قمع اردوغان يستهدف فنانة كردية

الحكم على الفنانة هوزان كاني بالسجن لمدة عام و خمسة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهم اهانة الرئيس التركي.

انقرة - تشهد تركيا تشديدا للقبضة الأمنية لكل من يخالف الرئيس رجب طيب اردوغان الرأي او يوجه له انتقادات.

والاستهداف لا يشمل فقط السياسيين او المفكرين او العسكريين بل يشمل ايضا المثقفين والفنانين الرافضين لسياسات أوصلت تركيا الى مصير غامض وافق مسدود.

وأصدرت محكمة في اسطنبول حكما بإدانة مغنية كردية ألمانية بتهم ارهابية تتعلق اساسا باهانة الرئيس اردوغان.

وتعرضت الفنانة هوزان كاني وهو اسمها الفني لحكم بالسجن لمدة عام و خمسة أشهر مع إيقاف التنفيذ، وذلك حسب تصريح لنيروز اكالان، محامية المغنية، لوكالة الأنباء الألمانية.

وقالت المحامية ان المحاكمة تعود في الأساس لرسم كاريكاتوري لاردوغان انشأ على صفحة باسم كاني لكنها لم تتورط شخصيا في انشاء الصفحة.

المحاكمة تعود في الأساس لرسم كاريكاتوري لاردوغان انشأ على صفحة باسم كاني لكنها لم تتورط شخصيا في انشاء الصفحة

وكاني لديها جذور كردية رغم انها تحمل الجنسية الألمانية حيث حكم عليها بالسجن 6 سنوات في نوفمبر/تشرين الثاني بتهمة ربط علاقات مع حزب العمال الكردستاني لمجرد تدوينات على صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك.

وتقبع الفنانة في السجن منذ السنة الماضية في وقت القي فيه القبض على شقيقتها جونول أورس الاسبوع الماضي بتهمة محاولة عبور الحدود بطريقة سرية حيث منعت من مغادرة البلاد بشبهة ربط علاقة مع منظمات ارهابية في اشارة الى حزب العمال الكردستاني.

واتهمت اورس بالمشاركة في مظاهرات في مدينة كولونيا الالماينة سنة 2012 نظمها حزب العمال الكردستاني فيما حكم على والدتها في نوفمبر الماضي بالسجن ستة أعوام وثلاثة أشهر لعضويتها في الحزب المتهم بالارهاب في تركيا.

ودائما ما يستغل النظام التركي صراعه مع حزب العمال الكردستاني لتصفية حسابات سياسية مع الأكراد حيث عمدت السلطات الى عزل 3 رؤساء بلديات من الاقلية الكردية بسبب نفس التهم.

وتستغل الحكومة التركية كذلك ملف الانقلاب الفاشل لسنة 2016 لقمع الالاف من الصحفيين والعسكريين والقضاء والمحامين الرافضين لسياسات اردوغان.

وتورطت تركيا في ملف تجسس على المعارضين لحكم اردوغان حيث اعلنت السلطات الألمانية الشهر الجاري انها تحقق في شبهة تورط شركة في تزويد السلطات التركية ببرنامج استخدم للتجسس أثناء احتجاجات اندلعت سنة 2017.

رئيس الوزراء التركي الاسبق احمد داوود اوغلو
اردوغان لم يقمع فقط معارضيه بل حتى مقربيه

وقمع ادروغان لم يسلم منه اقرب المقربين اليه داخل حزبه العدالة والتنمية حيث قرر الحزب مؤخرا احالة رئيس الوزراء السابق احمد داوود اوغلو وقيادات اخرى على اللجنة التاديبية تمهيدا لطردهم لكن اوغولو خير الاستقالة وانشاء حركة سياسية قادرة على انقاذ تركيا من أزمتها.

ويرفض اردوغان اي صوت معارض من داخل حزبه او من خارجه حيث يصم اذانه عن دعوات مقربين اليه ورفقاء له بضرورة مواجهة التدهور الذي تمر به تركيا في كل المستويات وتنامي المخاطر المحدقة بها.

وفي المقابل يرى مراقبون ان حملة القمع غير المسبوقة من قبل اردوغان للمعارضين ياتي في ظل شعوره بالخطر المحدق بنظامه بعد تدهور علاقاته الخارجية وضعف حزبه داخليا.