قلق روسي ألماني من ارتفاع الضحايا المدنيين في قره باغ

الدعوات الدولية لوقف الاقتتال بين أرمينيا وأذربيجان تأتي تزامنا مع تمسك باكو بتأييد تركي في استمرار هجماتها لحين انسحاب القوات الأرمينية من المنطقة المتنازع عليها.
سقوط مئات القتلى في حرب قره باغ بينهم أكثر من 40 مدنيا
الناتو يدعو لوقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ
أذربيجان تدعو نركيا لدعمها في المعركة ضد أرمينيا

موسكو - أعربت كل من روسيا وألمانيا الاثنين عن قلقها بشأن ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، بعد أن تعرضت أهداف مدنية في عاصمة المنطقة لهجمات صاروخية أطلقها جيش أذربيجان.

وسقط مئات القتلى منذ احتدام القتال خلال الأسبوع الماضي بين أذربيجان والقوات الأرمينية، ومن بين الضحايا أكثر من 40 مدنيا.

ويثير استمرار الاشتباكات العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان مخاوف بشأن أرواح المدنيين وسقوط عدد كبير من القتلى، خصوصا وأن حربا بين الطرفين تسببت قبل عقود في مقتل عشرات الألاف.

وأثارت الحرب مخاوف دولية حيال الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز التي تمر منها خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.

وذكر تقرير إخباري أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دعا إلى وقف إطلاق النار في منطقة ناغورني قره باغ في أقرب وقت ممكن، بعد أن أكدت تقارير إعلامية سقوط المزيد من الضحايا المنديين جراء المعارك المستمرة منذ حوالي عشرة أيام بين أرمينيا وأذربيجان.

وجاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها لافروف مع نظيره الأرميني، زوهراب مناتساكانيان، مساء أمس الأحد، بحسب ما أعلنته الخارجية الروسية.

وكان أرايك هاروتيونيان زعيم المنطقة التي يسيطر عليها انفصاليون أرمينيون مسيحيون، لكن معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة، أعلن على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن هجوم على مدينة ستيباناكيرت، دون أن يذكر مزيدا التفاصيل.

بدوره دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الاثنين إلى وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ مع ارتفاع عدد القتلى في الاشتباكات الدائرة في الإقليم الانفصالي الواقع في جنوب القوقاز.

واستهدفت ضربات جديدة أعقبتها انفجارات ستيباناكرت، كبرى مدن المنطقة المتنازع عليها والتي تشهد معارك بين المقاتلين الأرمن وقوات أذربيجان التي أعلنت بدورها عن استهداف ثاني أكبر مدنها بقصف أرميني. ودوت صفارات الإنذار صباحا في المدينة قبل أن تتعاقب الانفجارات.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن وزارة الخارجية المحلية في الجمهورية المعلنة من جانب واحد أن ذلك كان "إطلاق قذائف".

وشهدت المدينة في الأيام الأخيرة عدة ضربات من هذا النوع، مما أجبر السكان على الاحتماء في أقبية وملاجئ. وقُطعت الكهرباء من ليلة السبت إلى الأحد في ستيباناكرت.

كما دعت ميركل أمس الأحد إلى وقف الاشتباكات الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا على تلال ناغورني قره باغ، معربة عن قلقها إزاء ارتفاع أعداد الضحايا.

وشددت ميركل خلال مكالمة هاتفية أجرتها رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على ضرورة وقف طرفي النزاع للاشتباكات، وإطلاق مباحثات.

كما أعربت ميركل عن دعمها لتصريحات الرؤساء المشاركين لمجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الصادرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.ر.

سكان عاصمة ناغورني قره باغ يهجرون منازلهم بسبب القصف
سكان عاصمة ناغورني قره باغ يهجرون منازلهم بسبب القصف

والأحد الماضي اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.

واندلع العنف للمرة الأولى بسبب إقليم ناغورني قره باغ في 1988 عندما كانت أرمينيا وأذربيجان ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وقُتل في الصراع نحو 30 ألفا قبل وقف لإطلاق النار في 1994.

وطالب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الأحد أرمينيا بأن تضع جدولا زمنيا لانسحابها من إقليم ناجورنو قرة باغ والمناطق الأذربيجانية المحيطة، وقال إن بلاده لن توقف العمل العسكري قبل حدوث ذلك.

وقال علييف في خطاب بث عبر التلفزيون إن قوات بلاده تحرز تقدما في الهجوم المستمر منذ أسبوع لاستعادة الأراضي التي خسرتها لصالح الأرمينيين في تسعينيات القرن الماضي.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية الاثنين إن تركيا يجب أن تشارك في عملية السلام بمنطقة ناجورنو قرة باغ بعد وقف إطلاق النار في المستقبل.

وبينما دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى إنهاء العمليات القتالية أيدت تركيا بشدة أذربيجان وكررت أن ما تسميه "المحتلين" الأرمن يجب أن ينسحبوا، رافضة المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النا