قمة ترامب وكيم لم تنه الخلافات حول نووي كوريا الشمالية

وزير الخارجية الأميركي يعلن أن الطريق لايزال طويلا في ما يتعلق بملف كوريال الشمالية النووي بينما اتهمت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة روسيا بانتهاك العقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ.

تقارير تشير إلى أن بيونغيانغ تواصل تطوير صواريخ باليستية
كوريا الشمالية تصف مواقف بومبيو بـ"عقلية العصابات"
بومبيو يصر على نزع سلاح كوريا الشمالية النووي

سنغافورة/نيويورك - أقر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة بأن "الطريق لا يزال طويلا" في الملف الكوري الشمالي، في حين تسعى واشنطن إلى تسريع وتيرة نزع السلاح النووي، بينما اتهمت المندوية الأميركية لدى الأمم المتحدة روسيا بانتهاك العقوبات على بيونغيانغ.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقّع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إعلانا ملتبسا التزما فيه بـ"نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، في موقف بدا أنه تراجع عن مطالب أصرت عليها واشنطن مطولا بنزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجوع عنه.

وعندما التقى بومبيو مسؤولين كوريين شماليين في بيونغيانغ الشهر الماضي لبلورة التزامات كوريا الشمالية، قوبل إصراره على نزع الأخيرة سلاحها النووي بشكل أحادي بانتقادات حادة ووصف تصرفه بأنه "أشبه بعقلية العصابات".

ولدى وصوله إلى سنغافورة للمشاركة في منتدى أمني قال بومبيو "من الواضح أن الطريق لا يزال طويلا من أجل تحقيق الهدف الأساسي الذي حددناه" في ما يتعلق بكوريا الشمالية.

ويشارك نظيره الكوري الشمالي ري يونغ هو السبت في قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان الرجلان سيلتقيان على هامشها.

وفي حين سُجلت مؤشرات قليلة بتحقيق تقدم منذ قمة سنغافورة، تشير تقارير إعلامية إلى أن بيونغيانغ تواصل بناء الصواريخ وسط مخاوف من تساهل دول أعضاء في الأمم المتحدة في تطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

ومن المتوقع أن يسعى بومبيو في اللقاءات التي سيجريها خلال المنتدى وعلى هامشه إلى دفع القوى الكبرى المعنية في كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية إلى إبقاء الضغوط قائمة والالتزام بالعقوبات المفروضة.

ويجري وزراء خارجية 26 دولة والاتحاد الأوروبي محادثات في منتدى آسيان السنوي تتناول قضايا سياسية وأمنية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

وسيشارك في المنتدى وزراء خارجية كافة الدول المعنية في المفاوضات "السداسية" مع كوريا الشمالية (الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية)، المتوقفة منذ سنوات، والهادفة إلى كبح جماح البرنامج النووي لبيونغيانغ.

ويحتاج تطبيق حظر دخول النفط والمحروقات إلى كوريا الشمالية موافقة الصين التي تزود كوريا الشمالية بالقسم الأكبر من احتياجاتها في مجال الطاقة وكذلك روسيا التي تزود بيونغيانغ بقسم من حاجاتها النفطية.

والجمعة أجرى بومبيو محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت أن بومبيو شدد خلال اللقاء "على التزامنا المشترك بنزع السلاح النووي بشكل نهائي وقابل للتحقق بشكل كامل (في كوريا الشمالية) وهو ما وافق عليه الزعيم كيم، إضافة إلى أهمية مواصلة تطبيق كافة القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة".

وبعد المنتدى الأمني في سنغافورة يتوجه وزير الخارجية الكوري الشمالي ري إلى إيران في زيارة رسمية، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

وتفيد تقارير بأنه لدى إيران، التي أثار برنامجها النووي قلقا دوليا، وكوريا الشمالية تاريخ من التعاون المشترك في المجال العسكري والتكنولوجيا الصاروخية.

ويتطرق بومبيو في محادثاته إلى نقطة ساخنة أخرى تتعلق بالسيادة في بحر الصين الجنوبي وتنامي الوجود الصيني في هذه المنطقة.

وتؤكد الصين أحقيّتها بالسيادة على كامل المنطقة تقريبا، بما في ذلك المناطق البحرية القريبة من سواحل فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي، الدول الأعضاء في آسيان.

وتصاعد التوتر في السنوات الأخيرة بعد أن بنت الصين جزرا اصطناعية في بحر الصين الجنوبي يمكن إقامة قواعد عسكرية فيها، في حين أبدت الولايات المتحدة دعمها لدول جنوب شرق آسيا التي تتقاطع مطالباتها بالسيادة مع مطالب بكين.

وخلال الاجتماع مع وزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا الجمعة قال بومبيو إن الولايات المتحدة تثمن الجهود التي تبذلها آسيان من أجل "دعم سيادة القانون في بحر الصين الجنوبي".

والخميس أعلنت الصين وآسيان الاتفاق على مسودة وثيقة تندرج في إطار وضع قواعد لضبط سلوكيات الدول في بحر الصين الجنوبي، أشار محللون إلى أنها تشكل تقدما بعد سنوات التفاوض.

واتهمت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي روسيا، اليوم الجمعة بانتهاك العقوبات التي تفرضها المنظمة الدولية على كوريا الشمالية وأشارت إلى تقارير "موثوق بها" تفيد بأن موسكو تمنح تصاريح عمل جديدة للعمال الكوريين الشماليين.

وقالت هايلي في بيان "التقارير الموثوق بها عن انتهاك روسيا لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عمال كوريا الشمالية الذين يعملون في الخارج مزعجة للغاية... لا يمكن لروسيا أن تدعم العقوبات بالكلام في مجلس الأمن ثم تنتهكها بالأفعال".

وقال دبلوماسيون اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة طلبت من لجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن الدولي إدراج بنك روسي ومصرفي كوري شمالي مقيم في موسكو وشركتين تعملان كواجهة لبنك الصرف الأجنبي الرئيسي لبيونغيانغ على قائمة سوداء للجنة.

وتتماشى قائمة الأفراد والكيانات المقترح إدراجها مع عقوبات جديدة أعلنتها الخزانة الأميركية في وقت سابق اليوم الجمعة.

ويتعين موافقة لجنة مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بالإجماع على مثل تلك الطلبات. وسبق أن أدرج المجلس بنك الصرف الأجنبي الرئيسي لكوريا الشمالية، بنك التجارة الخارجية، على القائمة السوداء في أغسطس/آب.