قلق دولي من خفض القوات الأميركية في أفغانستان

سحب واشنطن لقواتها من الأراضي الأفغانية يثير مخاوف دولية من عودة ظهور الجماعات الإرهابية، فيما قد يؤثر ذلك أيضا على مفاوضات السلام الجارية بين كابول وطالبان.
طالبان تصف قرار واشنطن خفض قواتها بالقرار الجيد

برلين - أعربت الحكومة الألمانية الأربعاء عن قلقها من عواقب محتملة لخفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان بحلول يناير/كانون الثاني 2021 على "تقدم محادثات السلام" في البلد الذي يعاني منذ حوالي 20 سنة حربا دامية بين القوات الأفغانية وحركة طالبان.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستخفض عديد قواتها في أفغانستان إلى 2500 عسكري في يناير/كانون الثاني 2021 أي أدنى مستوى لها في هذه الحرب المستمرة منذ عقدين تقريبا.

لكن الاعلان يثير مخاوف في الولايات المتحدة والعالم من عودة ظهور الجماعات المتطرفة بعد عقدين على هجمات 11 سبتمبر/أيلول التي نفذها تنظيم القاعدة.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي "نحن قلقون خصوصا من تبعات الإعلان الأميركي المحتملة على مفاوضات السلام في أفغانستان"، مشددا خصوصا على أن العملية لا تزال في بداياتها.

وتجرى محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية بعد اتفاق أبرم بين واشنطن والحركة المتمردة ينص على انسحاب الجيش الأميركي بحلول منتصف 2021.

وقال ماس "بعد نزاع مستمر منذ سنوات يجلس الطرفان الى طاولة المفاوضات وباشرا النقاش بطريقة بناءة. ينبغي عدم وضع عوائق إضافية قد يفضي إليها انسحاب متسرع من أفغانستان".

وتنشر ألمانيا 1300 عكسري تقريبا ضمن قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وتنفذ حركة طالبان بين الحين والآخر اعتداءات عنيفة على القوات الأفغانية والأميركية في خطوات متناقضة مع جهود إرساء السلام في أفغانستان.

واعتبرت حركة طالبان الأربعاء قرار واشنطن سحب ألفي جندي من أفغانستان "تقدما جيدا" سيساعد البلد على إنهاء الحرب الدائرة فيه.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، "إنه تقدم جيد يصب في مصلحة الشعبين" الأفغاني والأميركي، مضيفا "كلما أتى انسحاب القوات الأجنبية سريعا كلما كانت نهاية الحرب سريعة".

ويعكس القرار رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "في انهاء بنجاح ومسؤولية الحربين في أفغانستان والعراق" حيث سيتم سحب 500 جندي اضافي ليبقى 2500 فقط كما أعلن وزير الدفاع الاميركي بالوكالة كريستوفر ميلر.

وكان زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش ماكونيل قد حذر الاثنين بشدة الرئيس دونالد ترامب من مغبّة تسريع وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أو العراق، معتبراً أنّ من شأن مثل هكذا إجراء أن يهدي ينعش الجماعات الإرهابية ويهديها "نصراً دعائياً عظيماً".

وقال ماكونيل في خطاب في مجلس الشيوخ إن "عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه قد تكون أسوأ حتّى من انسحاب أوباما من العراق في 2011، والذي أدّى إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية".