قلق أميركي شديد من تطور تخصيب اليورانيوم في إيران

زيادة الجمهورية الإسلامية تخصيب معدن اليورانيوم لمستويات مرتفعة يثير مخاوف من أن تستخدم طهران ذلك في صنع أسلحة نووية تهدد الاستقرار.
واشنطن تنتقد الأنشطة النووية الإيرانية المشبوهة
الطاقة الذرية تؤكد تقدم الأنشطة النووية في إيران

واشنطن - أعربت الولايات المتّحدة الاثنين عن قلقها البالغ إزاء ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخّراً من أنّ إيران أحرزت تقدما في إنتاج اليورانيوم المعدني المخصّب، مطالبة الجمهورية الإسلامية بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة اطّلعت على آخر تقرير أعدّه أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعتبر أنّ إيران "ليست لديها أيّ حاجة فعلية لإنتاج اليورانيوم المعدني".

وفي 2015 أبرمت إيران اتفاقاً مع الدول الكبرى ينصّ على تخفيف العقوبات الغربية والأممية المفروضة عليها بسبب أنشطتها النووية مقابل التزامها بعدم السعي لامتلاك سلاح ذري وخفض أنشطتها النووية الموضوعة تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.

وبالتالي تعهّدت طهران بموجب هذا الاتفاق بعدم إنتاج يورانيوم مخصّب.

لكنّ إيران قالت في وقت سابق من هذا العام إنّها بدأت بإنتاج اليورانيوم المعدني لأغراض بحثية، وهو موضوع حسّاس لأن هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية.

والاثنين قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "لقد قلنا بوضوح إنّ التصعيد النووي المستمرّ، خارج حدود الاتفاق النووي، يؤتي نتائج عكسية ويتعارض مع عودة إلى احترام متبادل لشروط الاتفاق".

وشدّد برايس على "وجوب أن توقف إيران تصعيدها النووي وأن تعود إلى طاولة المفاوضات من أجل أن تنفّذ بالكامل وبحسن نية" الاتفاق الدولي.

والاثنين ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير للدول الأعضاء إن إيران أحرزت تقدما في تخصيب معدن اليورانيوم على الرغم من تحذيرات الغرب من أن عملا من هذا القبيل يهدد محادثات إحياء الاتفاق النووي.

وقالت الوكالة "في 14 أغسطس 2021، تحققت الوكالة من أن إيران استخدمت 257 غراما من اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 بالمئة في شكل رابع فلوريد اليورانيوم من أجل إنتاج 200 غرام من معدن اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 بالمئة"، مضيفة أن هذه الخطوة الثالثة في خطة من أربع خطوات تعمل عليها إيران في هذا الإطار.

وباتت مفاعيل الاتفاق النووي الإيراني في حكم الملغاة عملياً مذ قرّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه وإعادة فرض عقوبات قاسية تسبّبت بأزمة اقتصادية ومعيشية حادّة في الجمهورية الإسلامية.

وأغضب سعي لإيران لتخصيب معدن اليورانيوم القوى الأوروبية الثلاث الكبرى (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والولايات المتحدة لأن هذه التكنولوجيا ومعرفة كيفية إنتاجها يمكن أن تُستخدم في صنع المادة الرئيسية اللازمة لقنبلة نووية. وتشدد إيران على أن أهدافها النووية سلمية تماما وعلى أنها تطور نوعا جديدا من وقود المفاعلات.

وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي تولى مهامه في مطلع 2021، عزمه على العودة الى الاتفاق بشرط عودة إيران لاحترام التزاماتها والتي تراجعت عن غالبيتها اعتبارا من 2019 ردّاً على الانسحاب الأميركي منه.

وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ومباحثات فيينا متوقفة منذ تولّى الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدّد ابراهيم رئيسي مهامه في مطلع أغسطس/آب الجاري، دون دون تقدم يذكر في المفاوضات ولا مؤشرات على التوصل لاتفاق في القريب العاجل.