قمة كوالالمبور تشق الصف الإسلامي بدفع تركي قطري

السعودية: القمة الإسلامية في كولالمبور ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة.

منظمة التعاون الإسلامي تنتقد قمة ماليزيا
العثيمين: ليس من المصلحة عقد اجتماعات خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي
ثقل تركي قطري إيراني يدفع لإيجاد بديل لمنظمة المؤتمر الإسلامي
جهود تركية قطرية لا تهدأ لتطويق السعودية وإضعاف دورها الإقليمي

الرياض/كوالالمبور - سلّطت قمة إسلامية تستضيفها ماليزيا وتغيب عنها السعودية وباكستان، فيما تحضرها قطر وإيران وتركيا، الضوء على بعض الانقسامات تهزّ العالم الإسلامي وسط اضطرابات لا تهدأ وتحديات تواجه المنطقة وعلى ضوء سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم نفسه وصيّا على قضايا المسلمين السنّة.

وتجمع زعماء من العديد من الدول الإسلامية في كوالالمبور الأربعاء في القمة التي وافقت تركيا على عقدها وشجعت ماليزيا على احتضانها بعيدا عن مقرّ منظمة التعاون الإسلامي في جدّة، لمناقشة القضايا التي تثير قلق المسلمين حول العالم في قمة انتقدتها الرياض وإسلام أباد.

وقالت السعودية الأربعاء إن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اتصالا هاتفيا جرى بين رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الثلاثاء، أكد خلالها الملك سلمان أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة.

وقال مصدر سعودي إن المملكة تلقت دعوة للحضور لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.

وقال يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لمحطة سكاي نيوز عربية إنه ليس من مصلحة المجتمع الإسلامي عقد اجتماعات خارج إطار المنظمة، مضيفا أن قمة كوالالمبور تقوض التضامن الإسلامي، مضيفا "أي إضعاف لمنظمة التعاون الإسلامي هو إضعاف للإسلام والمسلمين".

وقال جيمس دورسي كبير الباحثين في كلية سانت راجاراتنام للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط في سنغافورة "المسألة أن لديك كتلتين. هناك تكتل سعودي إماراتي وتكتل تركي قطري وبينهما باكستان التي تحاول إرضاء الطرفين".

وسيمثل إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان معروف أمين نائب رئيس الدولة والمشرف على جهود مكافحة التطرف والإرهاب هناك.

وأصدر مكتب مهاتير بيانا دفاعا عن القمة قال فيه إنه ليس هناك نية لتشكيل "تكتل جديد كما لمح إليه بعض المنتقدين"، لكن التحرك التركي القطري إلى جانب التحرك الإيراني يشير إلى جهود محمومة لإضعاف دور السعودية الإقليمي والتشويش على منظمة التعاون الإسلامي كهيئة معنية بمتابعة وحل قضايا المسلمين عبر العالم.

وأضاف البيان "علاوة على ذلك، القمة ليست منصة لمناقشة الدين أو الشؤون الدينية بل لمناقشة أحوال الأمة الإسلامية".

وقال مهاتير محمد أيضا في عشاء استقبال للضيوف، إن قمة كوالالمبور تهدف إلى "فعل شيء" لتحسين حياة المسلمين والتغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم، لكن غياب السعودية وباكستان أرخى بظلاله على تلك القمة لدورهما الوازن في مجمل القضايا المتعلقة بقضايا المسلمين.

روحاني يشارك إلى جانب أمير قطر الشيخ تميم والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة كوالالمبور
تركيا وقطر وإيران في بحث لا يهدأ عن اضعاف دور السعودية الاقليمي والاسلامي

وأضاف مهاتير أكبر رئيس وزراء في العالم (94 عاما)  "نحتاج لإيجاد سبيل لمعالجة أوجه قصورنا واعتمادنا على غير المسلمين في حماية أنفسنا من أعداء الإسلام".

وقد تبحث القمة التي تستمر أربعة أيام كذلك الغضب المتنامي بشأن معسكرات الصين للمسلمين الويغور في إقليم شينجيانغ، وهو ما سيغضب بكين بلا شك.

وتعقد القمة بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وعلاقات البلدين متوترة مع السعودية.

وعبّر مهاتير في تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع عن إحباطه من عدم قدرة منظمة التعاون الإسلامي على تشكيل جبهة موحدة والتحرك بحسم، في تشكيك يستهدف إضعاف المنظمة.

وخلال مقابلة أجريت معه أشار الزعيم الماليزي إلى احتمال مناقشة الانتهاكات التي ترددت أنباء بشأنها بحق المسلمين الويغور في الصين خلال القمة.

وتصف بكين معسكرات تحتجز فيها الويغور بأنها "مراكز تدريب مهنية" بينما يقول منتقدون إنها معسكرات اعتقال جماعي.

ويقول محللون إن قمة كوالالمبور التي دعت تركيا لعقدها يمكن أن "تشكل بديلا عن منظمة التعاون الإسلامي والتي تشرف عليها عمليا المملكة السعودية".

لكن السلطات الماليزية رفضت هذه التحليلات. وقالت دوائر رئيس الحكومة الماليزية إن القمة "لا تهدف إلى إحداث تكتل جديد".