ذلك، مثل شيخوخة المجتمع وزيادة الفوارق الطبقية، في إشارة إلى غياب العدالة الاجتماعية وهيمنة المؤسسة الدينية والعسكرية التي تتمتع بامتيازات ضخمة، على مناحي الحياة في إيران.
وأشار مسعوديان راد إلى أن عدم تعيين الخبراء في مكافحة الفقر يزيد من المشكلة، فضلا عن تعيين خبراء لم يروا الفقر ولم يعيشوه ما يجعلهم غير مؤهلين للتقييم أو المساهمة في حل المشكلة.
ونشر مركز أبحاث البرلمان الإيراني في مايو/أيار الماضي، تقريرا جاء فيه أن نسبة الفقر في البلاد تتراوح بين 23 و40 بالمئة وأن نسبة 16 بالمائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وذكر التقرير أن العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران بسبب الاتفاق النووي، تسببت في زيادة البطالة وتكاليف المعيشة في البلاد.
وإلى جانب هذه المشكلة الآخذة في التفاقم والتي تنذر بانفجار الجبهة الاجتماعية، تواجه إيران مشكلة اجتماعية أخرى تتعلق باتجاه الشعب الإيراني ليكون أكثر شعوب المنطقة شيخوخة.
وقال محسن فاتح نائب رئيس مركز الدراسات في كلية الطب بجامعة طهران، إن الشعب الإيراني سيكون الأكثر شيخوخة في المنطقة بعد 20 عاما.
من هم دون سن الـ15 كانوا يشكلون 46 بالمئة من النسيج المجتمعي، فيما كان من هم فوق سن الـ60 يشكلون 3 بالمئة من إجمالي السكان في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979
وأضاف الاثنين الماضي في حديث لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، أن الإحصائيات تفيد بأن إيران ستمتلك بعد 20 عاما، شعبا هو الأكثر شيخوخة بين شعوب المنطقة، مشيرا إلى قيامهم بفعاليات تحول دون شيخوخة المجتمع الإيراني وأخرى تساهم في حفاظ المسنين على نمط حياة صحي.
وفي كلمة له خلال ندوة بطهران بمناسبة اليوم العالمي للمسنين الشهر الماضي، قال عالم الاجتماع الإيراني الدكتور علي رضا شريفي يزدي، إن انخراط النساء بشكل أكبر في الحياة الاجتماعية والأزمات الاقتصادية والزواج المبكر أدى إلى تراجع نسب الولادات في إيران، وبالتالي انخفاض نسبة الفئات الفتية من السكان.
وقالت عالمة الاجتماع شهلا كاظمبور في كلمة لها خلال الندوة نفسها، إن من هم دون سن الـ 15 كانوا يشكلون 46 بالمئة من النسيج المجتمعي، فيما كان من هم فوق سن الـ60 يشكلون 3 بالمئة من إجمالي السكان، في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979.
وأضافت أن نسبة دون سن الـ15، انخفضت إلى 23 بالمئة، فيما ارتفعت نسبة المسنين إلى 9 بالمئة، موضحة أن نسبة المسنين في إيران، سترتفع إلى 30 بالمئة خلال الأعوام الـ 20 المقبلة، ليكون واحد من كل 3 أشخاص مسنا.