قمة أميركية تركية بعنوان اس-400

وزير الدفاع التركي يتوقع فرض عقوبات أميركية بسبب منظومة الصواريخ الروسية لكنه يتوقع نجاح المحادثات بشأن مقاتلات اف-35.
تركيا أوقفت شراء النفط الايراني بدءا من مايو

واشنطن - قال مسؤول تركي بارز الأربعاء إن الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعقدان قريبا اجتماعا إما في تركيا أو على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان الشهر المقبل.
وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم نشر اسمه إن أردوغان دعا ترامب لزيارة تركيا وإن هناك "مؤشرات إيجابية" على أن الرئيس الأميركي سيقبل الدعوة.
وقال المسؤول "نحن نعمل على تحديد موعد الآن. هناك بعض المؤشرات الإيجابية لكن الوقت لم يتحدد بعد. قد يجتمعان على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان أيضا".
وهناك خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا في الآونة الأخيرة يرجع في المقام الأول إلى عزم أنقرة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، والتي تقول واشنطن أنها لا تتوافق مع شبكة دفاع حلف شمال الأطلسي وستشكل تهديدا للطائرات المقاتلة إف-35 الأميركية والتي تعتزم أنقرة شراءها أيضا.
وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ تركيا من أنها ستواجه عقوبات على شراء منظومة إس-400 بموجب تشريع يدعو إلى فرض عقوبات على الدول التي تحصل على معدات عسكرية من روسيا. وتقول أنقرة بصفتها عضوا في حلف شمال الأطلسي إنها لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة ويجب ألا تُفرض عليها عقوبات.

إما في تركيا أو اليابان
إما في تركيا أو اليابان

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تركيا تستعد لعقوبات أميركية محتملة بسبب صفقة شراء أنظمة الدفاع الروسية إس-400، رغم أنه قال إنه يلمس تحسنا ما في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن شراء المقاتلات الأميركية إف-35.
ورغم أن واشنطن حذرت من أن أنقرة تواجه عقوبات بمقتضى "قانون مجابهة خصوم أميركا عن طريق العقوبات" إذا مضت قدما في الاتفاق، فإن تركيا قالت إنها تتوقع أن يحميها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال أكار للصحفيين في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن تركيا تنفذ التزاماتها في مشروع إف-35 وإن أنقرة تتوقع أن يستمر البرنامج كما هو مخطط له. وأضاف أن شراء أنظمة إس-400 لا يهدف إلا لتلبية احتياجات تركيا الدفاعية ولا يمثل تهديدا.
وقال "في محادثاتنا مع الولايات المتحدة نرى تخفيفا عاما وتقاربا في قضايا بينها شرق الفرات، وإف-35 وباتريوت".
وفي واشنطن قالت مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن موقف بلادها من المنظومة إس-400 لم يتغير.
وأضافت للصحفيين "عازمون تماما على الانخراط معهم ونواصل التعامل فيما يتعلق بمخاوفنا من هذه الصفقة، لكن ستكون هناك تداعيات حقيقة بالفعل وسلبية جدا إذا حدث ذلك".
وندد الكرملين الأربعاء بما سماه المهلة التي منحتها الولايات المتحدة لتركيا لإلغاء صفقة إس-400، ووصف ذلك بأنه "غير مقبول. وكان تقرير على قناة سي.إن.بي.سي ذكر الثلاثاء أن واشنطن منحت تركيا أسبوعين لإلغاء صفقتها مع روسيا وشراء أنظمة باتريوت وإلا تم استبعادها من برنامج المقاتلات إف-35 وتعرضت لعقوبات أميركية.

دفعت تركيا 1.2 مليار دولار. وأنتجنا أيضا الأجزاء التي طلبت منا في الوقت المطلوب. ماذا يمكن أن نقدمه أكثر كحليف؟

ورفضت الخارجية الأميركية التعليق بشكل محدد على تقرير سي.إن.بي.سي  لكن مسؤولا بالوزارة قال إن عواقب سلبية ستعود على تركيا إذا واصلت المضي في صفقتها بشأن المنظومة إس-400.
وقالت الحكومة الألمانية إن قرار تركيا شراء هذه المنظومة أثار تساؤلات صعبة فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي وإنها سترحب بسعي أنقرة لإعادة النظر في قرارها.
وقال أكار إن ربط صفقة إس-400 بالمقاتلات إف-35 "عقبة أخرى".
وأضاف "ليس هناك بند في أي مكان في الاتفاق الخاص بمقاتلات إف-35 يقول إنه سيتم استبعاد أحد من الشراكة لشرائه أنظمة إس-400. لقد دفعت تركيا 1.2 مليار دولار. وأنتجنا أيضا الأجزاء التي طلبت منا في الوقت المطلوب. ماذا يمكن أن نقدمه أكثر كحليف؟"
وفي محاولة لإقناع تركيا بالتخلي عن الصواريخ الروسية، عرضت الولايات المتحدة بيع أنظمة باتريوت التي قال أكار إن أنقرة تقيمها. وقال إن مسؤولين أتراكا وأميركيين يبحثون السعر ونقل التكنولوجيا وقضايا الانتاج المشترك بخصوص أحدث عرض قدمه المسؤولون الأميركيون في أواخر مارس/آذار.
ومضى وزير الدفاع التركي يقول إن من المتوقع اكتمال الدراسات التحليلية لأنظمة سامب-تي الدفاعية، بالتعاون مع مجموعة يوروسام الفرنسية الإيطالية، في أكتوبر/تشرين الأول، موضحا أن يوروسام عرضت تركيب تلك المنظومة في تركيا.
من جهة ثانية، اعلن مسؤول تركي الأربعاء أنّ بلاده توقفت بالكامل منذ مطلع أيار/مايو الجاري عن استيراد النفط الإيراني التزاماً منها بالعقوبات الأميركية حتى وإن كانت لا توافق عليها.
وعلى هامش زيارة نائب وزير الخارجية التركي ياوز سليم كيران إلى واشنطن، قال مسؤول في الوفد التركي طالباً عدم نشر اسمه "بصفتنا حليفاً استراتيجياً" للولايات المتحدة "فإنّنا نحترم العقوبات".
وكانت الولايات المتحدة منحت ثماني دول هي الصين واليونان والهند وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا إعفاءات من الالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران، وذلك لمدة ستة أشهر انقضت في 2 أيار/مايو.
وأوضح المسؤول أن تركيا توقّفت اعتباراً من 2 أيار/مايو عن استيراد النفط الإيراني.
وكانت تركيا أعلنت أنّها ستوقف استيراد النفط من ايران على الرّغم من معارضتها للعقوبات الأميركية التي فرضها ترامب بعد انسحابه بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى.