قمة تونس تُعقد مُثقلة بالمزيد من الانقسامات

المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية يعلن أن عودة سوريا إلى الجامعة غير مدرجة حتى الآن على جدول أعمال قمة تونس، وسط انقسامات عربية حول هذا الملف.
قمة تونس تناقش الانعطاف في السياسة الأميركية حول الجولان والقضية الفلسطينية
التدخلات الإيرانية على جدول أعمال القمة العربية

القاهرة - تعتقد القمة العربية في نهاية الشهر الحالي في تونس مثقلة بملفات تزداد تعقيدا يتصدرها موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية والاعتراف الأميركي المحتل بسيادة إسرائيل على الجولان وأزمة قطر وتطورات القضية الفلسطينية وملفات عربية أخرى معقدة من اليمن إلى ليبيا والعراق والتدخلات الإيرانية.

ويفصل تونس أسبوع تقريبا عن عقد القمة العربية وسط تحديات كثيرة وملفات ساخنة على جدول أعمال القمة.

وإلى حد الآن لم يتضح ما إذا كانت سوريا ستستعيد مقعدها في الجامعة العربية التي علقت عضويتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق ومطالبة الجيش السوري بـ"عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام".

لكن السفير محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية قال الأحد إن عودة سوريا إلى الجامعة "غير مدرجة حتى الآن" على جدول أعمال القمة العربية في تونس.

وأضاف عفيفي في مؤتمر صحافي "حتى الآن، موضوع عودة سوريا غير مدرج على جدول الأعمال ولم يطرحه أي طرف بشكل رسمي".

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أعلن في السادس من الشهر الجاري في ختام الدورة الـ151 للمجلس الوزاري للجامعة العربية في القاهرة أن موضوع مشاركة سوريا المحتملة في القمة العربية المقبلة في تونس "لم يطرح على الإطلاق" خلال الاجتماعات.

وتؤيد تونس الدولة المضيفة للقمة عودة سوريا إلى الجامعة، حيث قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في يناير/كانون الثاني الماضي، إن "المكان الطبيعي" لسوريا هو داخل جامعة الدول العربية.

ويدور جدل حاليا بشأن عودة سوريا خصوصا مع تعزز جانب سلطات دمشق والانتصارات العسكرية للجيش السوري الذي استطاع استعادة مناطق كبيرة من المسلحين الجهاديين والمعارضين بدعم من حليفيه الروسي والإيراني. وهناك انقسام بين الدول العربية في هذا الشأن.

ودعا العراق ولبنان إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، كما أعادت الإمارات في ديسمبر/كانون الأول 2018 إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد قطع العلاقات الدبلوماسية منذ 2012.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في مؤتمر صحافي في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إنه "لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر بشأن قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية".

وفي ما يتعلق بالجولان السوري، شدد عفيفي الأحد على أن "القمم العربية تؤكد دوما في قراراتها على عروبة الجولان السوري المحتل".

وجاءت هذه التصريحات ردا على أسئلة الصحافيين حول إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس في تغريدة على تويتر أن الوقت قد حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

ويشكل تصريح ترامب قطيعة مع السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود في الشرق الأوسط ومع إجماع دولي قائم منذ زمن.

وقال عفيفي "من الممكن في ضوء التطور الأخير الذي حدث أن تطلب دولة عربية إضافة جديد إلى مشروع القرار الخاص بالجولان بناء على ما يستجد". ونددت الجامعة العربية ودول عربية بإعلان ترامب، مؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة".

وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط مساء الخميس، إن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي".

وأكد أبوالغيط أنّ "الجولان هو أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي".

وأوضح عفيفي أن الأزمة السورية مدرجة على جدول أعمال القمة مع قضايا أخرى أبرزها "القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا واليمن ودعم السلام والتنمية في السودان والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية والتدخل التركي في شمال العراق والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية".

وقال إن هناك بندا يتعلق بالنازحين في الدول العربية وخصوصا العراقيين تم إدراجه بناء على طلب العراق.