قلق أميركي من تصاعد العنف شمال سوريا

الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي مدينة الباب، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة العشرات أغلبهم من المدنيين.
90 قتيلا في مواجهات بين قوات الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية شمال سوريا

واشنطن - عبرت الولايات المتحدة الأربعاء عن قلقها إزاء ارتفاع وتيرة الهجمات في سوريا في الآونة الأخيرة، بعد يوم من انفجار وقع بمدينة الباب بشمال غرب البلاد وأودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصا أغلبهم مدنيين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس في بيان، "تدين الولايات المتحدة بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من تقاطع طرق مزدحم في الباب أمس".

وتابعت قائلة "نشعر بقلق شديد من تزايد مثل هذه الهجمات الإرهابية في الشهور الأخيرة".

قتل 20 شخصاً على الأقل غالبيتهم مدنيون وأصيب العشرات بجروح الثلاثاء جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد المرصد أن السيارة انفجرت قرب محطة للحافلات وسيارات الأجرة في وسط مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما تسبب بمقتل 14 شخصاً غالبيتهم مدنيون. وأصيب كذلك من 75 آخرون على الأقل بجروح، بعضهم في حالات خطرة.

وتشهد المدينة بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال لقياديين في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة، وفق المرصد. كذلك، تشكل مسرحاً لتفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة تبنى التنظيم المتشدد تنفيذ عدد منها.

وتفند تفجيرات دامية تحدث بين الحين والآخر مزاعم تركيا باستقرار المناطق الخاضعة لسيطرتها، بعد أن أعلنت إنشاء "المنطقة الآمنة" شمال سوريا التي لطالما روجت لها لتعيد إليها ملايين اللاجئين السوريين لديها، فيما أثبتت عملية اليوم مجددا فشل أنقرة في تأمين منطقة مضطربة أصلا.

وعلى صعيد الحرب في سوريا، أسفرت مواجهات بين النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل 90 مقاتلا على الأقل خلال أسبوع في شمال سوريا، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.

وأوضح المرصد أن 41 عنصرا من قوات النظام و49 جهاديا قتلوا في البادية السورية عند حدود محافظات الرقة وحلب وحماة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول.

وأشار المرصد إلى أن ما لا يقل عن 23 مقاتلا، هم عشرة موالين للنظام و13 جهاديا، قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتقوم القوات الجوية السورية والروسية بقصف مواقع التنظيم المتطرف في هذه المنطقة، بحسب المرصد. وتساعد روسيا النظام السوري عسكريا منذ العام 2015.

ومنذ هزيمته في سوريا في مارس/آذار 2019، يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات دورية خصوصا في منطقة البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق).

وتستهدف هذه الهجمات على حد سواء الجيش السوري وحلفائه والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي أغسطس/آب، تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية هجوما أدى إلى مقتل ضابط روسي رفيع المستوى وجرح عسكريَّين قرب مدينة دير الزور.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

وساهم التدخل العسكري الروسي في 2015، أي بعد أربع سنوات من اندلاع النزاع السوري، في بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة وبدء عملية كبيرة لاستعادة أراض سيطرت عليها فصائل مسلحة في المراحل الأولى من النزاع.